عم تتساءلون بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-12-17
عم تتساءلون بقلم:خالد صادق


عم تتساءلون؟
خالد صادق
لا أدري هل تستفز مشاهد الجماهير الحاشدة التي قدرت بمئات الآلاف والتي شاركت في مهرجان انطلاقة حماس الواحد والثلاثين بالأمس قيادات السلطة الفلسطينية من اجل إعادة التفكير في ضرورة إشراك حركة حماس صاحبة الشعبية الجارفة وحركة الجهاد الإسلامي في منظمة التحرير الفلسطينية, أم أنهم لا يعيرون تلك المشاهد اهتماما, ويعتبرون ان هؤلاء المحتشدين في الكتيبة الخضراء ليسوا فلسطينيين ولا يحق لهم ان يمثلوا في المنظمة, ولا ان يكون لهم تمثيلا يناسب حضورهم في الشارع الفلسطيني, ولا ادري هل يمكن للسلطة ان تتجاهل كل هذا الكم من أبناء ومناصري حماس لمجرد العند فقط, والإصرار على إنكار الآخر, وشطبه عن الخارطة الفلسطينية, ان الشمس لا تغطى بغربال, وأن لكم أيها المتنفذون ان تعيدوا تفكيركم.

عم تتساءلون وانتم تشاهدون هذا الكم الشعبي الهائل الذي حضر مهرجان حماس ليعبر عن انحيازه لخيار الجهاد والمقاومة, ووقوفه خلفها, وحمايته لها, وانتصاره لنهجها, وإيمانه المطلق والغير محدود بها, عم تتساءلون وانتم تطلقون العنان لعقولكم كي تمعن النظر في هذا الكم الهائل من الجماهير التي من حقها ان تعبر عن خياراتها وانحيازها لنهج المقاومة ورفضها لذاك السلام الهزلي الذي لا يأتي بحقوق ولا ينتزع تنازلات من الاحتلال الصهيوني لصالح قضيتنا الفلسطينية, عم تتساءلون أيها القاعدون فوق كراسيكم تقاتلون من اجلها, وتخونون أوطانكم وشعوبكم من اجلها, تنتهجون نهج الأشرار وتمارسون التطبيع مع الاحتلال فتفتحون عواصمكم لكيانات الاحتلال وتفرشون البسط الحمراء لنتنياهو ووزرائه وحاخاماته, إن مسالككم هذه لا تعبر عن إرادة شعوبكم ولا عن خياراتها ولن يتحملها الشعب إلى ما لا نهاية.

عم تتساءلون أيها المستسلمون الخانعون الراضون بالتنسيق الأمني والتساوق مع سياسات الاحتلال, تمررون صفقة القرن وتشحذون الهمم للاعتداء على شعبكم المقاوم, وكأنكم تصنعون أمجادكم من خيانة أمانة الدين والشعب والوطن, ألا يستفزكم منظر الجماهير الحاشدة التي ملأت الكتيبة الخضراء ومحيطها لتغيروا تفكيركم وتعيدوا قراءة الواقع من جديد برؤية جمعية واعية بعيدا عن المصالح الحزبية أو الشخصية التي تحكم تفاصيل حياتكم, وكأنكم تبحثون فقط عن المواقع والمناصب والنفوذ ولو على حساب دينكم وقضيتكم وشعبكم, ان تلك الجموع الحاشدة التي حملتكم الأمانة ستسألكم يوما ماذا فعلتم لها, وماذا قدمتم لقضيتكم ومقاومتكم, ولماذا لم تكونوا أمناء على ما كلفتم به من أمانة, لماذا قصرتم وتآمرتم وتنازلتم عن حقوقنا وثوابتنا وأهدافنا, وعلى ماذا كنتم تقاتلون, على نفوذكم وسلطاتكم ومكاسبكم, أم انكم كنتم تقاتلون من اجل شعبكم وقضيتكم , وأي نهج انتهجتموه للوصول إلى أهدافكم وتحقيق غاياتكم, وأي الطرق سلكتم, إنها الأمانة التي حملكم إياها شعبكم.

عم تتساءلون والمقاومة تسود وتقود وتكبر يوما بعد يوم, تنتصر لشعبها وأمتها, وتحافظ على تاريخ وأمجاد هذه الأمة, تحافظ على العروبة وتدافع عن الأمة نيابة عنها, لقد اختصها الله عز وجل بهذا الشرف العظيم, فحملت راية المقاومة ومضت, غير آبهة بكل المؤامرات التي تحيط بها من كل حدب وصوب, وغير مكترثة بسياط الإخوة والأشقاء التي تنهال عليها فتلهب ظهرها وتدمي جسدها وتعثر خطواتها, تمضي مقاومتنا وتتجاوز كل العثرات, لا يوقف زحفها صواريخ نتنياهو المدمرة, ولا قرارات ترامب العنترية, ولا مؤامرات الحكام العرب السرية والعلنية, لا يوقفها نهج السلام الوهمي, ولا صفقة القرن الخرقاء, ولا حصار أهوج أفشله شعبنا على صخرة الصمود والمقاومة, لا يوقفها تعاون المطبعين وصفقاتهم السرية والعلنية مع الاحتلال, ولا يوهنها مصافحة قابوس عمان لأقذر يد على وجه الأرض, يد نتنياهو المضرجة بالدماء والتي قتلت الأطفال والشيوخ والنساء والرجال والشباب والزهرات, وبدلا من ان يقطعوها صافحوها وقبلوها وانحنت هاماتهم اجلالا وإكباراً لها, خوفا وجذعا منها حتى لا تمتد إليهم وتزلزل عروشهم الواهنة.

عم يتساءلون عن تلك الحشود الهادرة التي جاءت محملة بالرسائل الموجهة للجميع في فلسطين وخارجها إن هذه الأمة لن تنكسر, ولن يستطيع احد ان ينال من عزيمتها وإرادتها, فهي أقوى من الجميع, وقادرة على صنع المعجزات, ستمضى مقاومتها محصنة بشعبها وأمتها حتى تحقق نصرها بإذن الله, فمسيرات العودة مستمرة, والمقاومة في الضفة مستمرة, وصمود القدس وال 48 مستمر ولن يتوقف, رفعت الأقلام وجفت الصحف.