الإعاقة... ما بين المحنة و الاستغلال!!بقلم:د .ياسمين نايف عليان
تاريخ النشر : 2018-12-06
الإعاقة... ما بين المحنة و الاستغلال!!بقلم:د .ياسمين نايف عليان


الإعاقة... ما بين  المحنة و الاستغلال  !!!

د .ياسمين نايف عليان 

 لقد بتنا نشهد في الآونة الأخيرة انتشار للإعاقات والتشوهات في المجتمعات التي تسودها الحروب والاقتتال والحوادث المستمرة والتي لم تستثني فئة عمرية محددة , والإعاقة هي مصطلح يعبّر عن عجز الشخص على القيام بنشاط معيّن نتيجة مشكلة في جسمه، رافقته منذ الولادة، أو أصابته بعض التعرّض لحادث تمنعه من القيام بوظيفة، أو مجموعة من الوظائف الأساسيّة، وبالتّالي لا يستطيع الحفاظ على حياة اجتماعيّة طبيعيّة، وهو بحاجة للآخرين من أجل مساعدته في تنفيذ بعض الأمور، وتختلف درجة الصعوبة التي يجدها المعاق في حياته باختلاف المجتمع الذي يعيش فيه.

فالإعاقة ليست نقمة كما يعتقد البعض , فهي بالتأكيد نعمه على الشخص المعاق , فقد تكون اختيار من الله له , وقد تقوى إرادته واصراره على الحياة والنجاح , وقد تكسبه حب الناس له , وقد تزيد من درجة ايمانه , وقد تزيد من كفاءه حواسه وقدراته المتبقية بحيث قد تصبح ذات مستوي أعلي في الاداء والوظيفة عن حواس وقدرات الانسان غير المعاق.

فنجد من يستخدم الإعاقة لتلبية احتياجاته كالذهاب إلى مراكز ومؤسسات داعمة لتلبية احتياجات إعاقته , ونجد منهم  من يتخذ من التسول مهنة فيستعطف بإعاقته  قلوب الناس والتعبير عن مدى احتياجه  للحصول على المال لتلبية احتياجاته وشراء الدواء ، وهناك من يستغلها بالاحتيال والسرقة كأشخاص سويين جسديا يدعون الإعاقة ويحتالون على الناس بتمثيل دور المعاق للحصول على الأموال بادعائهم بأنهم فقط يريدون ثمن الدواء  اوشراء احتياجات أسرية أو تسهيل أوراق لكي يجروا عملية جراحية أو الحصول على مساعدات ، وهناك من يستغلها من الأشخاص الأسوياء جسديا بإيذاء أنفسهم فعليا للحصول على المساعدات المالية ، وهناك من يستغلها في العنف الجنسي  خاصة عند الفتيات من ذوي الإعاقة الذهنية الذي تحول إلى ممارسات جنسية تجارية للحصول على المال في المجتمعات المغيب فيها القيم الدينية والإنسانية،وهناك من يستغلها في تجارة الأعضاء لتلبية احتياجات الأسر الفقيرة .

وبالرغم أن القوانين الدولية للأمم المتحدة لحماية المعاقين تنص على حماية المعاقين طبيا ، بمعنى توفير الدواء والرعاية الصحية والتأهيل النفسي والتعامل مع الحالات اجتماعيا ، إلا أن هذه الظاهرة  كانت ومازالت تنتشر في مجتمعاتنا, مما يستدعي تكاتف وتعاون جميع فئات المجتمع  للعمل على رعاية  وتأهيل وحماية واحترام هذه الفئة من أبناء الوطن تقديرا لظروفهم , وان تقدم ورقي الأمم يقاس بمدى احترام حقوق المعاقين لأنه واجب انساني وديني قبل ان يكون واجبا وظيفيا .