صفقة القرن..الموافقون واللارافضون! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-11-26
صفقة القرن..الموافقون واللارافضون! - ميسون كحيل


صفقة القرن ...الموافقون واللارافضون!

أغرب ما رأيته في إعلانات ودعايات صفقة القرن هو عدم تحديد طرف معين محدد رافضاً لصفقة القرن بشكل واضح وصريح باستثناء السلطة الفلسطينية ورئيسها السيد محمود عباس شاء من اقتنع وانفجر من لم يقتنع؛ فتلك هي الحقيقة رغم الغضب "وإن هذا من الجاهلين"! وخاصة إذا تم الاقتناع بمقولة "السكوت علامة الرضا"! وما لها من دلالات دلالة تفسر وتوضح أن الأغلبية موافقون سواء من عرب وعجم وغرب وشرق! ومن دول وأحزاب وفصائل وشرانق! إذن يبقى الأمر منوط فقط بالشعب الفلسطيني وقيادته. لماذا؟ لأن الجميع بات مقتنعاً أن القضية الفلسطينية يجب إنهاءها، وعرض وطرح الحل الوحيد لها فإن قبل الفلسطينيون كان به! وإن لم يقبل الفلسطينيون فهم أحرار! بمعنى أنه لم يعد هناك عمق عربي للقضية الفلسطينية، وتأييداً لها وقناعة بأن إسرائيل هي العدو الذي يسلب الحق العربي إلا في حدود "الدعم الخجول" للفلسطينيين والمقبول أمريكياً!

والطامة الكبرى أن كثير من الأطراف أصبحت على قناعة بأن هناك جهات فلسطينية موافقة على صفقة القرن؛ لكنها حريصة على أن تكون الطرف المنفذ لها، وهنا تدخل الأطراف العربية في مكائن القوة! وما من شك بالمطلق أن الأطراف العربية والإقليمية وحتى الغربية تريد أن تلحق بالسفينة الأمريكية والصعود إليها فهم على علم تام بما يجري من تنفيذ بطيء لصفقة القرن وبتجاهل وكأنهم لا يعلمون! وفي ذات الوقت فقد اتجهت الولايات المتحدة الأمريكية نحو الدول المؤثرة في المنطقة لتمرير صفقة القرن سواء الدول العربية منها أو الإقليمية، ووضعت الدول الغربية، وخاصة الأوروبية على قائمة الانتظار! والمؤكد أن كثير من الدول العربية أعطت الضوء الأخضر لتنفيذ صفقة القرن! أما بعض الدول الإقليمية في المنطقة كتركيا مثلاً فلدى ترامب ما يؤكد أنها ستكون من ضمن سيناريو التغيير، وإن ظهرت معالم أخرى تدخل في فن السياسة! أما إيران فإن اللعب معها لا يزال على نار هادئة لتحديد خياراتها ما بين الحرب أو التغيير سواء على المستوى الداخلي الإيراني أو على مستوى التغيير والترتيب الخاص للشرق الأوسط الذي من المقرر أن يبدأ من إيران إلى لبنان مروراً بفلسطين!

وفي نظرة شمولية؛ أصبح واضحاً أن سياسة الولايات المتحدة الأمريكية الحالية تعمل على فرض سياستها على المجتمع الدولي، والسيطرة على أوضاع وتأثيرات الدول داخلياً والتحكم بسياسة ومواقف تلك الدول، وبحيث لا تتمكن أي دولة الهروب من التبعية للولايات المتحدة الأمريكية سواءً بالتهديد و الوعيد أو بحصار وعقوبات أو ما ظهر أخيراً من سياسة "المماسك"، حيث تحتفظ الولايات المتحدة الأمريكية بممسك على بعض المسؤولين في كثير من الدول! ولا شك بالمطلق وهذه هي قناعاتي القديمة والمستمرة أن سر قوة السياسة الأمريكية في فرض سيطرتها على سياسة الدول الأخرى هو تحكمها باختيار وتثبيت حكام المستقبل لكثير من الدول، و هو أمر ليس من الضروري أن يفاجأ أحد؛ لأن التربية الاستخباراتية لدى الأمريكان، والصهاينة للأسف مجدية وفعالة !

الحالة الآن وأين نحن ذاهبون؟ هذا هو السؤال بعد أن عطل جمال خاشقجي ما عطل، و تم بذل جهود كبيرة في محاولات لطمس الحقائق وبطريقة التعامل مع الدلائل! والجواب: من المتوقع نظراً للتطورات السياسية والجنائية في المنطقة أن يتم تأجيل الإعلان عن صفقة القرن مرة أخرى "رغم التنفيذ المسبق" المتبع على الأرض! وإعادة تفعيل الموقف الأمريكي العدائي تجاه إيران والذي تأثر بسبب الأوضاع الأخيرة في المنطقة وتهلهل قيادات عربية حليفة للولايات المتحدة الأمريكية. وهذا الموقف العدائي ليس من السهولة بإعادة تفعيله بعد التراجع المدوي لشخوص هذا الموقف تجاه إيران ما قد يحدث ما ليس في الحسبان من عملية سياسية مكثفة تجلب إيران إلى المربع الذي تتواجد به تركيا كدولتان مؤثرتان في المنطقة واللحاق بالركب السائر نحو إعلان وتطبيق صفقة القرن وبقرار يمرر بدهاء سياسي "ضحك على اللحى" يتعلق في المنطقة الدينية في القدس وهي الحجة الوحيدة الباقية في مسار صفقة القرن لتخدير شعوبها وتحنيطهم و لذر الرماد في العيون بحيث لا يتبق أطراف في صفقة القرن إلا الموافقون واللارافضون!

كاتم الصوت: الحرب على إيران ليست نزهة! الولايات المتحدة الأمريكية تدرك ذلك! والعملية السياسية هي الأقرب حتى الوصول إلى صفقة القرن، والغاية تبرر الوسيلة.

كلام في سرك: من أقوال بعض الحكماء في السياسة ...لا حرب تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في زمن ترامب! الولايات المتحدة الأمريكية وليس غيرها. الكلام واضح .