تعددت الألعاب والموت واحد !!بقلم:د. نيرمين ماجد البورنو
تاريخ النشر : 2018-12-17
تعددت الألعاب والموت واحد !!بقلم:د. نيرمين ماجد البورنو


تعددت الألعاب والموت واحد !!!!!!
د. نيرمين ماجد البورنو

 بابجي , مريم , الحوت الأزرق , مومو , بوكيمون , شارلي , جنية النار , الشيطان الحزين , Counter strike , ولعبة الفضاء الميت, ولعبة العمليات السوداء Black ops , ولعبة بعث الموتى DEAD RISING, جميعها مسميات لألعاب الالكترونية مجانية خطيرة غزت حياتنا بشكل عجيب ومخيف ،حيث جذبت هذا الألعاب اهتمام الكثير من الأطفال والمراهقين الباحثين عن التسلية والمتعة , ولكن للأسف الشديد فلقد أودت بنهاية المطاف الى مقتل وانتحار العديد من اللاعبين من خلال تعليمات افتراضية أثرت بهم من قبل بعض الاشخاص المريضة نفسيا كل هدفهم الاستلذاذ في قتل الاخرين , فعندما يجتمع العلم والشر معا تحدث نتائج كارثية .

إن الألعاب الإلكترونية لها إيجابيات ولها سلبيات , ولكن إذا طغت السلبيات فقد تتحول إلى مصائب ومخاطر كبيرة على الصحة النفسية والعقلية والاجتماعية وتعرض الطفل والمراهق للأمراض والابتزاز والفساد الأخلاقي والتنمر.

فلقد تطورت التقنيات والألعاب حتى أصبحت هذه الأجهزة يمكن حملها في الجيب، وأخذها أينما ذهبت، حتى باتت تشكل خطراً كبيراً على كل بيت , وذلك لعدم مقدرة الاهل على فهم المتغيرات أو تبسيط التأثيرات السلبية وتهوينها وعدم اتخاذ قرارات وقائية , واهمال المتابعة لهذه الالعاب والتغاضي حتي يدمن عليها الطفل ويتعرض لمخاطرها الجسيمة ,  وتؤثر الألعاب ايضا على العلاقات الاجتماعية حيث يعتادُ الطِّفلُ السّرعة في  اللعب ؛ مما قد يُعرّضه لصعوبة كبيرة في التأقلم مع الحياة الطبيعية ذات السّرعة الأقلّ درجة؛ والمُتضرِّر الأول دائماً هو الطفل, إذ ان الطفل الذي يقضي في لعب تلك الالعاب ساعات طويلة دون ادني تواصل مع الاخرين سيصبح انطوائيا وغير اجتماعي .

 وتساهمُ الألعاب الإلكترونية في زيادة الانفصال الأسري، كما تزيد ارتباط الطّفل بقيم المجتمعات الغربية؛ مما يفصله عن مجتمعه وثقافته وقيمه, و تصنع الألعاب الإلكترونية أطفالاً أنانيّين يفكّرون في إشباع حاجاتهم من الألعاب فقط، دون أن ينتبهوا لوجود من يشاطرهم اللعب، فتحدثُ الكثير من المشاكل بين الأشقاء على دورِ اللعب، و بعض الالعاب تروج للمخدرات وتشجع على السرقة والقتل والانحراف الاخلاقي وتصل لإيذاء النفس والانتحار وهي تترسخ في ذهن الطفل وتتحول من ممارسة لعبة الى اندماج وتخيل افكارها وصورها وتقمص شخصيتها  , بعكسِ الألعاب الشعبية التقليدية التي تتميّز بأنها ألعابٌ جماعية.

إن الألعاب الإلكترونية الحالية تعتبر سلاحاً خطيراً ومدمراً لسلوكيات الشباب والفتيات، وخاصة تلك التي تستدرج اللاعبين، وتستحوذ على عقولهم وتستغل براءتهم من خلال طلب بعض المعلومات الشخصية للاعبين , ولذلك يجب على الاباء والامهات ان يقوموا بضبط أجهزة اطفاله, ويفعلوا  خاصية التحكم حسب السن و ينتبهوا لمناسبة الالعاب  ومحتواها , ويحاولوا فهم رموز أشرطة الالعاب الالكترونية وان يشاركوا ابنائهم اللعب للتعرف على نوعية الألعاب وتحديد الاوقات المعينة لاستخدامها , وتعزيز وتقوية صمام الامان من خلال الثقة بالأبناء , وتثقيفهم بمخاطرها , وتوفير بدائل اخرى للترفيه واللعب, ويجب الانتباه من أن هذه الالعاب تتبدل وتتغير اسماءها وصورها وشعارات أخرى متي ما تم منعها من المحلات او حجبها من المتاجر الذكية ولها اكثر من نسخة , ويجب التأكيد على ضرورة دور وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي في نشر المخاطر والسلبيات , وعمل برامج توعوية وندوات وورشات ومحاضرات للتوعية من خطر هذه الالعاب الالكترونية التي غزت عقول الشباب ودمرت أجيال , فتعددت الألعاب والموت واحد !!!!!