الأزمة الاقتصادية في الجزائر وتأثيراتها على الوضع السِّياسي العام بقلم: عميرة أيسر
تاريخ النشر : 2019-01-12
الأزمة الاقتصادية في الجزائر وتأثيراتها على الوضع السِّياسي العام بقلم: عميرة أيسر


الأزمة الاقتصادية في الجزائر وتأثيراتها على الوضع السِّياسي العام

تمر الجزائر بأزمة اقتصادية خانقة تعتبر الأسوء في تاريخها  ربما، وذلك نظراً للتآكل الشديد في المخزون النقدي الاستراتيجي، ولجوء الدولة إلى الاستدانة من البنك المركزي، لتمويل عجز الخزينة العمومية، والذي يتزايد تدريجياً مع مرور الوقت. فالعجز المسجل في الميزان التجاري، وعجز الدولة عن بناء اقتصادي منتج خارج القطاع الطاقوي، و تصنيف الجزائر كما يقول الخبير الاقتصادي الفرنسي ألفريد سوفي كأحد نقاط الالتقاء السِّياسي والاقتصادي العالمي، أي في الاتجاه الذي يحدد مساراته الراهنة، والتي تتجه من مناطق الإنتاج في الشمال إلى دول الجنوب البائس أو تقع مناطق الاستهلاك العاجزة عن توظيف قدراتها البشرية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية  للخروج من مناطق التبعية الاقتصادية والصناعية.

فالسلطة الراهنة التي لم تحسن استغلال المليارات التي دخلت الخزينة العمومية لمدة تربو عن عقدين من الزمن، كما عجزت عن تقديم تبريرات وحجج مقنعة للرأي العام الوطني عن وجهة صرف هذه الأموال، و خلقت طبقة سياسية هشة وضعيفة وتفتقد إلى أدوات وعوامل الاتصال الاجتماعي والثقافي الفعال، كما يسميها مالك بن نبي للمساعدة على إحداث ثورة فكرية وتنموية تكون من روافد التأثير الايجابي لتدعيم حجج المركز، أي صناع القرار السِّياسي  في البلاد،  ففي ظل هذه الأزمة الخانقة أصبح الشك وعدم اليقين يطبع عمل نقاط القوة في الطبقة السِّياسية التي وجدت نفسها في مأزق عويص، لأنها تفتقد إلى الآليات والميكانيزمات الأساسية التي تؤهلها لان تجد الحلول الاقتصادية المقبولة منطقياً، وعلمياً والقابلة للتطبيق على أرض الواقع.

ومع اشتداد وطأة هذه الأزمة واتساعها ودخول الكثير من القطاعات العمالية والفئات الاجتماعية في حركات احتجاجية واسعة، مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، وانتظار رؤساء تلك الكتل والوحدات السِّياسية إعلان بوتفليقة لترشيحه وهذا أمر مستبعد في نظري، يرى الكثير من الخبراء بأن نواقيس الخطر بدأت تدق، لأن مع تناقص دعم الدولة للكثير من الفئات الاجتماعية الهشة، وإلغائها للكثير من المنح والزيادات في الأجور، يزيد الوضع سواداً  ويجعله قاتماً جداً، مع ازدياد حجم وأخطار التهديدات الأمنية القادمة من الجنوب الكبير، و هذا ما يخطط لها بعد إحداث ثورة مدبرة في السودان وتونس وموريتانيا، تمهيداً لاستهدافنا في الأخير، فعلى الجميع التكاتف والعمل سريعاً على إيجاد خطط اقتصادية ناجعة، لمنع تدهور القدرة الشرائية للمواطن، التي ستجعله حانقاً على السلطة، وحاقداً عليها، وهو يرى الفاسدين قد سيطروا على دواليب الاقتصاد ويتحكمون في لقمة عيشه بالتالي.

عميرة أيسر_كاتب جزائري