أَتَعْلَمِينَ أَيُّ شُعُورًا يَبْعَثُ المَطَرَ؟ بقلم: رحمة عبدالعظيم
تاريخ النشر : 2019-01-11
تَمَاَمْاً كرَجُلٌ يَخْجَلُ مِنْ دُمُوعِهِ فَ أَرَاد البُكَاءَ فِي اليَوْمِ المُمْطِرُ لِكَيْ لَا يَرَى أَحَدُ دُمُوعِهِ ,.

أَو كأُمُّ تَخَاطُبِ اِبْنِهَا الشَّهِيدِ وَ هِيَ تَنْظُرُ إِلَى السَّمَاءِ وَ كَأَنَهَا تَرَاهُ بَيْنَ دُمُوعِ السَّمَاءِ,
مُرْهَقَةُ مِنْ غِيَابِهِ , مَتْعَبَةٌ مِنْ عَدَمِ وُجُودِهِ , مُنْهَارَةٌ مِنْ عَدَمِ سَمَاعِ صَوْتِهِ مَرَّةً أُخْرَى.

أَو كفَتَاةٌ تَنْتَظِرُ أَبَاهَا الخَبَّازِ أَمَامَ بَابِ المَنْزِلِ رَغْمَ شِدَّةِ المَطَرِ الَّتِي تَهْطِلُ عَلَيْهَا أَلَا أَنَّهَا تَخْشَى تَعَبَ أَبِيهَا ,
تَخَافُ أَنْ يَتَبَلَّلَ بِالمَاءِ وَ يُبَرِّدُ , تَخْشَى أَنْ يَمْرَضَ أَوْ يُصِيبُهُ سُوءٌ..

أوِ حَتٓى كطُيُورًا اُخْتُبِئَتْ بِ عِشْهَا وَ لَمْ تَعُدْ تُحَلِّقُ حَزِينَةً وَ كَأَنَهَا حَاقِدَةً عَلَى تِلْكَ الحَبَّاتُ الَّتِي اِحْتَلَّتْ مَوْطِنَهَا..

كأَرْضًا اِنْتَظَرْتُ قُدُومَ المَطَرِ كَثِيرًا حَتَّى تَرْوِيَ نَفْسَهَا ،
أِو كِوَطَنٌ فَاحَتْ رَائِحَتُهُ كَالمَسْكِ عِنْدَمَا هَطْلُ الغيث عَلَى أَرْضِهِ.