هل يتوجب علينا إعادة كتابة التاريخ وفق جغرافيا التوراة؟ بقلم:د.إبراهيم فؤاد عباس
تاريخ النشر : 2019-01-12
هل يتوجب علينا إعادة كتابة التاريخ وفق جغرافيا التوراة؟

د.إبراهيم فؤاد عباس

بالطبع أنا لا أنكر أن اليهود عاشوا في جزيرة العرب في عدة مواقع أولها اليمن، لكن أختلف مع الآخرين بأن مملكة سليمان ومملكة سبأ لم تكونا الاثنتين معا في اليمن وفي نفس الفترة، فهذه الفرضية لا يستطيع إثباتها حتى آينشتاين لو عاد حيًا!..- ومنطقيًا لإثبات نظرية مدرسة كمال الصليبي التي نشطت بشكل لافت في الآونة الأخيرة، فإنه إما أن تكون مملكة سليمان ومملكة سبأ في زمنين مختلفين، وإما أن يكونا في مكانين مختلفين يفترض بالمنطق أيضًا أن يكونا متباعدين لأن كل من سليمان الملك والملكة بلقيس لم يسمع أحدهما بالآخرحتى جاء الهدد بخبره لسليمان عن بلقيس.. ولو كانت بلقيس في سبأ وسليمان بالطائف لكان سليمان من المؤكد قد سمع بها.. علمًا بأن سليمان كانت له علاقة تجارية وعلاقة صداقة بكل من مصر وفينيقيا، وهو قد تزوج من ابنة فرعون مصر شيشنق، وكان يستورد العديد من المنتجات من فينيقيا (وخاصة خشب الأرز)، فهل كانت تأتيه البضائع الفينيقية من البحر الأحمر؟ .. وسؤال لأي من الإخوة الأصدقاء من أنصار مدرسة جغرافيا التوراة : وماذا عن المسجد الأقصى؟.. هل هو في فلسطين أم اليمن؟..أم الطائف (وهو ما يقول به يوسف زيدان)؟ السؤال مرتبط بما قبله.. فلو كان في مكان غير مكانه  في قدسنا الفلسطينية العتيدة  لظل معروفًا ومقدسًا ومعلمًا بارزًا في ذلك المكان كما هو معروف عنه في فلسطين منذ رحلة الإسراء والمعراج.. أم أن الإسراء تم من الطائف؟.. بالطبع لا ..ولا أعتقد أن أحدًا يمكن أن يعارضني في هذا الأمر.. الأقصى تم بناؤه زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام .. أين؟ في القدس (هل من معارض؟).. أية قدس؟ يعني قدس بفتح القاف (التي هي في اليمن)، ولا قدسنا العربية الكنعانية اليبوسية؟.. بالطبع قدسنا العربية العريقة.

 كنت أفخر بأنني محترف في الثانوية العامة في حل معادلات الجبر التي يعجز عن حلها أقراني .. وحل الآلاف منها من كتاب المختار والممتاز.. كما اني مولع بعلم الفلسفة والمنطق.. أتمنى أحدهم  يرد علي بنفس هذا المنطق.. يعني يعطيني تفسيرات أستطيع (بلعها).. أعود وأكرر الأسماء التوراتية (المستوحشة والمستغربة) ليست معيارًا يتوجب علينا التسليم به، واستخدامها منهجًا لإعادة كتاب التاريخ، ولو كانت هذه الأسماء هي الأساس لظلت كما هي.

.. أما صديقنا الباحث الذي تعلم العبرية حتى يتحقق من ترجمة البعض لصحة الأسماء التوراتية لبعض المدائن والأماكن فذكرني بالأخ الصديق شاكر النابلس - يرحمه الله - الذي اعتزل في بيت استأجره بالقرب من شارع حراء بعد الغزو العراقي للكويت وترك فيلته الجميلة في شارع الأربعين بالقرب من متجرشبرا، عندما سألته لماذا تتعلم الفرنسية الآن وأنت على مشارف الستين؟ فرد بثقة: "كي أكتب أعمالي الأدبية بالفرنسية".

 كلنا قرأنا من كتاب متخصصين وأساتذة في اللغة العبرية كالأستاذ د. حسن ظاظا، وقرأنا ليهود أسلموا (كالدكتور محمد أسد)، وكتابًا غربيون يهود وغير يهود، وكثيرون منا قرأ في الكتاب المقدس بالإنجليزية ومترجمًا بالعربية، فلماذا نعتقد أن كل هؤلاء ليس لهم دراية وخبرة صاحبنا الصدوق في الترجمة الصحيحة للأسماء التوراتية؟.. وهل تعلم صديقنا اللغة العبرية القديمة التي انقرضت؟.. أم اللغة العبرية الجديدة التي تم إحياؤها منذ نهاية القرن التاسع عشر على يد يهودا بن اليعازر ؟..