الظِّل | الجزء الثامن بقلم : إبراهيم عطيان
تاريخ النشر : 2019-01-02
الظِّل | الجزء الثامن بقلم : إبراهيم عطيان


لكن الحبيبة المجهولة التي لا يعرفها أحد لم تبتعد كثيرًا عن المشهد ، مازالت تناضل من مكانها في صمت
فهي تعيش في مجتمع عربي لا يقبل أن تظهر فتاة على العالم لتتحداه باسم الحب .
لكن الظل الآن مقيد ولا يجب أن تنتظر كثيرًا فربما يسقط الظل ضحية للدفاع عن حبه
وطن تحدث نفسها كثيرًا بالخطوة التالية التي يجب عليها القيام بها لإنقاذ الظل
التردد يسيطر عليها الآن ، غرفتها مبعثرة على غير العادة ، منشغلة في إيجاد الحل .
يبدو أن القلق الذي يسيطر عليها الآن بسبب الخطوة التي قررت القيام بها .
ترى كيف ستكون هذه الخطوة ؟ لا أحد يعلم . فهي لا تتحدث مع أحد ، فقط هي تغلق على نفسها باب الغرفة
لتشاهد الأحداث عبر التلفاز والتفكير لا يتوقف .
خرجت عن صمتها هذه المرة فكانت هي الضربة القاضية لمن يعبث بأمن البلاد ، عندما أعلنت عن مكانها للمرة الأولى
في محاولة منها لتخفيف الضغوط المفروضة على الظل المحاصر من قبل السلطات ، والحد من المخاطر التي تحيط بالوطن.
فتمسكت السلطات المصرية بهذا الخيط لإجبار الظل على التراجع عن أفكاره
وقبول العرض السابق وإلا سوف يخسر كل شيء .
أخبروه بأن وطن الآن مهددة بسببه وربما تلقى نفس مصيره ‘ فلم يصدق حتى أخبروه عن مكان تواجدها
فكاد أن ينهار ويتراجع حتى لا تصاب بأذى لكنه رفض الانهيار و أظهر تماسكًا أمام المحققين
ليعطي لنفسه الفرصة للتفكير داخل محبسه.
للمرة الأولى منذ دخوله في هذه المعركة يشعر الظل بخيبة ، وفقدان الأمل ، وبدأ يفكر في نهاية مناسبة
تضمن لحبيبته السلامة . يحدق الظل في جدران المحبس وكل ما يحيط به وكأنه يفكر في الهرب ، يحدث نفسه بشيء من الندم واللوم على ما قد يسببه لحبيبته جراء تهوره واندفاعه الغير محسوب .
وفي هذه الأثناء يدخل عليه ضابط كبير ليخبره بأن وطن في أمان
وأنها خرجت على العالم لتعلن عن حبها مشيرة إلى مكان تواجدها في محاولة منها لإنقاذه وتخفيف الضغوط عنه
فخاف الظل على حبيبته وأخبر الضابط أنه سيفعل ما يطلبوه منه بشرط أن يضمنوا له سلامتها
لكن الضابط نصحه بالثبات وعدم التراجع وترقب ما يحدث دون استسلام.
قائلًا للظل : العالم العربي وشعوب العالم كلها معكم الآن بعدما أعلنت وطن عن مكانها بعدما كادت حملة التكذيب أن تغلق باب الأمل أمام الحلم ، فالناس كانوا يتساءلون أين وطن الذي يتحدث عنها ؟!

ثم خرج الضابط وهو يصيح بصوت مرتفع مهددًا الظل :
" أنت هتتراجع يعني هتتراجع وهتنفذ اللي قلتلهولك . افتكر كلامي كويس " ثم يومئ بعينه للظل وينصرف
وبينما الظل غارق في التفكير في حل للأزمة الراهنة لا يدري بمن حوله ، حتى طعامه الذي أدخله له الحارس
لم ينظر إليه . كلمات الضابط تتردد في أذنه ، والمخاوف من سوء المصير تشغل عقله .
وفي نفس الوقت بدأت موجة غليان تجتاح البلاد بعد ظهور وطن للمرة الثانية وإعلان حبها
وأصبحت الشوارع كأنها بركان لن يُخمده سوى نسائم الحب واجتماع الظل مع وطن
أصبحت الصورة رمزًا منتشرًا بكل اللغات
في كل مكان على السيارات ‘ القطارات ‘ الحوائط ‘
أعلى الكباري ‘ في الطرقات ‘ على المقاهي .....
_ ترى هل ستتوقف عند هذا الحد أم أن الانتشار سيواصل تقدمه للأمام ؟
سؤال يشغل الشارع العربي الذي يترقب ما يحدث بحذر وشغف
يبدو أن هناك المزيد لم يظهر لنا بعد .
ففي وقت تتجه فيه أنظار مشجعي كرة القدم في كل مكان إلى العاصمة اليابانية طوكيو
حيث تقام على أرضها بطولة رياضية كبرى .
يسافر مجموعة من مشجعي النادي الأهلي لليابان لمساندة فريقهم المشارك في هذه البطولة
( بطولة القارات للأندية أبطال الدوري ) .
هذه البطولة التي تضم فرقًا تمثل جميع قارات العالم .
وفي شوارع طوكيو يخرج علينا شابًا إفريقيًا من أصحاب البشرة السمراء حاملًا علم النادي الأهلي
حيث أنه الفريق الذي يمثل القارة السمراء
فيرى شابًا يرتدي قميص نادي الأهلي يدعى سمير هو مشجع مصري متواجد في نفس المكان .
يتوجه نحو سمير للحديث حول توقعات المباراة المرتقبة فيكتشف أن الأعلام مختلفة .
فيسأل سمير هل تغير شعار النادي الأهلي ؟
يتلعثم سمير قائلًا : نعم نعم . أقصد لا لا لم