عند جهينة الخبر اليقين!- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-12-09
عند جهينة الخبر اليقين!- ميسون كحيل


عند جهينة الخبر اليقين!

أسأل أحيانا كم من (حصّين بن عمرو) و ( الأخنس بن كعب ) موجود لدينا في عالم السياسة، و النضال، والعمل الذي يشار إليه بأنه عمل وطني؟! ففي الحقيقة إن مشاعر الغضب باتت تسيطر علينا جراء ما نراه ونسمع به من التعامل مع قضايانا الوطنية، وإدارة وضعنا الداخلي وكأنه لا يكفي الكم الهائل من المؤامرات التي تستهدف حقوقنا الوطنية؛ فـتـنبت هذه المؤامرات ـمؤامرات ضد أنفسنا! -، وتتنوع مردودات تصفية قضيتنا خارجياً لتصفية الإنسان الوطني داخلياً وبدلاً من التعاضد والتكاتف يبدع البعض في احتراف التمزيق والتفكيك والتشتت! وبدلاً من الاعتماد على الكفاءات والجديرين بالثقة الوطنية تستمر الاختيارات حسب شريعة المحسوبيات، والتشكيلات المخصصة لتقوية الفريق هذا أو ذاك في صراعات خفية على إثبات القوة لأجل السلطة! دون التفكير بمعنى السلطة؛ خاصة وأن الأرض مستباحة، ومشاعر المواطن المقدسي الذي يقوم بهدم منزله بيديه، ودموع أطفاله تنساب من العيون، وعلى الخدود بقهر وإحساساً بالظلم دون رادع، أما الوطن فهو منقسم والحكومة تحكم جزء منه فقط والقانون لا يطبق على الكل (وأهل القانون يعلمون بذلك). أما الأحزاب؛ فمنها مَن انتهت مفاعيله، ومنها مَن جلس في حضن يحميه من الفصائل الأخرى، ومنها مَن يمزق نفسه بنفسه! ويبقى ان نقول أن منها مَن يصعد نجمه، وهذه حقيقة لا يريد تقبلها قوم من المتنفذين والفاسدين في أطراف أخرى خوفاً على أنفسهم! إذن هل نعلن عن فقدان الأمل والدخول في مرحلة اليأس؟ أم نعمل على تغيير مَن لا يريد أن يتغير؟ ففي الحالتين يأس ولا أمل! أما في البحث عن الأمل والهروب من اليأس لا بد من خلق حالة جديدة عنوانها "قبل أن نلوم أعداءنا علينا أن نلوم أنفسنا أولاً ...ونصحح سلوكنا" وهذا العنوان لن ينجح إلا من خلال التجرد من مفهوم الانتماءات الحزبية الخاطئة، ومن مصالحنا الآنية والشخصية المنحرفة، وقد يكون هذا صعب وصعب جداً في ظل واقع مشتت وصراعات لا معنى لها! فحتى من ضمن هيكلية الحزب الواحد نجد الفرقاء والعاملون فيه وخلافاتهم بسبب نظرتهم إلى مصالحهم وأهدافهم الخاصة التي يجب أن تتكسر عند مصلحة الوطن والقضية والكل الفلسطيني! والسؤال يبقى كيف يمكن الخروج من هذا الواقع؟ فدراسة الأسباب والبحث عن الحلول عنوان جديد يجب أن يتصدر المشهد الفلسطيني لأن ما حدث ويحدث من خلخلة في الأداء وأسلوب التهور في اتخاذ القرارات التي فرضت حالات من التغييب المقصود لشخصيات وطنية لإرضاء فئة معينة على حساب فئة أخرى، و في أكثر من إطار فلسطيني سواءً في الخارج أو الداخل كشف كثير من الأمور! 

ان الفساد ليس في سرقة الأموال أو في استغلال الوظيفة فقط؛ فهناك فساد استغلال النفوذ والتدخل في فرض الرؤى بالقوة، وإجبار الناس على تنفيذ القرارات المزركشة بالقانون الوهمي، والفساد الأكبر في رأيي هو في تغييب قسري مقصود لهامات وطنية على حساب "القبيلة"! وكبح جماح كل وطني نزيه والاستعانة بأفراد محسوبة الاختيارات لشخصيات محددة عفا عليها الزمن لتبقى على رأس المشهد السياسي؛ وكأن فلسطين لم تنجب إلا هم! ما يشكل امتداد فقط للسياسة ذاتها، والأسلوب ذاته؛ رغم أن وضعنا الفلسطيني الآن بحاجة إلى كم هائل من التغيير. إذ أن التمسك بنفس الأشخاص، والاستعانة فقط بامتدادهم يؤكد بقاء الحال على ما هو عليه، والمطلوب تغيير في الأشخاص والأسلوب وطريقة العمل، ومنح الفرص دون أي اعتبارات فصائلية أو شخصية كي تساهم في عملية تغيير إيجابية في الأداء، أما الأسلاف فأعطاهم الله الصحة والعافية فقد أدوا الأمانة كما استطاعوا، ولم يبق في جيوبهم شيء، وحان وقت منحهم الراحة وما دون ذلك فــــ ...عند جهينة الخبر اليقين. 

كاتم الصوت: الله من وراء القصد.

كلام في سرك : مرتزقة على شكل أعضاء وطنيون!! حاولوا الاعتداء على إنسان وطني بامتياز! وبرعاية وطنية!؟

سؤال:هو التقاعد على ناس وناس؟