حتى تكون خدمة العلم خدمة للوطن بقلم:أسعد العزوني
تاريخ النشر : 2019-01-12
حتى تكون خدمة العلم خدمة للوطن بقلم:أسعد العزوني


حتى تكون خدمة العلم خدمة للوطن 
أسعد العزوني

بعد طول إنتظار هناك أمل بإعادة خدمة العلم في البلاد لإستيعاب محدود لشبابنا الذي ينخرط في نادي البطالة منذ تخرجه ،ويصبح عالة على أسرته ووطنه ،ويكون نهبا لكل ما هو سلبي مدمر بسبب السياسة التعليمية الفاشلة التي أنتجتها الخصخصة بوجهها القبيح،ولكننا نأمل أن تكون الخدمة المقترحة بنسخة جديدة معدلة لا تشبه النسخة الماضية، التي كانت تقتصر فقط على حشر الشباب في المعسكرات وإجبارهم على تنظيف الحمامات ،إضافة إلى إجراء تمارين رياضية والوقوف على بعض الإستخدامات للأسلحة ،ومع تقديرنا لكل ذلك، ولأن من وضع الجداول لم يضعها هكذا مضيعة للوقت ،فإننا نأمل مرة أخرى أن تكون هناك تغييرات جذرية في النسخة القادمة ،وها نحن نسمع أن خدمة العلم سيتم تغيير تسميتها إلى خدمة الوطن ،ولهذه التسمية معنى ومغزى ،نتمنى أن ينجح القائمون على التجنيد في أداء المهمة.

قال رسولنا الكريم :إخشوشنوا فإن النعم لا تدوم!! وهذا ما يدعونا للمطالبة بأن تكون خدمة العلم خدمة للوطن فعلا،ولن يتم ذلك إلا بإعادة تأهيل الشباب في معسكرات الرجولة وتخريجهم وقد إكتسبوا الخوشنة نوعا ما ،ومعها الكثير من المتطلبات التي تلزمهم وأولها قتل ثقافة العيب ،والقبول بأي عمل يوفر دخلا  كريما،يضمن عدم إنحراف الشباب إلى مزالق الهاوية وما أكثرها هذه الأيام .

يتوجب على أجندة الخدمة الجديدة ان تتضمن التوعية بكافة أشكالها المجتمعية والوطنية والقومية وحتى الأممية ،والتنوير وشحنهم بالطاقة الإيجابية لتحل محل الطاقة السلبية ،التي تسيطر على تفكير الجميع هذه الأيام لأسباب عديدة ،وأن يتم زرع الأمل والتفاؤل فيهم ،وأن يثقوا بالمستقبل ويكون شعارهم الجد والإجتهاد والإنتاج والإبداع  وغرس عادة القراءة،وأن تكون هناك برامج لغات أجنبية  أيضا للدعم المعنوي والمعرفي.

عندما ننادي بتأهيل شبابنا فإننا نعلم جيدا أن معسكرات الجيش هي مصانع للرجال ،وهي التي تخرج الرجال القادرين على الصمود والتحدي والتصدي والمواجهة  أيضا،وهذه المكتسبات لا تأتي بمرور كريم قصير عليها ،وكفى الله المؤمنين شر القتال ،بل يتطلب الأمر إعادة تأهيل المدربين أنفسهم أولا ليكونوا قادرين على التعامل مع شبابنا المرفه، والذين لم يختبروا أنفسهم في مواجهة الظروف الصعبة ،لأنهم إعتادوا على الحصول على كل شيء عند أهاليهم حتى لو إضطر الآباء إلى اللجوء للإقتراض لإرضاء أبنائهم.

ما أعنيه هو أن المرحلة الاولى المطلوبة في خدمة الوطن الجديدة المقترحة، هي تأهيل المدربين من عسكريين ومدنيين ،وأن تستضاف شخصيات أخرى بالتنسيق مع الإدارة العسكرية طبعا ،على غرار الحراك الديني في ليلة القدر حيث يتنقل العلماء بين المساجد للتنوير والتفسير والشرح.

نحن بأمس الحاجة لبرنامج خدمة وطن يقلب حياة أبنائنا رأسا على عقب ،ويغرس فيهم الروح الإنتاجية والإبداعية، ناهيك عن الولاء والإنتماء بصوره الحقيقية ،وهي أنه لا ولاء بدون علم ولا إنتماء بدون إبداع ،وهذا ما ينقص أبناءنا.