توجهات طالبات الصف العاشر الأساسي نحو التعليم المهني في فلسطين اعداد: نادية عبد الهادي عتيق
تاريخ النشر : 2019-01-10
دراسة : توجهات طالبات الصف العاشر الأساسي نحو التعليم المهني في فلسطين

مديرية التربية والتعليم /جنين  انموذجا 

اعداد: نادية  عبد الهادي عتيق/قسم دراسات المرآة /جامعة النجاح الوطنية 

- المقدمة :

تتجسد أهمية  التعليم المهني كأحد روافد التعليم في فلسطين ويسهم بفاعلية في توفير مخرجات بشرية تمتلك المهارات التي تمكن صاحبها من احداث تغيير ايجابي ومميز اتجاه تطوير  المجتمع وإحداث التنمية الاقتصادية  وتلبية متطلبات واحتياجات سوق العمل من الكوادر البشرية المدربة والمؤهلة مهنياً وتقنياً      (وزارة التربية والتعليم العالي ،2011) .

اعتبرت السلطة الوطنية الفلسطينية  عند قدومها  التعليم المهني كأحد ركائز المجتمعات  لذا عملت على تطويره من خلال زيادة عدد المدارس المهنية  واستحداث تخصصات جديدة وتجهيزها بالوسائل التعليمية الحديثة ، كما أولت وزارة التربية والتعليم العالي اهتمام  بالتعليم المهني في عدة محافظات في الوطن من خلال تنويع  انماطه وتطوير المناهج  المهنية  وتوحيدها في كافة المدارس بما يتلاءم احتياجات السوق الفلسطينية  من متخصصين مؤهلين تقنياً (حماد والنخالة ،2008) .

ما زال التعليم المهني  يعاني من نظرة مجتمعية نمطية دونية ،على الرغم من اهتمام الجهات الرسمية في هذا القطاع ،والتي انعكس تأثيرها على المدارس المهنية التي يلتحق بها من يكون تحصيله الدراسي ضعيف ، مما ضاعف تزايد الاقبال على التعليم الاكاديمي والعزوف عن التعليم المهني , مما اثر على نوعية مخرجات المدارس المهنية  من القوى العاملة .

- هدف الدراسة وأهميتها:

ان البرامج المهنية  المتنوعة التي توفرها وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية للطلاب  مقارنة بالتخصصات التي يتم توفيرها للطالبات ، بالإضافة إلى تدني اقبال الطالبات على التوجه المهني في المدارس يشير الى ان هناك تمييزا واضحا على اساس النوع الاجتماعي بين الذكور والإناث في التعليم المهني 

تهدف الدراسة للتعرف على الأسباب التي تؤثر في توجهات  طالبات الصف العاشر الاساسي نحو التعليم المهني من خلال الاطلاع على الحوافز والعقبات التي تواجههن، من اجل المساهمة في تشخيص المشكلة 

- طريقة البحث:

فحصت الدراسة اسباب توجه الطالبات في الصف العاشر الأساسي للتعليم  المهني  والإطلاع على المعوقات أو الحوافز التي تواجههن من خلال التركيز على (رغبة الطالبة  بالتوجه للتعليم المهني، تأثير الأهل للتوجه لهذا قطاع، وتأثير المجتمع على اتخاذ القرار).وقد تم ذلك من خلال زيارات ميدانية وإجراء مقابلات شخصية. مع  المرشدات التربويات والطالبات المسجلات بالفرع المهني .

رؤية وتوجهات وزارة التربية والتعليم العالي: 

تعمل وزارة  التربية والتعليم الفلسطينية  حاليا على دمج التعليم المهني بالتعليم الاكاديمي في بعض المدارس الفلسطينية من خلال قيام  الوزارة بالعمل على هذا الاتجاه  لتخريج طلاب ذوو كفاءة ومؤهلين لتلبية سوق العمل و المساهمه  في حل مشكلة تزايد الخريجين الاكاديميين  الذين يتوجهون للوظائف التعليمية .

وفي سبيل تعزيز توجه الفتيات للتعليم المهني والإجراءات التي اتخذتها الوزارة في تحقيق ذلك ، تم تطبيق  برنامج دمج التعليم المهني في الصفوف  الاساسية (من الصف السابع وحتى التاسع ) لتعزيز المفهوم المهني لدى الطلبة  لكلا الجنسين دون تمييز في المنهاج مما يعمل على صقل توجهاتهم المهنية المستقبلية ، حيث أن الوزارة قامت باستحداث   وحدات مهنية  متخصصة للمرحلة الثانوية  لكل من الذكور والإناث وزيادة  عدد من التخصصات  المهنية خاصة بالإناث هي( التكنولوجي ، التجميل ، جرافيك ديزاين) بالإضافة إلى تخصص التجاري الموجود سابقا  . 

 دور المرشدات التربويات والتحديات التي تواجههن : 

يتلخص دور المرشدة التربوية في المدارس  في تعريف طالبات الصف العاشر الاساسي للفروع المختلفة المهنية والأكاديمية ، وتوجيه الطالبات لاختيار التخصصات المناسبة لكل منهن، بالإضافة إلى التركيز على التعليم المهني كفرع مستحدث  وتوضيح اهميته للطالبات .

ولكن من العقبات التي تواجهها المرشدات التربويات  في هذا المجال , انه لم يتم تزويدهن بخطط واضحة  ومعلومات كافية حول هذه البرامج المطروحة مما يعمل على الحد من قدرتهن على الاجابة لتساؤلات الطالبات حول هذه التخصصات ، وأنهن يبذلن جهود شخصية  للحصول على معلومات تساعدهن في  الإجابة على التساؤلات المطروحة من قبل الطالبات والأهالي، وهذا يشير الى  وجود  فروق في مجال الادارة والتمكين للمعلمين المهنيين بالنسبة الى المعلمات المهنيات  بسبب حداثة انخراط الاناث للتعليم المهني. 

-  مقابلات الطالبات ورصد أسباب توجه الطالبات إلى القطاع المهني 

تم إجراء (12) مقابلة مع طالبات الصف العاشر الأساسي ، من المسجلات للالتحاق بالفرع المهني (الجرافيك ديزاين، التكنولوجيا، التجميل ، التجاري) بالإضافة إلى الفروع الأكاديمية الأخرى للصف الحادي عشر،.وب عد اجراء المقابلات مع الطالبات وتحليل النتائج تبين ما يلي:

أ . أسباب التحاق الطالبات  بالتخصصات المهنية/ الحوافز :

- المستوى الدراسي الاكاديمي المتدني في بعض المواد الدراسية  وخاصة العلمية منها ، وبالتال

- - - الحصول على معدلات  اعلى من خلال التخصص المهني والذي يؤهلن  لدارسة اي تخصص في الجامعة عدا الطب،

- الرؤية المستقبلية لتخصص الدراسة في الجامعة  من حيث التركيز على المبادئ الاساسية للتخصص المرغوب فيه خلال المرحلة الثانوية،  . 

- الحصول على عمل مباشرة بعد إنهاء الدراسة الثانوية مثل( الجرافيك ديزاين) والعمل في مجال التصوير.

- خوض التجربة في فرع لم يقم احد بتجربته من قبل .

. المعوقات اللاتي تواجهها الطالبات للتسجيل بالفرع المهني:

- النظرة المجتمعية ان التعليم المهني هو مناسب للذكور دون الإناث ,

- عدم وضوح طبيعة  التخصصات المهنية  وعدم وجود  معلومات كافية لدى الطالبات مما ادى الى تخوفات من هذه التخصصات .

- عدم توفير كتب دراسية خاصة بالمنهاج بين ايدي الطالبات 

- قلة توفر المعلومات لدى المرشدات التربويات وبالتالي ضعف في توجيه الطالبات للتخصصات المهنية  - - النظر الدونية  للطالبات اللواتي يتوجهن للتعليم المهني  واعتبارهن  ذوات ضعف في التحصيل الاكاديمي. 

- رفض الاهل  التحاق بناتهم بالتخصصات المهنية  وخاصة ذوات التحصيل الدراسي العالي، وذلك لعدم توفر المعلومات  الكافية حول مستقبل هذه التخصصات .

- عدم توفر مدارس مهنية قريبة من منطقة السكن لبعض الطالبات 

- الظروف الاقتصادية  للأهل وعدم القدرة على توفير المتطلبات  التي تحتاجها الطالبة في التخصص المهني من أدوات ، رغم أن وزارة التربية والتعليم توفر بعض هذه الاحتياجات للتدريب والمشاغل  إلا انه يبقى قسم على عاتق الاهل توفيره.

- النظرة التقليدية الاجتماعية الدونية للقطاع المهني وخاصة الطالبات والناتج عن عدم وعي عن ماهية هذه التخصصات وأثرها على الفتاة والمجتمع.

النتائج  :

خلصت الدراسة الى النتائج التالية :

- هناك نقص في المعلومات عن حيثيات البرامج المهنية المطروحة على مستوى ادارة المدارس والمرشدات والطالبات

- عدم الفهم الكافي للتخصص المهني لدى الطالبات يؤدي الى الارباك وعدم اتخاذ القرار 

المناسب.

- لم توفر وزارة التربية والتعليم مناهج للتخصصات المهنية وهذا يشكل تخوف لدى الطالبات وصعوبات لدى المعلمات.

- الاقبال الكبيرة من الاناث على التخصص المهني في المدرسة المستهدفة بنسبه 80% من طالبات الصف العاشر , لم يكن نتيجة الوعي بأهمية التخصص المهني انما من باب التجريب وخاصة ان امكانية التحويل لتخصص اخر في الصف الحادي عشر واردة لدى معظم الطالبات .

- عدد التخصصات المهنية التي تم استحداثها للإناث اقل بكثير من تلك المطروحة للذكور وبالتالي هذا يوضح التمييز بين الذكور والإناث بالإضافة إلى تعزيز  الصورة النمطية لدور المرأة في مجال العمل وتحديده ضمن النطاق المطروح.

- لم تظهر الدراسة عزوف للفتيات عن التخصص المهني  أو رفض للأهل بشكل واضح , والسبب يعود الى وجود المدرسة المستهدفة في نفس التجمع السكاني للطالبات بالإضافة إلى أن التخصصات المطروحة هي أصلا تخصصات ليس منافسة للذكور او خارج النمط المتوقع من الانثى .

- ان وزارة التربية والتعليم لم تنفذ برنامج وحدات التعليم المهني في مدارس الاناث  بالمدارس المناسبة من حيث الموقع جغرافي مما افرز اقبال من قبل الطالبات من نفس التجمع السكاني وعزوف عنه في مناطق اخرى.

- لم تحقق وزارة التربية والتعليم العالي الهدف من دمج  قطاع التعليم المهني في المدارس الثانوية حيث ان اتاحة الفرصة لطلبة التخصصات المهنية للدراسة الجامعية بكافة التخصصات عدى الطب يفرغ هدف  التعليم المهني من محتواه ,اذ يمكن للطلبة الذين درسوا التجميل مثلا ان يدرس تخصص اللغة العربية , وبالتالي هذا لا يحقق هدف تخريج كادر بشري مهني مؤهل ومدرب .

1. التوصيات :

بناء على النتائج التي توصلت اليها الدراسة  اتقدم بالتوصيات التالية :

1- مراعاة التوزيع الجغرافي للمدارس التي تشملها الخطة لفتح وحدات مهنية جديدة 

2- زيادة عدد التخصصات المهنية للإناث لتغيير الصورة النمطية لعمل المرأة في المجتمع.

3- تحديد التخصصات الجامعية المفتوحة أمام  خريجي  الثانوية العامة للتخصصات المهنية بما يتلاءم مع  تخصصاتهم ، بهدف التخفيف من حدة البطالة الموجودة بسبب  الاعداد الكبيرة من الخريجين الاكاديميين.

4- فتح تخصصات  مهنية وتقنية جديدة في الجامعات  حسب احتياجات السوق امتداد للتخصصات المهنية التي يدرسها الطلبة في المرحلة الثانوية مع إعطاء امتيازات تشجيعية للإناث للدخول في هذه التخصصات 

5- توفير التمويل اللازم لتجهيز الوحدات المهنية  بالكامل لتخفيف الاعباء الاقتصادية عن الاهل في سبيل توفير الادوات اللازمة  للحصص العملية . 

6- العمل المشترك بين وزارة التربية والتعليم العالي والمؤسسات ذات الاختصاص لعمل برامج توعية للطلبة والمجتمع المحلي بأهمية التعليم المهني وخاصة التوجه نحو تشجيع الاناث  للتوجه لهذا القطاع . 

7- العمل على فتح مدراس مركزية  للاناث شاملة لكافة التخصصات المهنية وعدم حكر  بعض التخصصات على الذكور فقط .