الرئيس البرازيلي الجديد بولسوناريو ونقل سفارة بلاده إلى القدس بقلم د. كاظم ناصر
تاريخ النشر : 2019-01-10
الرئيس البرازيلي الجديد بولسوناريو ونقل سفارة بلاده إلى القدس بقلم د. كاظم ناصر


الرئيس البرازيلي الجديد خاير بولسوناريو يميني متشدّد وعد الشعب البرازيلي في حملته الانتخابية بأنه سينسحب من اتفاقية باريس للمناخ، ويخفّض الضرائب، ويعمل على ضبط الأمن وخفض معدلات الجريمة، ويصلح العلاقات البرازيلية مع الصين التي توظف أموالا طائلة في الاقتصاد البرازيلي، وينقل السفارة البرازيلية من تل ابيب إلى القدس، ويعمل على تعزيز علاقات بلاده مع الولايات المتحدة الأمريكية، ويقف موقفا معاديا من كوبا وفنزويلا ونيكاراغوا التي يحكمها اليسار.
وصول بولسونارو للحكم يمثّل تغييرا هاما بالنسبة للبرازيل التي حكمتها على مدى عقود حكومات من اليسار، واليسار الوسط، واليمين الوسط والتي تعاطفت مع الفلسطينيين والتزمت بالتوافق الدولي حيال المسائل المرتبطة بالنزاع الفلسطيني – الإسرائيلي ووضع مدينة القدس، واعترفت عام 2010 بالدولة الفلسطينية.
الرجل معجب بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإسرائيل، ودعا نتنياهو لحضور حفلة التنصيب الذي جرى يوم الثلاثاء الموافق 2- 1- 2019 ؛ نتنياهو زار البرازيل وحضر الحفل، واعتبر زيارته لأكبر دولة في أمريكا اللاتينية تاريخية تفتح صفحة جديدة وتعاونا " سيساعد مواطني الدولتين في مجال الأعمال والاقتصاد والتكنولوجيا المتطورة "، وأثنى على البرازيل ووصفها بأنها دولة ضخمة لديها إمكانيات هائلة بالنسبة لإسرائيل وقال " نحن سعداء لتمكننا من إطلاق حقبة جديدة بين إسرائيل وقوة عظيمة اسمها البرازيل." نتنياهو يعرف من أين تؤكل الكتف، ويدرك أن البرازيل لها تأثيرا قويا على معظم دول أمريكا اللاتينية، ولهذا فإن وجود علاقات متينة بين إسرائيل والبرازيل سيساعدها في تعزيز علاقاتها السياسية والاقتصادية مع تلك الدول.
فما الذي فعلته الدول العربية لمواجهة التغلغل الإسرائيلي في البرازيل ودول أمريكا اللاتينية؟ الجامعة العربية عقدت اجتماعا طارئا في شهر ديسمبر الماضي وقالت انها شكّلت وفدا لمقابلة مسؤولي البرازيل لوقف أي قرار يمّس القدس، لكن وسائل الاعلام لم تذكر شيئا عن الوفد وإنجازاته حتى الآن مما يعني ان قرار الجامعة سيظل حبرا على ورق كغيره من القرارات، وان البرازيل ستعزّز علاقاتها مع إسرائيل، وستنقل سفارتها إلى القدس في المستقبل القريب.
البرازيل هي أكبر دولة في أمريكا الجنوبية، وتاسع أكبر اقتصاد في العالم، وأكبر قاعدة صناعية وأكثرها تنوعا في أمريكا اللاتينية، ومن أهم المنتجين للغذاء في العالم، ورابع أكبر منتج للطائرات التجارية. إنها تصدر للعالم العربي مواد غذائية وصناعية، ومركبات، وطائرات تزيد قيمتها عن 15 مليار دولار سنويا.
ليس من مصلحة الأمة العربية والقضية الفلسطينية السكوت على نوايا وتصرفات بولسونارو المعادية لنا والمؤيدة لدولة الاحتلال الصهيونية؛ نحن العرب نستورد لحوما برازيلية تزيد قيمتها عن ملياري دولار أمريكي؛ هذا يعني اننا لو أوقفنا استيراد اللحوم فقط، فإننا سنلزم الرئيس البرازيلي الجديد على إعادة التفكير بنقل السفارة وإعادة النظر في اندفاعه لإقامة علاقات اقتصادية وتجارية وسياسية مميزة مع إسرائيل.