"الظل" الجزء التاسع بقلم : إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-01-11
"الظل" الجزء التاسع بقلم : إبراهيم عطيان


يتعجب الشاب من تردد سمير !!
قائلًا : إذًا ما هذه الصورة الضبابية الموجودة على العلم ؟!
فيرتبك سمير قليلًا ثم يعود للهدوء ويبدأ في سرد قصة الظل ليبدي الشاب تعاطفًا كبيرًا ‘
فقد سمع بتلك القصة من قبل ، ويطلب من سمير الذهاب معه لمكان تواجد التجمع الإفريقي في طوكيو لسرد القصة عليهم ربما لديهم ما يقدمونه للظل ومن معه.
سمير ينطلق بسرعة مع الشاب الأسمر وتبدو عليه الفرحة والأمل في مساندة إفريقية لجمهور الأهلي  الذي يستعد لرفع شعار الظل داخل الملاعب اليابانية.
تنطلق المباراة لتنقل كاميرات العالم الحدث الأغرب ‘ الجماهير الإفريقية تحمل علمًا مغايرًا لم يعرفوه تكتسي المدرجات بالعلم الكبير الذي يحمل صورة الظل ‘ فيتساءل الجميع ما هذا ؟!!
لتبدأ القصة انتشارها عبر المباريات الرياضية أيضًا وبشكل سريع .
فتتحول البطولة إلى تظاهرة كبرى من قبل الجماهير بمختلف انتمائها ، حاملين الصورة ملاصقة لأعلام الفرق المشاركة في مشهد لن يتكرر.
لكن الحكومات لا تعبأ بما يحدث من حولها متجاهلين الحدث بشكل يدعو للغضب .
أو ربما لم يتوصلوا للحل المناسب من وجهة نظرهم فالأمر أمسى معقدًا .
ومع تجاهل الحكومات للتحركات والمطالب أيقن المحتجون أنه لابد من التصعيد .
فقرروا إضرابًا في كل البلدان وفي شتى المجالات والأماكن الحيوية  تضامنًا مع الدعوة التي أطلقتها وطن لإنقاذ الظل والإفراج عنه بسرعة .

• انتفض العالم العربي ملبيًا دعوة وطن معلنًا إضرابًا عامًا في كل المجالات  وافترشوا الأرض مضربين حتى عن الطعام في محاولة لإنقاذ الحب وإنفاذه في كل مكان .
أيقنت السلطات أنه لا بديل عن الحوار ومناقشة الأمر بشكل سريع لتفادي أزمة عالمية  لا تقل خطرًا عن الحرب العالمية . أطلقوا عليها اسم حرب الظل .
توالت الاجتماعات الدولية بشكل مستمر لحل الأزمة سريعًا
بعدما اجتمعت كل أطياف الوطن العربي على تأييد الفكرة . كلٌ حسب أهدافه .
• لكن هناك دائما من يتحرك في الظلام لتقويض المساعي الدولية والعربية الهادفة لحل الأزمة خفافيش الظلام تجتمع هي الأخرى في مكان عرف بمحور الشر في المنطقة لإيجاد طريقة
سريعة لنشر الفوضى في ربوع الوطن العربي خرجت الخفافيش هذه المرة كاشفة عن وجهها القبيح
• لتعلن على العالم أخبارًا زائفة عن مقتل الظل على يد النظام المصري فتخرج الجماهير الغاضبة  للشوارع والميادين في كل أنحاء الوطن العربي للتعبير عن غضبهم وحزنهم منددين بما حدث للظل  بينما يترقب المتربصون ما يحدث في الشوارع منتظرين ردة الفعل الغاضبة من المتظاهرين
• السلطات المصرية تحاول تدارك الموقف سريعًا وتهدئة الجمهور قبل فوات الأوان.
أعلنت السلطات أن هذه الأخبار كاذبة فالظل مازال على قيد الحياة
وسوف يخرج عليكم بعد قليل عبر الشاشات لكنهم لا يصدقون ما يقال البعض يراوده الشك بأنهم سيعرضون عليهم تسجيلًا قديمًا للظل  بينما البعض الآخر يتحدث عن خروج شخص آخر عبر الشاشات فنحن لم نر الظل من قبل سوى صورة ضبابية غير محددة المعالم فكيف نتأكد من كونه الظل نفسه لا أحد غيره ؟!