مقبرة المصالحة بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية
تاريخ النشر : 2018-12-06
مقبرة المصالحة بقلم:د.عز الدين حسين أبو صفية


دبابييييييييييييييييس :::

مقبرة المصالحة

،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،

كل يوم تُنشأ مقبرةً جديدةً لشئ وهمي يتشدق به كل من قال أنه مسؤول أو حريص على وحدة الشعب الفلسطيني وغيور على مصالحه الوطنية والحياتية .

في تلك المقبرة يوجد فقط قبرٌ واحد  كُتب على شاهده ( هنا دفنت المصالحة ) التي توفت اليوم وفي هذه الساعة ... الفاتحة ...

الكل يجلس مع نفسه ليفكر ويبحث عن سبب وفاة المصالحة ، ذاك السبب الذي لم يَعُد خفياً على أحد ، بل أصبح بائناً بينونةً كبرىٰ لا تُخجل المستفيدون من الإنقسام والعاملون على ألا يُغلق هذا الملف ، بل يبقى شاهداً على النوايا  السيئة والخبيثة لتلك الفئة المُستفيدة من بقاء الإنقسام ، والمتكرشة بسبب ما جنوه من مكاسب مادية ومعنوية ومناصب غير شرعية ، وجميعها لا يخرج من عباءة وإطار الوهم والتوهيم بأن الشعب راضٍ عن أدائهم العفن .

فالشعب المقهور كاره لكل من سعىٰ ويسعىٰ كذباً  لإنهاء الإنقسام وتنفيذ بنود المصالحة ، ويظلون يدورون حول نفس الوهم .

الشعب الفلسطينى بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص، هو من الوعي الذي يؤهله لفهم كل ما يدور حوله ويعلم جيداً من تسبب في نكبته وانقلب على سلطته الشرعية والتي دمرت كل احتياجاته وراحته النفسية والحياتية ومصادر رزقه التي قدرها الله له ، يعلمهم جيدا ،ً وهم يجلسون الآن على سدة الحكم يخططون لكيفية التمسك بالحكم وامتصاص ما تبقىٰ من دماء الشعب وهتك ما تبقى لديه من كرامة وصمود ضد الحصار والظلم والقهر ، وضد العُهر الجديد الذي يُزينونه بلباسٍ وطنيٍّ رغم أن حماية الشعب والقضية من الأهمية بمكان أن نُلبسها ثوب العناية الطاهر و النقيّ ، وأن نُقدم بشأنها كل التضحيات .

لم يعد يأتينا صباحٌ بأمرٍ جديد ، بل هو الرفض والخلاف والإختلافات والإتهامات والتعهير .

ويظل السؤال الذي يعلم الجميع الجواب عليه ، ويعلمون من هم المسؤولون عن مجمل المصائب التي يعاني منها الشعب المكلوم ، ويسألون إلى متى هذا الخداع والكذب على الشعب المحاصر والمقهور ... ومتىٰ سيرى الشعبٰ النور أيها المسؤول .

د. عز الدين حسين أبو صفية ،،،