أين صواريخ غزة من القدس والخان الأحمر؟ بقلم: أشرف صالح
تاريخ النشر : 2018-12-06
أين صواريخ غزة من القدس والخان الأحمر؟ بقلم: أشرف صالح


أين صواريخ غزة من القدس والخان الأحمر

في صباح هذا اليوم نقرأ خبر طرد سبعمئةفلسطيني من بيوتهم في حي سلوان في القدس الشرقية , ونقرأ أيضا عن حقوق الإنسان من داخل إسرائيل مقالا صحفيا يتحدث عن أن إسرائيل تسعى لتكون غزة مشكلة مصرية أوروبية دولية , وفي هذا الحال تكون غزة خارج المنظومة الجغرافية للوطن الكل "فلسطين" , وايضا تجريدها من مفهوم القومية وجعلها جزء بسيط من كيانات كثيرة , من شأنها أن تشتت الوطن والمواطن , وما قرأناه يتزامن مع تهديدات يومية لهدم قرية الخان الأحمر وتهويد مدينة القدس بكل التفاصيل , بالإضافة الى الإستيطان وقلع الأشجار وتهجير المواطنين وإقامة البوابات والحواجز , وأيضا تشريع القوانين العنصرية , هذا وبالإضافة الى تصريحات الولايات المتحدة وإسرائيل على المستوى السياسي بحسم القضية لصالح إسرائيل اليهودية , وسد الثغرة التي ممكن للفلسطينيين الدخول من خلالها لمشروع التسوية , وفتح ثغرة للتسوية مع غزة بشكل منفرد كي يكون فصلها عن الضفة الغربية مدون على أوراق رسمية .

وبعد كل ما قرأناه , أين صواريخ غزة من القدس والخان الأحمر , أليس القدس والخان الأحمر جزء من أرض فلسطين , أليس القدس والخان الأحمر في عهدة المقاومة كما يقولون , أليس غرفة العمليات المشتركة للفصائل في غزة هي وزارة الدفاع الفلسطينية كما يقولون وكما يكتبون في الإعلام , إذا فلماذا صواريخ غزة لا تدافع عن القدس والخان الأحمر وباقي أراضي فلسطين , لماذا صواريخ غزة لا تدافع إلا عن غزة .

سأكون سعيدا عندما أرى أن المنظومة الصاروخية للمقاومة في غزة حققت إنجازين مهمين , وهما أنها تطورت كثيرا حتى أصبحت تطال عمق إسرائيل والتطور مستمر أيضا , وأنها أيضا تعمل في غرفة مشتركة تجمع كتائب شهداء الأقصى مع القسام رغم الخلاف السياسي بين الحركتين , وتجمع أيضا كتائب أبو على والسرايا والألوية والمجاهدين والأنصار وجميع الفصائل كل بإسمه ولقبه , ولكن هذه الكتائب المسلحة أصبحت محصورة كمقاومة في قطاع غزة , ولا تدافع إلا عن غزة , وهذا خلل سياسي وعسكري كبير جدا وخطير ويجب أن يقف عنده الجميع بمسئولية وطنية جدية .

أوجه نداء للمقاومة المشتركة في غزة والتي تجمع أكثر من عشرة فصائل مسلحة , أن لا تنجر وراء خلافات سياسية وتكون جزءا منها , وأن لا تنجر وراء مخططات إسرائيلية من شأنها أن تفصل بين جبهة المقاومة في غزة وجبهة المقاومة في الضفة , بغض النظر عن أشكالها المختلفة وتسمياتها , فالمقاومة في الضفة لها شكل مختلف عن المقاومة في غزة بحكم الواقع الديمغرافي , فعمليات الطعن والدهس وإطلاق النار المباشرة والتي يقوم بها المواطنين البواسل في الضفة والتي أسقطت جنود ومستوطنين , تختلف عن إطلاق الصواريخ من غزة , وأيضا عن إستهداف المركبات العسكرية على الحدود , بالإضاة الى التصدي الشرس لكل عمليات الإشتياح أو التوغل .

يجب على المقاومة أن تتجرد من الخلافات السياسية وتستقل بعملها العسكري الذي لا يفرق بين الضفة وغزة , يجب أن تدافع صواريخ غزة عن القدس والخان الأحمر وإخوانهم في الضفة الغربية بغض النظر عن كل ما يقال , ويجب أيضا أن تدافع المقاومة في الضفة عن إخوانهم في غزة .

هكذا نكون شاهدنا ما سمعناه من المقاومة على أرض الواقع , فنحن سمعنا مرارا وتكرارا المقاومة في غزة تقول أنها تدافع عن كل فلسطين , وأيضا سمعناها تقول أنها تدافع عن الأمة العربية , فاين سلوكيات الدفاع عن كل فلسطين على الأقل , فنحن لا نريد الدفاع عن الأمة العربية , يكفينا الدفاع عن فلسطين كسلوك فعلي وليس كشعارات رنانة .

أشرف صالح

كاتب صحفي