حُرّاس المدينة بقلم: فتحي زيدان جوابرة
تاريخ النشر : 2019-01-08
قصة قصيرة جدا: (حُرّاس المدينة)
دفَنَ وجهَه في صدْرِ أمّه وبكى قائلا: استُشْهِدَ أبي، صَفَعَتْهُ على وجهِهِ، وقالت: كنْ رجلا، واحملْ نعشَه... انطلقنا من عرين الشهداء إلى مقبرة الشهداء، فسمعنا زئيرا ناحية الأقصى، وزغاريد بلون التحدّي انطلقت من زقاق قديم، فَدَبّ الرعب في الأفعى، فاغتالت ثلاثة أشبال عائدين من المدرسة، كانوا قد ألقَوا حقائبهم على قارعة الطريق، وأخذوا يلعبون. عُدنا إلى المقبرة مرة أخرى، فوضعنا ثلاثة حرّاس آخرين للمدينة... هناك أغمضت عينيها اللبؤة، وتمتمت بكلام إلهيّ، ثم عادت إلى العرين، وخلّفت وراءها جزءا كبيرا من قلبها الرؤوم. وفي منتصف الليل أخبرتنا القابلة -تلك المُتَنبِّئة بالميلاد والموت- أن اللبؤة ستنجب شبلا آخر ، من ذات السّلالة الكنعانية، سوف يكبر ولن يموت، وسيزرع على المقبرة والأقصى نصرا بأربعة ألوان.