فوقَ خرابِ العَالم بقلم:د. محمد رضا
تاريخ النشر : 2019-01-12
فوقَ خرابِ العَالم""

مِن تحتِ دمارِ الكون

مِن فوقِ خرابِ العَالم

أمدّدُ قدميّ،

كما جاليفر في مدينةِ الأقزام.

أعبثُ في شَعري،

كما أينشتاين حينما يَنسى.

وأتذكر سير من نسيهم التاريخ.


فوقَ خرابِ العَالم

مِن بينِ رصاصِ حروبه

مِن أعلى نقطةٍ على طريقِ النُزوح

أصفَعُ الكراهية

أعانقُ العاشقين

وأدورُ حولَ نفسي مُولويًا

وأنا أقرأ الصلاةَ الربيّة

وأنا أقرأ النعيلاه

وأترنمُ كبوذيٍ أصيل

على أرواحِ الشُهداء.

فوقَ خرابِ العالم

أعاني مَع أمل دُنقل

أحاربُ مع محمود درويش

أتألمُ كما رياض الصالح الحُسين

أحملُ كُتبَ محمود السعدنيّ

وأنادي على المَوت,

ليُدخنَ معي سيجارتي الأخيرة.


فوقَ خرابِ العالم

أضعُ حبيبتي في الحقيبةِ الظَهريّة،

وأغني لها بصوتِ شُجُوني

ثم أضحك.. كمن لم يَحزن!

لأبكي بصمتٍ..

حتى تلتهبُ قنواتيَ الحِسيّة.


فوقَ خرابِ العالم

ألتهمُ كبدي كُلما نَبَت،

وأركُلُ الأحجارَ في بحيراتِ الدِماء

أتجَهمُ في وجهِ نشراتِ الأخبار

وأتهمُ نفسي بالأنانية.

فوقَ خرابِ العالم

وتحتَ خرابِ العالم

لا أحدَ سِوانا

نَحنُ الأوغادُ,

الذين يهمسونَ لبعضٍ بهدوء:

الحُرّيَةُ مُلكٌ للجَميع.


د. محمد رضا – مصر