مدينة جباليا شعلة الانتفاضة الأولى ومهد وحاضنة رجال المقاومة بقلم:جهاد أحمد رضوان
تاريخ النشر : 2018-12-06
بقلم :-
الأستاذ / جهاد أحمد رضوان
ماجستير القانون والإدارة العامة
تعتبر مدينة جبا ليا من المدن الفلسطينية التي ترجع أصولها إلى العهد الروماني والعهد المملوكي، حيث لها جذور دينية عريقة فبني فيها مسجد جبا ليا أو ما يعرف مسجد (56) أو العمري القديم، والتسمية لهذا المسجد ب 56 له دلالات عميقة تجسد التكاتف والترابط الذي يعيشه أبناء هذه المدينة، أيضاً يجسد مدى مقاومة أبناء هذه المدينة للاحتلال حيث أنجزوا بناء المسجد خلال هذه الساعات تحدياً للمحتل حيث كان المحتل يفرضً طوقاً طويلا ومنعاً للتجول على سكان المدينة فكانوا مضطرين لانجاز البناء في ساعات وجيزة وتحت ظروف قاسية فكان من هذا الإصرار والتحدي أيقونة وحضارة فجسد الرجال فيها معنى التكافل والتعاون ومعنى المقاومة والتحدي للاحتلال ولم يتوقف إصرار وتحدي رجال هذه المدينة للاحتلال فمضوا....
 حادثة المقطورة أشعلت قلوب الرجال.
جاءت هذه الحادثة والت تمثلت في قيام أحد المستوطنين بصدم شاحنته بسيارة خاصة بالعمال الفلسطينيين عمداً أدت إلى ارتقاء أربعة شهداء وعدد من الجرحى...
الشهيد /عصام أبو الفتح حمودة - مدينة جبا ليا.
الشهيد /شعبان سعيد نبهان - مدينة جبا ليا.
الشهيد / طالب محمد عبد الله - مخيم المغازي.
الشهيد / علي محمود إسماعيل - مخيم المغازي.
الجريح / كمال قدوره حمودة - مدينة جبا ليا.
بارتقاء الشهداء اشتعلت الثورة بقلوب الرجال بمدينة جبا ليا وانطلق المشيعون حاملين على أكتافهم الشهداء، وصار الرجال يطوفون بالشهداء بمدينة جبا ليا إلى أن خرجت أهالي المدينة بأسرها وساروا وصولاً إلى المسجد العمري (مسجد 56) ، وسط غضب عارم وصلى الرجال على الشهداء وخرجوا لمواراة جثامين الشهداء الثري، ولم ينتهي غضب الرجال الذي أشعل قلوبهم، وبتوجيهات من قيادة حكيمة اتجه الجماهير من المقبرة إلى مقر الحاكم العسكري الذي يقع وسط مخيم جبا ليا، وباشتعال قلوب الرجال اشتعلت الانتفاضة الأولى 8/12/1987م.
 جبا ليا ومعسكرها أولاً.
نال رجال مدينة جبا ليا شرف السبق في إشعال الشرارة الأولى للانتفاضة، وألتحق بركبهم اهالى مخيم جبا ليا لينالوا شرف المشاركة في هذه الثورة العارمة الرافضة للاحتلال الظالم حيث شاركوا في قذف الحجارة ومواجهة المحتل، وسقط حينها الشهيد/ حاتم السيسي (مخيم جبا ليا)؛ امتد الغضب إلى سكان وأهالي غزة فما كان من سكان الشيخ رضوان والشجاعية وشاركوا في هذه الانتفاضة المباركة، وامتد هذه الشرف إلى ضفتنا المحتلة إلى نابلس جبل النار، ثمّ انتقلت إلى كل مدن وقرى ومخيّمات فلسطين، هدأت الانتفاضة في العام1991، وتوقفت نهائياً مع توقيع اتفاقية اسلوا المقيتة بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية عام1993.
 جبا ليا مهد وحاضنة الثوار والمجاهدين.
عرفت مدينة جبا ليا بثوارها متمثلة بالنخبة من القيادة الحكيمة التي أجمعت كلمة مدينتها ورجالها وصنعت من قرارها بتجميع أهالي المدينة ومن دماء شهداء حادثة المقطورة ثورة أمام المحتل الغاصب بدأت به شرارة الانتفاضة الأولى وأخص ذكر بعضهم.
 الشيخ محمود دردونة (أبو جميل)
 الشيخ ذيب الفقيه (أبو مصطفى) - رحمه الله
 الشيخ مصطفى القانوع (أبو سائد (
 الشيخ جمال قرموط (أبو شعبان)
وواصل رجال جبا ليا المسير في طريق الجهاد والمقاومة، وجعلوا من بيوتهم منزلاً وحسن مرتفقاً للكثير من المجاهدين والمطاردين وعلى رأسهم القائد/ محمد الضيف القائد العام لكتائب القسام والشهيد / عماد عقل رحمه الله، حيث كان له محطات في مدينة جبا ليا، فكان أحدى البيوت التي آوته بيت الشهيد/ إيهاب نبهان رحمه الله.
وهكذا كانت مدينة جبا ليا برجالها شعلة الانتفاضة الأولى ومهد وحاضنة رجال المقاومة.