على مفترقِ حُلْمٍ غريبٍ بقلم: عطا الله شاهين
تاريخ النشر : 2018-12-29
على مفترقِ حُلْمٍ غريبٍ بقلم: عطا الله شاهين


على مفترقِ حُلْمٍ غريبٍ
عطا الله شاهين
بلغَ ذاك الشّابّ مفترقَ حُلْمٍ بدا له منذ البداية بأنه حلْم مليء بالغرابة، حينما وجدَ نفسه عالقا في حضنِ امرأةٍ رآها منذ كان طفلاً صغيرا، وتذكّرها على الفورِ، وقال لها: أأنتِ تلك الطّفلة، التي كنتِ تأتين إلى دارنا، حينما كانتْ أُمُّكِ تذهبَ إلى عند الطبيب لعلاج مرضِها، وتوصي والدتي لكيْ تهتمّ بكِ؟ فقالت له: كلا، أنتَ تهذي الآن من دفئِي.. أنتَ الآن في عالمٍ آخر وفي أبعد نقطةٍ في الكون، وعلى كوكبٍ صامت وبارد، فبدأ ذاك الشّابّ يتجه في حُلْمه باتجاه آخرٍ وراحَ صوب امرأةٍ تحتضنه وأقنعَ نفسه بأنه لا يهذي، وقال في ذاته: إنها هي تلك الطّفلة، التي كانتْ تلعب معي بألعابي، أتذكرها تماما، حينما كبرتْ وباتت تخجل منّي، لأنها بدأتْ تنضج، وجسدُها باتَ يُغريني كلّما كانتْ تمرّ من أمامِ دارنا، فعادَ وسألَها عن اسمِها، لكنّها لم تردّ عليه، وقالت له: أنتَ تهذي في هذا الكوكبِ، فقال لها: لماذا إذن تحضنينني؟ فقالت له: لأنكَ كنتَ رائعاً معي منذ أنْ جئتَ إليكم في أول مرة، فأنت لم تعاكسني البتة، وأعجبتُ بكَ من أول نظرة، فقال لها ذاك الشاب: أُقسم لكِ بأنك أنتِ تلك الطفلة، فصمتتْ، وقالت له: رغم الدفء الذي أمنحكَ إياه، إلا أنكَ لم تهذِ بعد، بلى، أنا تلك الطّفلة، وما هي إلا لحظات حتى صحا من حُلْمِه على صوتِ امرأةٍ كانتْ تتشاجر مع زوجها، في الجهةِ المقابلة لبيته، فذهبَ ذاك الشّابُّ، الذي كانَ يتصبّب عرقاً إلى المطبخِ لشُربِ الماءِ، وقالَ في ذاته ما هذا الحُلْمُ الغريب؟ فتلك المرأة التي رأيتها على مفترقِ الحُلْمِ الغريب للتّوّ ها هي تتشاجر مع زوجها، اسمع صوتها بكل وضوح، ما هذا الحُلْم الغريب؟ هل ما زلتُ أحلمُ بالزّواج منها، ربما، لأنّها تزوّجتْ دون رضاها وبقيتُ أُهلوّس، لأنها لمْ تتزوجني، وأُرغمتْ على الزّواجِ من رجُلٍ لا تحبّه البتّة.. يا لهذا الحُلْم المليء بكُلّ الغرابة..