جورج دانتون الفلسطيني! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-12-07
جورج دانتون الفلسطيني!  - ميسون كحيل


جورج دانتون الفلسطيني!

جورج دانتون ثائر فرنسي يقال أنه صاحب عبارة "الثورة تأكل أبناءها"؛ حيث قالها قبل إعدامه بعد اتهامه زوراً وبهتاناً بخيانته للثورة الفرنسية! وقد جاء ذكره في ذهني بعد كم كبير من الحالات التي تشبه حالة هذا الثائر الفرنسي، وإن اختلفت مسارات التنفيذ من الإعدام إلى الاغتيال أو التهميش السياسي والوطني أو النضالي! فلا يوجد فرق طالما أهداف المنفذين واحدة من القتال وبذل كل الجهود لتغييب الأخرين والمنافسين، وكل مَن يرى في نفسه مشروعاً وطنياً لخدمة الوطن! و من يتابع المشهد السياسي أينما كان في الداخل أو الخارج سيدرك أن العمل الوطني تحول إلى عمل ملكية خاصة عند الأغلبية! والنضال أصبح يشبه حالة الاستثمار! وأكثر ما استغرب له قوم من الناس يرون أنني مثالاً للوطنية الإعلامية وبمجرد انتقادهم تصيبهم حالة من الهذيان والجنون؛ فإما أن تمدحهم أو تصمت ولا مجال لطريق ثالث! ونسوا أم تناسوا أننا لسنا مثلهم، وتقديراتنا للتطورات أو الأحداث تتعلق مباشرة بما يفيد الوطن أو القضية وما يفيد مؤسسات الوطن وليس في أجندتنا أي مصالح أخرى تتفوق على مصالحنا الوطنية، ولا يهم إن رضي عنا الزعيم أو غضب منا الدمى الذين حوله .! 
مؤخراً وشاكرة لكل مَن راسل أو تواصل أو اتصل منبهاً ومحذراً حرصاً عليّ، والإلحاح والطلب بضرورة تهدئة النفس والتريث عن إبداء الرأي وعدم تناول كل المواضيع رغم إحساسي أنهم مؤيدون لكنهم فضلوا مني الصمت ولو قليلاً، وإني هنا شاكرة مجدداً لهم لأني أعلم ما في قلوبهم لكني غاضبة لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس. ومن هنا؛ وافقت على طلبهم والتزمت الصمت في وعلى موضوع محدد أشعر بأن لدي معلومات كافية حوله و مَن وراءه و مَن المخططين له فهم كثر و مَن المنفذين فهم أكثر! ولذلك ولأنني صادقة وأحترم أراء الآخرين ومواقفهم ورغباتهم توقفت عن كشف الحقيقة ليس لأنني أخاف غير الله بل تمرير قناعة بأن الهدف إيجاد الحلول المقبولة وعدم هدم البناء. جيد سأصمت وسأمرر هذا الموضوع وكأنني لم أرّ ولم أسمع ولم أعلم مع إعلان التحدي بأن البناء لن يكتمل، ولن يعبر ولن يرّ مستقبلا سوى بهرجات و زخرفات وطنية !
وأعود هنا إلى موضوعي أن الثورة تأكل أبناءها، وأن الوطنيين الصادقين لا مكان لهم، وأن المناضلين ليست هذه مرحلتهم فقد مرت، وقد لا تعود هذه المرحلة طالما استمرت فئة من وطني على الكرسي محافظين، ولأصدقائهم عدائيون، ولمصالحهم مقاتلون ولعدوهم مسامحون! فقول أن الحق بَيِّنٌ والباطل بَيِّنٌ؛ فهذا القول وفي هذا العصر وهذه المرحلة تحكمه الظروف والمعطيات والمال والسلطات! و مَن يتصدر المشهد الآن لن يستمر طويلاً، ويبقى دوره مؤقتاً، وعكس ذلك دلالة أن استمرار الحالة تكمن في المد في تكرار والعمل باستمرار على إيجاد دائم لشخصية جورج دانتون الفلسطيني.

كاتم الصوت: بيان صدر وانتشر ثم تم سحبه! دلالة أن في الجو غيم أسود، وأن الظالمين في أحلام مزعجة!
 
كلام في سرك: ( م م ...أ ق... إ صـ ... ن ز ... م ع ...م ش ...) و (ع أ ...ن شـ ...م ف ...م ع)  تذكروا هذه الأحرف فقد يأتي الوقت لكشف أصحابها.. إذا.. وإن كنا من الأحياء!

ملاحظة: إني على الوعد ...التزام الصمت! فكل هذا والصمت مستمر!!