تجربة جنوب أفريقيا بقلم:جمال المتولى جمعة
تاريخ النشر : 2018-12-14
تجربة جنوب أفريقيا  بقلم:جمال المتولى جمعة


تجربة جنوب افريقيا
تعتبر جنوب افريقيا من الدول الافريقية التى نجحت فى الافلات من دائرة الفقر والجهل والتخلف .حيث واجهت بعد تولى المحامى والمناضل نيلسون مانديلا الحكم العديد من المعوقات والاختلالات فموازنة الدولة مجهده بالديون والاحتقان الاجتماعى السائد فى المجتمع فاعتمد فى عهده على استراتيجية مجتمع "قوس قزح " الذى يرمز لاتحاد جميع فئات واعراق المجتمع والتصالح مع المذنبين من البوير بشرط اعترافهم باخطائهم وتوحيد ابناء الشعب الواحد مثل اطيافة واعراقة بعد سنين طويلة من التفرقة العنصرية فقد نجح فى رأب الصدع وعمل على ازالة اسباب الصراع والاحتراب القبلى والطائفى .
بدأ مرحلة النهوض الاقتصادى من اجتذاب المزيد من الاستثمارات الاجنبية مع الاحتفاظ الطبقة الرأسمالية بمكتسابتها والاستفادة القصوى من الثروات المعدنية الهائلة التى تتمتع بها البلاد من الماس والذهب والفحم الحجرى وخام الحديد والنحاس واليورانيوم وارتفع الناتج المحلى الى 152 مليار دولار عام 1997
وبعد تولى مبيكى الحكم النائب الثانى لـ، مانديلا حدثت نهضة اقتصادية حقيقية لجنوب افريقيا .فسطع نجم افريقيا كأقتصاد ناشىء وكانت ابرز عوامل نجاحها الاقتصادي تشجيع الاستثمارات المحلية والاجنبية وتوفير القروض اللازمة للتنمية الصناعية ليكون اكثر اعتمادا على التكنولوجية المتقدمة.
اقتصاد جنوب افريقيا حافظ على ثباته فى ظل الازمة المالية العالمية ليحقق ناتج محلى 5و295 مليار دولار فأقتصاد "جوهانسبورج " وقف قويا دون ان يتأثر بالازمة المالية ليحقق نموا بلغ معدله 5و8%فى عام 2010م
تعتبر قطاعات السياحة وصناعات الاسمنت والاقتصاد البحرى من القطاعات الواعدة الان فى جنوب افريقيا والتى تعمل "جوهانسبرج" الى تطويرها وتحقيق الاستفادة القصوى منها مثل النقل والانشطة الصناعية والبحرية والملاحة الشاطئية وبناء السفن واصلاحها والاستكشاف النفطى والغازى ومصالح الحماية البحريةوادارة المحيطات وتربية الاسماك وانشاء قاعدة فندقية متطورة وتوطين صناعة الاسمنت التى وصل اجمالى الاستثمارات بها الى 940 مليون دولار .كما يعتمد اقتصاد جنوب افريقيا على القطاع السياحى حيث يستقطب اكثر من 10 مليون سائح كل عام رغم عدم امتلاكها لحجم الاثار التاريخية مثل مصر الا انها نجحت فى ترويج نفسها عالميا .
تمتاز جنوب افريقيا بتجربة صناعية رائدة فى مجالات صناعة السفن وتجميع السيارات والالات حيث تحتل الصناعة 30% من حجم الدخل القومى وهى نسبة قليلة نسبية الامر الذى يستوجب اعادة النظر فى القطاع الصناعى داخل مصر الذى يركز على الصناعات الاستهلاكية والاستخراجية والبدء فى انتهاج استراتيجيات الاكتفاء الذاتى من المنتجات الصناعية والزراعية وبالتالى سوف نوفر الكثير من المخزون الدولارى المستنفذ من عمليات الاستيراد العشوائى
تجمع كل من مصر وجنوب افريقيا العديد من السمات المشتركة التى تجعل من دراسة التجربة التنموية لجنوب افريقيا فرصة جيدة لتدراك المعوقات التى تواجه الاقتصادات الافريقية حيث نواجه نفس المشكلات الاقتصادية والاجتماعية من ارتفاع معدلات البطالة والفقر وتأخر النظام التعليمى عن مواكبة سائر دول العالم .

جمال المتولى جمعة
المحامى - مدير أحد البنوك الوطنية بالمحلة الكبرى سابقا