سرابي الأزلي بقلم: إسراء بدر الدين المصري
تاريخ النشر : 2019-01-10
سرابي الأزلي بقلم: إسراء بدر الدين المصري


قد جئتني تطوف غريقاً بآثامك
واضعاً قلبك على يديك
تعتلي وجهك ابتسامة جافة تخلو من الرضا
طيفك يحوم فوق رأسي
تنقر صدغي بأصابعك
تجلس في أحضاني
تطير حولي
تبتسم و تبكي... يفيض من صدرك نوراً رمادي
والروح تخلو من الصفو
الشمس تتناثر عبر ثقوب جسدك
تسلط النار علـى ظلمتي
تحوط خصري بكلتا يديك تراقصني
على صدى الأمواج
تحملني فوق بلاد الشمس
تحلق بي بين نجوم مزروعة في الياسمين
توقدني خلف الضباب
بياض الشراشف صار قرمزياً
فرش جسدي بالزنبق
شقاء العسل كان ينبت على صدري
و أزهاري تتساقط من يدي
حاولت إمساك قميصك فانشق و نسجت خيوطه على كفي
أعدت المحاولة من جديد أمسك بكتفك
انزلقت يدي قد كان عليها آثار الطحين
ما بالك تعبث بي؟
أتلفت حولي فأجدك أشتم رائحتك تعبق في المكان على المقعد الخشبي
لطالما حمل أسراري و الكثير من الشقاوة
تتمدد على حضني
تبعثر شعري بين يديك
تبدأ بصنع الضفائر... تفكه تعيد ضفره مجدداً
تضع يداً على قلبك و يداً خلف الهواء البارد
أحدق و أحدق فيك
تنفث دخانك على وجهي
و تضحك
النور يهدأ على ثوبي المطرز ببقايا الصور
بهتت ألواني
أردت لمس لحيتك و القفز على أغصانها كانت بعيدة
وأنا هنا أراها
يخبرني قلبي بين الجفنين المحترقين النجاة
و أتوه في الرماد
افتح عيني أنظر أمامي حتى تدمع عيناي
لم أعي اللحظة
أكاد انطفئ في بريق المطر
أأنت هنا أناديك بصوت مرتجف
رائحتك لا تزال تفوح في أعماقي
أكنت هنا
ألمح بقايا طيفك يذوب على الخشب
كان الكرسي يتكسر
أعدت محاولة بائسة المنال بإمساكك
لم أنجح
أطلق على نفسي بالجنون
أحدثك عني.. كالأصم
احتضن ركبتي و على يدي خيوط القميص الكحلي
جسداً على هيئة روح لا أكاد الامسها فأتعثر
على نفسي و أتبعثر بذاتي
هلّا أتيت و أخذت بقايا الطحين و خبزتني بعسلك المر خبزاً محترقاً بطعم البن
يسيل في عروق رقبتك