الإنتفاضة بين فرنسا وفلسطين بقلم :اسماعيل مسلماني
تاريخ النشر : 2018-12-14
الإنتفاضة بين فرنسا وفلسطين بقلم :اسماعيل مسلماني


الانتفاضة بين فرنسا وفلسطين
حالة الغليان والضغط على الشعب الفلسطيني لم يتوقف منذ النكبة وقبلها والامور تتصاعد تدريجيا في كل مدن فلسطين وقبل ايام كانت ليلة ساخنة في ثلاث مدن رام الله ونابلس والقدس وارتفاع الشهداء والاعتقالات والاستيطان والهدم والقوانين الاكثر تطرفا لقد مل الشعب واصبحنا الوحيدين في العالم تحت الاحتلال لا دولة ولا حدود ولا سيادة ولا استقلال ولا حكم ولا أمل بالحياة
فحالة الغليان لم تتوقف في فرنسا خرجت منتفضة رغم انها ام الديمقراطية في العالم واتضح ان فيروس النيوليبرالية الذي انهش الشعب الفرنسي من الغلاء الفاحش والضرائب وخرجت متمردة بعرض الحائط فالمشاهد التي نراها كسرت كل مبادئ الديمقراطية حيث عادت باريس الى ايام الثورة فالسبب الرئيسي لاندلاع الانتفاضة في فرنسا ان طبيبة فرنسية اشعلت التواصل الاجتماعي وعبرت عن غضبها من الضرائب فحصدت مؤيدين لها 160 الف واتفقوا على النزول الى الشوارع و لبس السترات الصفراء لمجاكرة الحكومة وامتدت المواجهات وصلت للقتل والضرب والاعتقال ولكن الحقيقة عشرات الاسباب تراكمت عبر السنوات الطويلة نتجية تحكم الراسمالية (الاغنياء ) التي نهشت حقوق المواطنين واصبحوا يعيشون على وهم الديمقراطية والحرية وعلى مسافة قربية نتشابة مع فرنسا بوجود منتفعين اغنياء يريدون استمرار الاحتلال وتحت شعار ماساة ومعاناة شعبنا تماما مثل الحراك الضمان الاجتماعي بين الغاء والتعديل والذين يطالبون بالغاء الضمان الاجتماعي هم اصحاب الاموال ونجحوا باقناع العمال والموظفين بالنزول بالشوارع مطالبين السلطه باسقاط القانون الضمان!! الغرابة في الامر لا يتظاهرون من اجل ارتفاع الاسعار برغم انه الاهم !!!! والذين يطالبون بالتعديل لاصوت صوت لهم وهم على الصواب اليس مستغرب ؟ !فالشعب الفلسطيني ما زال يطالب بالتقرير المصير وحق العودة لديارهم ,نحن شعب اعزل نملك الارادة والصمود لقد اصبح عمر القضية اكثر من مئة عام ونحن نطالب بالجلاء والتحرر والاستقلال فكان من المفترض ان تكون الدولة مقامة في عام 1999 والامر يزداد تعقيدا على الشعب الفلسطيني بسن القانون القومي اليهودي الاخير الذي نسف حل الدولتين أي اصبح الامر واضحا فاسرائيل لا تريد حلا ,والقيادة جربت كل الخيارات واكثر من عشرون عاما والمفاوضات لم تتقدم شبرا واحد بل الاستيطان تضاعف وفرض الهيمنة والعربدة على شعبنا كل يوم , ان ما جرى برام الله هو انتهاء لكل معالم السلطة فاسرائيل اوصلت رسالتها ان اي مكان مستباح لها وحسب اتفاق اوسلو يحق لهم الدخول في أي وقت !! على الرغم من عدم الالتزام في عام 99 من بناء الدولة الفلسطينية هذا مبرر قوي للسلطة ان تاخذ قرارا يستوجب اليوم واعلان تسليم المفاتيح وعلى الملا وكل العالم ان تعرف بحل السلطة هذ القرار سيشكل ازمه بل سيقف العالم اجمع لوضع القضية على الطاولة وارغام العالم بانهاء معاناة استمرت مئة عام من الاهانة والذل ومن حق شعبنا ان ينعم بالحياة مثل باقي الشعوب , بين فرنسا وفلسطين الاختلاف واضح ان لنا وزارات بدون دولة وعن اي دولة نتحدث عن مساحة مساحتها 6 الالاف كم مربع لقيام دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وطبعا (القدس ) غير واضحة ما المقصود بها! واسرائيل تسيطر على 21 الف كم مربع !!!! هل يعرف العالم هذه المساحه ؟؟؟؟
ماذا تبقى الان؟ وحتى مساحة 22% ومع الجدار الفاصل تبقى 15% اين الدولة اذن ؟ الى متى هذا الوهم ؟ والعرب هرولت الى التطبيع وضربت المبادرة العربية بعرض الحائط بحيث المتفق عليه اذا انسحبت اسرائيل من حدود عام 67 سيكون مع كل الدول العربية تطبيع ماذا يعني هذا التطبيع الان ؟! اليس واضحا ان المؤامرة العربية على القضية الفلسطينية اخطر بكثير من المجتمع الدولي ؟ والمسرحية التي جرت في الامم المتحدة بحيث وقف العرب معنا ما هو الا غطاء للشعوب !! نحن خسرنا عربيا ودوليا تعاطف الدول معنا لاسباب عديدة ! والان الفرصة جاءت للقيادة الفلسطينية لتقول كلمتها حالة الياس والاحباط والفقر في الاراضي الفلسطينية ومخيمات الشتات بالاضافة الى معاقبة امريكا للسلطة من قرارات !! على ماذا نحن قلقون؟ من مؤسسات ومباني وهمية على الارض ام ان هناك فئة تريد للاحتلال ان يستمر من اجل الاموال والتلاعب على القضية الفلسطينية جاء الوقت لتسليم المفاتيح الى اسرائيل وتتحمل كل جوانب الحياة فاتفاقية اوسلو خدمت اسرائيل اكثربحيث سلمت التعليم والصحة ولوحت للعالم اننا سلمنا قطاعات واسعة فهي تملصت من المسائلة القانونية والدفع ونحن صدقنا انفسنا باننا دولة وننتظر الاموال لدفع الرواتب من المجتمع الدولي ؟
بين فرنسا وفلسطين تتشابة المطالب لكني افهم الاحتجاج حول الضمان والعدد الهائل بين الرفض والتعديل واقرا ما بين السطور ان هذه الجموع تخرج بالالاف مطالبين بالغاء الضمان ليست هذه الحقيقة بل اعمق من ذلك! بحيث الاغلبية تعيش حالة ياس واحباط وبطالة وخوف وقلق ويشاهدون الفساد علنا وبقاء شخوص في المناصب لسنوات طويلة هو جوهر الاحتجاج الذي تريد ايصالة للقيادة الفلسطينية! وفي فرنسا الصراع والتناقض واضح والازمة واضحة لديهم مجموعه احتكار من الشركات استغلت الديمقراطية لسنوات طويلة الى ان انفجر الوضع بحيث ادركت القوى متاخرا ان العدالة الاجتماعية بين المناطق هو الحل لهم فالشعب الفرنسي اختار الراسمالية بالانتخابات , اما في فلسطين الامورمختلفة فلدينا الصراع الاساسي مع اسرائيل وبعض القوى لديها التناقض مع السلطه والانقسام بين فتح وحماس فشكل النضال على كل الاتجاهات بين الرئيسي والثانوي ادى اختلاف عند الاحزاب في التحليل والقراءة فالساحة الان للطبقة المنتفعة التي جزء منها باسم الوطنية والجزء الراسمالي التجاري الذين يتحكمون بالشارع الفلسطيني والفرق كبير بين فرنسا وفلسطين فالشئ المشابة بيننا ان الشعبين تحت القمع والاستغلال
بقلم : اسماعيل مسلماني