صدور كتاب "خذ بيدي فقد رحل الخريف" لعزيزة الطائي
تاريخ النشر : 2018-12-19
صدور كتاب "خذ بيدي فقد رحل الخريف" لعزيزة الطائي


"خذ بيدي فقد رحل الخريف" لعزيزة الطائي..

البحث عن الروح 

عمّان-

 

"مضيت إلى شجرة الموت

في يدي شيء مما تبقى

ذكريات شائخة

عاشت بين الدمع والروح

تكتب حكاية عشق

طواها النسيان"

بهذه الفقرة تلخص الشاعرة العُمانية عزيزة الطائي حكايتها وحكاية القصيدة في مجموعتها التي حملت عنوان "خذ بيدي فقد رحل الخريف".

وحينما تتحدث الشاعرة عن الموت في مجموعتها الصادرة حديثًا عن الآن ناشرون وموزعون في عمّان بالتعاون مع بيت الغشام للصحافة والنشر والإعلام في مسقط، فإنما هي تستحضر الحياة التي عاشت في الذاكرة وتحمل كل لحظات الانتظار وتمر أمامها كشريط مرئي يطوف كل الفصول والمدن والأزمان والأشياء.

وهي وإن تلوح بالوداع إلا أنها ما تزال تحتفظ بشيء مما تبقى، تاركة وراءها الخريف الذي رحل لضوء الأمل الذي تراه في جوانيات النفس، نفسها العاشقة والمعشوقة كما تستهل بمقولة جلال الدين الرومي: "أيها البشر الأنقياء التائهون في هذا العالم لم هذا التيه من أجل معشوق واحد، ما تبحثون عنه في هذا العالم، أبحثوا في دخائلكم فما أنتم سوى ذلك المعشوق".

هي مرآة الذات/ ذواتنا التي تتجلى في الأشياء المحيطة، فنرى أنفسنا فيها، وتقول في تقديم المجموعة "أنا أنثى من ماء ونار، غيمة تطفو على سطح الكون"، لتحمل التضادات في المعنى دلالة العشق الصوفي الزاهد في الحياة الذي يعيش في البرزخ دون أن يحمل خطاه إلى جهة أخرى، وهي تستعير من القاموس الصوفي مفرداته لتناصات تثري المحمول الشعري:

"امرأة

معلقة على حافة الأشياء

تحتضر في منزلة بين منزلتين

خارج الحياة والموت

ملء محراب روحها

بعشق الله".

 

وهي تعبّر عن هذا الوله من خلال تأمل الأشياء الذي ترى فيه حبّها لحظة تأملية من كوة الأبواب وزاوية النوافذ صمت الجدران وإغفاءة الليل، وتستحضر الغياب المستحيل بتداعيات الذاكرة والمتخيل.

وتقول:

غفا الليل على خرائط جسدينا

من أرق الولهة في أحشائي

هكذا يطويني الليل بشبقي

فينثر الجنون على أوراقي

للاحتفاء بجنة حبك

كزهرة الصبار".

القصيدة تقع في ثلاثين مقطعًا، وتمتد على صفحات المجموعة التي تقع في 72 صفحة من القطع الوسط، وهي في مثابة يوميات قصة عشق، رغم أفولها إلا أنها ما تزال تحوم حول الشرفات كموسيقى تنهمر من السماء بماء قداساتها على الشجرة الحالمة التي ينام على ذراعها الليل.

وتقول في المقطع الأخير:

"مع رحيل القمر

غفت النجوم نقطًا

في ماء عينيها

من منفى الروح

ككاهن يطوي سفره المقدس".

يذكر أن الكاتبة عزيزة الطائي صدر لها رواية أرض الغياب.