أبي بقلم: ريم محمد الحفناوي
تاريخ النشر : 2019-01-11
أبي

اليوم الأحد الأول من كانون الأول لعام 1977 ،  كالعادة في هذه اليوم اذهب لزيارة قبر والدي واتكئ على شاهده واقول له كل ما يحتويني كأنه دفتر مذكرات سنوي، اتعلم يا ابي لم انسَ ما كنت تقوله لي كل مقوله قلتها لي طبقتها نعم لم اكن افهم احياناً ماتقوله لكن طبقتها لأنني أستمع لنصائحك، كان يوم فراقك مشؤم يا ابي عندها تلقيت صاعقه هزت كياني كان خبر وفاتك ثقيلاً جداً لم أستطع تحمله، انظر كم احن لقول ابي، ابي قد مر على غيابك اربعةَ اعوام وكل يومِِ يمر كأنه اليوم الأول الذي تفارقني به فقدانك ادى بي الى حفةِ الهاوية، لم ارى بدفئك وحنانك اشتقت لاطبق جفوني وأنا بين ذراعيك، لم يعد هناك مسكن أمن ودافئ بعد الأن، أرجوك عد الي هذه الحياة تركلني بقدميها اتبعثر واتناثر هنا وهناك بعد فراقك اصبحت بلا مأوى رغم مساحة ذلك القصر ورغم مفرشه الدافئ لكنه بارداً جداً يا ابي.

يقولون منهك الأشتياق للموتى أذ ليسَ ثمة طريق لاحتضانهم او نصِلَ إليهم او نسمعهم نحيبَنا.

 تلك الأيام التي مررت بها كانت اقبح أيام حياتي مررت بها بثقل وحزن، ذلك العام لقبتهُ بعام الحزن، لقد بلغ الحزن اقصاه، لن تصِل روحي لأطراف السماء لن تسمع صدى صوتي الذي يرتفع بأنين الحزن لن تسمعني رغم كل ذاك الصوتَ المرتفع أنتَ بعيداً جداً يا ابي.

اردت كتمان ذاك الصراخ لاكني لست حجراً يا ابي لست بتلك الصلابه لاخبئ حزن يعتلي قلبي،

في ذلك العام كُنت اراقب حياتي وهي تنهار دون أي محاولةِِ لانقاذها لأنها لم تعد تعني لي شيئ لقد تخطيت مرحلة الاكتأب والحزن والبؤس ودخلت بحالة فقدان الحيله وعدم الرغبة بأي شيي، بعد فراقك يا ابي مات كل شيئ بعيني ولم تعد الحياة كما كانت مسبقاً لقت بهتت الوانها المهجة، اتمنى لك رحمةِِ واسعة بقدر السماء.