وصية فاقد بقلم: بهاء الدين عبد الخالق خشان
تاريخ النشر : 2019-01-11
وصية فاقد بقلم: بهاء الدين عبد الخالق خشان


لا أحب أولئك الذين يمرون اليوم، ويرحلون غداً؛ لا ينتظرون حتى تبرد أرواحنا من لوعة فقدان من قبلهم؛ حتى يفجعوننا بفقدهم هم!

وكأنهم يشعرون بأحاسيسنا؛ فعندما تتقد فينا مشاعر الحب تجاههم؛ نراهم قد هربوا بخفة خطوة!

لا ندري؛ ألم نفهم معنى الحب بعد؟!
أم أن أقدار الله هي التي تحكم بفراقنا دوماً؟!
الله يظلم؟
حاشاه ربي!
إذن، فالمقدر خير؛ ولو كنا نراه بنظرنا القاصر أنه شر لنا!

دعكَ مني، ومن الدراما المحزنة التي تصيب أي عاشق، تلك قصة الفقدان!
التي كتبها أي ولهان محب، والتي قد أكلت من روحه، وأنهكت جسده!

دعني أعطيك درساً جامعاً مانعاً سريعاً عما سيصيبك إذا دخلت معترك الحب، مع أني لا أنصحك أبداً أن تدخله!
ولكنه الفضول القاتل؛ الذي يدفع أي أحمق ليجرب ما يسمى بالحب!
هذا آخر تنبيه لك، ستكون وحيداً! أنت حر.


المهم،
إن الحب أعمق من مجرد حب!
هو ليس شعوراً وليدَ صدفة أو لحظة، هو اجتماع لجسدين في روح! تتراكم فوقه لقاءات، شجارات، وأيام تثبت صدقه.
وإذا أصبح حبكما، أقوى وأمتن؛ فلا تفرط بذلك الحب عند أصغر انفعال أو شجار؛ صدقني إن الحب أكبر من كل هذا!

والحب هو حبل يمسك طرفيه المحبان، هما من يتحكمان بمقدار شدته أو رخاوته،
والحب بحر واسع جداً، لا يرى آخره!
والحب أيضا نار حارقة!

فالحبل إن لم تأت عليه لحظات يجب زيادة رخاوته قليلا انقطع، وإن شد كثيرا في بعض الأحيان انقطع أيضاً!
والبحر إن لم نكن فيه حذرين من أن نتعمق لهلكنا وغرقنا!
والنار إن التصقنا بها التهمتنا؛ وحرقتنا!

فالمحبان هما من يقرران إما أن تدوم علاقتهما، وذلك بين الشدة والرخاوة؛ أو ينقطع حبل وصالهما!
وهما اللذان يعلمان متى البحر يغرقهما، ومتى يكون ذا منظر مبهج، يفرح كل من يراه.
والحب نار، إن لم يتدفأ بها المحبون؛ ويأخذون من حنانها وسكونها، فاقتربوا منها لحرقوا!
فليعلم كل من يحب، أين يتدفأ؛ وأين يحرق!

والحب ظالم على أهله جائر بهم!
فليعلم كل من أصبح من أهله، في أي معترك قد دخل!

أما نحن الذين ذاقوا مرارة العشق، والشوق؛ فعن حالنا لا تسَل!
نحن المكلومون!
الذين تجرعوا الخيبات عدد خلق الله!
فلنا الله!

أعيدها، لا تجربه فإنه مَهلك!