موت الظل بقلم: شقيف الشقفاوي
تاريخ النشر : 2018-12-03
انفلتت روحه فجأة ، كما لو انفلت الريح في سروال شيخ طاعن ، تلفت الفقيه إلى جنبيه يحاول تبرير الوضوء و إثبات صحة الصلاة و سلامتها بحجة صدق النوايا و حرارة المشاعر ، غير أنه تكتم خوفا على نفسه من غضب أهل المرحوم ، وقد فجعوا في مصابهم الجلل ، تناقلت وسائل التواصل الخبر بشيء من المبالغة و التضخيم و الاستهزاء ،
قال بعضهم : مات ،،، بعد ما انتظرنا موته طولا ..؟؟
و قال بعض النافذين في سراياه و هم ينظرون إلى بعضهم البعض بشيء من الريبة و التوجس و الشك
_ نتكتم ريثما نتوصل إلى خطة تقينا شماتة الشامتين ،،،؟؟؟
نكست الأعلام و بثت الأغاني الثورية و أعلن الحداد الوطني لفترة تجاوزت أيامه المعتادة ، و لا بدا أن يكون الحدث بالحجم الذي يستحقه الراحل ، فقد ألفوه و ألفوا برنامجه الذي لا ينتهي بنهايته و ذر عليهم المال و الأسفار و المناصب و المراكز العليا في القصر ، حتى قال بعضهم قد يستمر برنامج الرئيس و هو في قبره على حد إعلان بعض المنابر و تأكيدها للخبر ، بل حتى و عظامه رميم ،
بعد فتور وجع الغياب و ألم المحنة ، و بهرج الأيام التي أفناها في أسفاره و ترحاله صوب أقطاب الأرض و أمصارها المختلفة
استقام الفقيه على قدميه و انحنى لروحه الشريرة ،
قرأ كلمة الـتأبين التي كتبها واحد من مستشاريه ببلاغة مفرطة ، و لغة شاعرية و أسلوب رقراق كمياه السواقي ، و قد أشار إلى صفات المرحوم و خصاله الكثيرة ، ثم قرأ الفاتحة و دعى له بالمغفرة و الرحمة ، و لأهله جميل الصبر و صدق السلوان ثم نفض يديه و انصرف
أحاط الحاضرون بالتابوت الخشبي
رفعوا أياديهم إلى السماء بعدما تحرروا من الخوف والرعب اللذان سكن قلوبهم و ترجوا الله أن يحرق روح الحاكم الفاسدة ، فهو من زرع الخراب طول فترة حكمه

تمت

شقيف الشقفاوي