سيدة الأرض،، فاتن حرب بقلم مصطفى لقان
تاريخ النشر : 2018-12-16
سيدة الأرض،، فاتن حرب بقلم مصطفى لقان


سيدة الأرض،، فاتن حرب   

بقلم الكاتب/ مصطفى لقان..

من المتعارف عن المقولة الشهيرة "وراء كل رجل عظيم.. امرأة عظيمة"، تلك المقولة التي لا ينكرها عقل أو ثوابت واقعية، فكم من قصص نجاح نقشت في صفحات التاريخ لرجال نقشوا أعمالهم في شتى المجالات, فكان وراء نجاحهم نساء بثوا فيهم العزيمة والتحدي والإصرار للوصول إلى القمم.

ولكن.. لا تقتصر تلك القصص المكللة بالنجاح على الرجال فحسب, فهناك نساء كسرن تلك القاعدة وحققن نجاحات تضاهي نجاحات الرجال ومنهن سيدة تعتبر قدوة للنساء الفلسطينيات، صورة لسيدة مكافحة سخرت وقتها من أجل أهم ما يحيط بالإنسان، ألا وهي المجتمع الفلسطيني.

فلم تختلف المرأة الفلسطينية عن غيرها من نساء العالم في سعيها إلى تطوير مجتمعها، فهناك الكثير من السيدات الفلسطينيات اللّواتي اغتنمن الفرصة ليتركوا بصمتهم في صفحات التاريخ. 

قصة اليوم لامرأة فلسطينية عربية سطرت إسمها بأحرف من نور في صفحات تاريخ المرأة الفلسطينية والعربية لما قدمته في مجالات متنوعة من الجمال إلى النضال، مرورا بالعلم وخدمة أبناء مجتمعها, قصة سيدة بدأت من ربة بيت الي سيدة مؤثرة في مجتمعها.

انها سيدة الأرض فاتن حرب, هذا اللقب الجديد الذي حصلت عليه مؤخرا من بين سيدات فلسطينيات كثيرات لهن كل الاحترام والتقدير, تلك المرأة التي جعلت من المجتمع يحدق بأنظاره إلى المرأة الفلسطينية وخاصة المرأة في قطاع غزة.. 

لقد رأت تلك الشخصية العظيمة بعملها, أن ما حولنا نستطيع أن نطوعه لخدمتنا ومنفعة الإنسان والمجتمع من خلال رؤيتنا الصحيحة لمجتمعنا..

إن نموذج تلك الفاتنة فاتن قليل جدا في وقتنا الحالي، فكل منا حال نفسه ويركض لمصلحته ولا أشمل الجميع، ولكن كلمة حق أقولها في هذه الإنسانة التي طوعت من الوقت ما تخدم به مجتمعها وذلك من أهم مقومات الحياة, والتي تدأب ليل ونهار لتقدم لمجتمعها ووطنها أسلوبا خدماتيا يكفل للجميع وخاصة المرأة حياة مختلفة.

تلك الفاتن التي ما تزال في بداية الأربعينيات، استطاعت أن تكون نموذجا مشرفا لسيدة فلسطينية كافحت، فحصدت نجاحا مشرفا يؤهلها لتكون امرأة قيادية، إلا أن طريق النجاح لم يكن سهلا ومعبدا بالمخاطر، فواجهت الكثير من الصعاب والتحديات، لا سيما وجهة نظر المجتمع حولها من مهامها وعملها, فنظرات الفخر والإعجاب التي تراها بعيون زوجها وأبنائها وفخرهم بها جعلتها تصمد في وجه كل الصعاب والمشقات لتحقيق حلمها في خدمة مجتمع بأكمله.

ليست مبالغة أن نقول إن ما أقدمت عليه حرب بشكل عام لتأكد  للجميع أنها ليست حبيسة أربعة جدران ومهيأة لها حياة رفاهية وتفكيرها محصور في تطورات الموضة والجديد في عالم المرأة، فها هي  تطمس تلك الرؤية المغلوطة لتثبت أنها تفوق قدرة الرجال في العطاء وفي المشاركة التنموية في بناء الوطن جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل.

لم يقتصر دور فاتن على شعارات وكلمات تقولها عبر الإعلام لتكون محور إرشاد ونصح للمجتمع حول المرأة والمجتمع, بل تنطلق ميدانيا في كل ركن من أركان عروس البحر الأبيض ألا وهي غزة وبدأت بالفعل قبل القول, فهذه المرأة المكافحة نموذج حي لأي امرأة في العالم تكافح من أجل الوطن..

 وأقرت أن المفهوم الحديث للتنمية المجتمعية المستدامة لابد فيه من مشاركة المرأة, وأن ما تقوم به من مهام في التنمية الاجتماعية يؤكد أهمية تواجدها ومشاركتها، فالمرأة رغم أنها تعد نصف المجتمع كمربية للأجيال، فقد أصبحت مربية وبانية مستقبل تلك الأجيال.