سراج منير وساعة التنفيذ بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2018-11-26
سراج منير وساعة التنفيذ بقلم:وجيه ندى


سراج منير وساعة التنفيذ
وجيه ندى بحار كل الفنون – لقد وجيه ندى بحار كل الفنون وحياة الفنان سراج منير – لقد قامت السينما في بداياتها علي استخدام ماكينات التصوير البدائية الامكانيات فكان نجاح الفيلم يعتمد علي القصة واداء الفنانين به ثم موهبة المخرج واحترافية المصور وهي ادوات مازالت موجودة الا ان ضعف بعض عناصرها قديما كان يكشف الفيلم ويؤدي به الي الفشل الزريع اما اليوم فتكنولوجيا التصوير والمؤثرات الصوتية والتصويرية والاضاءة التي صارت متوفرة بابداعات هائلة راحت تغطي علي عيوب الفنانين وعدم قدراتهم علي الدخول في الشخصية ففي ظل تكنولوجيا السينما الحديثة لم يعد هناك الممثل الفنان سوي الاسم فقط ولكن صار يوجد الممثل المؤدي ولذا اختفي زمن الفنانين العمالقة سواء في السينما المصرية او السينما العالمية وانظروا الي اسماء الممثلين لن تجدوا ممثلا يعيش اكثر من ثلاثة او اربعة افلام لياتي المنتجون بغيره كسبا للمال الوفير .... وتكنولوجيا السينما المتقدمة اعتمدت علي الابهار الحركي فاختفي النجوم العظماء وذلك المأزق الذي وقعت فيه السينما فيما عدا قلة قلة من المخرجين الذين يهتموا بالجانب الفني للممثلين وهو السر في استمرار قلة من النجوم ذات الاسماء اللامعة والاعمال القليلة فى السينما والدراما المصرية نجوم كبار، نجدهم قاسماً مشتركاً فى الكثير من الأعمال، وكانوا أشبه بتميمة نجاح لهذه الأعمال، رغم أنهم لايقومون بأدوار البطولة، ومن هؤلاء الكبار سراج منير والذى عاصرالبدايات الأولى للسينما، وسراج منيرعبدالوهاب حسن - ولد فى ١٥ يوليو ١٩٠٤ فى باب الخلق، ونشأ فى حى شبرا، ووالده هو عبدالوهاب بك حسن، وكان يعمل مدير تعليم، ومن إخوته المخرجان السينمائيان حسن عبد الوهاب وايضا فطين عبدالوهاب، وكانت دراسته فى المدرسة الخديوية، وكان عضواً فى فريق التمثيل فيها، فلما أنهى الثانوية سافر لألمانيا لدراسة الطب وهناك تعرف على مخرج ألمانى أتاح له فرصة العمل فى السينما الألمانية وانشغل عن الدراسة وقد صرفته السينما عن دراسة الطب فهجرها لدراسة السينما، إلى أن التقى بالمخرج محمد كريم فى ألمانيا ودرسا الإخراج السينمائى معاً، وفي ألمانيا حدثت تطورات غيرت مسار حياة سراج منير، فقد كان المبلغ الذي ترسله له أسرته قليلاً، مما جعله يفكر في البحث عن مصدر آخر يزيد به دخله أثناء الدراسة. عندها تعرف في أحد النوادي على مخرج ألماني سهل له العمل في السينما الألمانية مقابل مرتب ثابت. وبدلاً من العكوف على الدراسة، أخذ يطوف استوديوهات برلين، عارضاً مواهبه حتى استطاع أن يظهر في بعض الأفلام الألمانية الصامتة، وبالتالي صرفته السينما عن دراسة الطب، فهجرها لدراسة السينما. وفي ألمانيا التقى سراج منير بالفنان محمد كريم، حيث درسا الإخراج السينمائي معاً، وبعد عام واحد في برلين، انتقل إلى ميونخ حيث كان يوجد أكبر مسرح في ألمانيا، وكان معه في تلك الفترة الفنان فتوح نشاطي. وبعد عام واحد انتقل إلى ميونيخ، حيث حصل على شهادة فى الإخراج المسرحى عام ١٩٣٦.وبعد عودته إلى مصر، عمل مترجماً فى مصلحة التجارة، ثم انضم لفرقة يوسف وهبى (فرقة رمسيس)، ثم للفرقة الحكومية إلى أن اختاره صديقه محمد كريم لبطولة فيلمه الأول ( زينب ) الصامت، عن قصة محمد حسين هيكل وكان أول أدوارسراج منير فى السينما، وشاركه التمثيل وايضا الالحان بهيجه حافظ وزكى رستم ودولت ابيض وعبد القادر المسيرى ولطفى الحكيم وعبد الوارث عسر وشاركت الراقصه دوللى انطووكان العرض 9 ابريل 1930 وبدار سينما جوزى بالاس بالاسكندريه ورقم الفيلم 11 فى تاغريخ السينما المصريه – وبعد ذلك عمل سراج منير بالإنتاج، وقدم نحو مائة فيلم قام ببطولة ١٨ منها. وتزوج فى حياته الفنانه والممثله ميمى شكيب فى ١٩٤٢ واستمر زواجهما حتى وفاته، لقد كان سراج منير كفنان يبذل أقصى جهده لكي يصبح علماً بارزاً من أعلام الفن، فقد كان يشعر في قرارة نفسه بالندم لأنه لم يستكمل دراسته للطب، وعاد من ألمانيا ليجد كل أفراد أسرته قد اعتلوا مناصب بارزة ونالوا شهرة واسعة في الحياة الاجتماعية، ولم يكن الفن في ذلك الوقت من الأعمال التي ترتاح لها الأوساط الاجتماعية التي كان ينتمي إليها سراج منير. لهذا سعى ليكون من المشاهير في دنيا الفن، ليعوض ذلك النقص الذي كان يشعر به في وسطه الاجتماعي. وقد حرص في بداية حياته المسرحية على أن يقوم بأدوار معينة تتميز بالجد والرزانة ويتمسك بأدائها، وذلك حرصاً على مظهره الاجتماعي. إلا أن الفنان زكي طليمات أثناء إعداده لإخراج أوبريت "شهرزاد"، قد رشحه للقيام بدور "مخمخ" فثار سراج منير وغضب واتهم زكي طليمات بأنه يريد تحطيم مكانته الفنية، لكن المخرج الذي كان عنيداً جداً في عمله، أصر على إسناد الدور لسراج منير، والذي بدوره انصاع لذلك، وعرضت المسرحية وارتفع سراج منير إلى قمة المجد كممثل مسرحي، واكتشف في نفسه موهبة جديدة كممثل كوميدي، كما أسند إليه أيضاً دور البطولة في مسرحية "سلك مقطوع" الهزلية، وذلك بسبب مرض بطلها فؤاد شفيق، فنجح سراج منير نجاحاً ملحوظاً. وبالإضافة إلى أدواره في المسرح، كانت هناك السينما التي أعطاها الكثير من فنه، فقد خاض سراج منير معترك الحياة السينمائية ممثلاً ومنتجاً، وقدم مايقارب المائة فيلم سينمائي، قام ببطولة 18 منها، أما فيلمه "عنتر وعبله " موسم 1945 فقد كان نجاحه الجماهيري أكبر تعويض له عن شعوره بالنقص، حيث أن شهرته في هذا الفيلم قد جعلت لشخصيته في الحياة توازناً اجتماعيا يتناسب مع وسطه الاجتماعي. وشاركه العمل كوكا وفؤاد الرشيدى ومحمود اسماعيل ومن اخراج نيازى مصطفى وكان العرض بسينما رويال بالاسكندريه فى 3 ديسمبر ورقم 222 فى تاريخ السينما ولم ينسى المسرح، فقد انضم لفرقة نجيب الريحاني، وأصبح منذ اليوم الأول من نجومها، وكان نداً للكوميدي الكبير وعندما رحل الريحاني استطاع سراج منير أن يسد بعض الفراغ الذي تركه هذا الكوميدي العظيم في فرقته، وأن يسير بهذه الفرقة إلى طريق النجاح بعدما تعرضت لانصراف الناس عنها. وكان سراج منير محباً للجميع يمد يد العون والمساعدة لكل من يلجأ إليه طلباً لمعونته، لدرجة إلى أنه في السنوات الأخيرة من حياته أراد أن يجعل من فرقة الريحاني مدرسة تخرج جيلاً جديداً من فناني المسرح الكوميدي، وبالفعل ضم عدداً كبيراً من الشبان وأراد أن يكون صاحب هذه المدرسة، إلا أن غالبية هؤلاء الشبان قد انصرفوا عن الفرقة ولم يبق منهم إلا قلة. وفي الوقت الذي تدهورت فيه صناعة السينما وفقدت سمعتها وهبطت فيها مواضيع الأفلام، بعد أن اقتحم السينما أغنياء الحرب، نزل سراج منير إلى ميدان الإنتاج، وكان هدفه أن يكون منتجاً مثالياً يرقى بصناعة السينما. فقد اختار قصة وطنية تصور حقبة من تاريخ مصر وتعالج الفساد والرشوة التي عاشت فيها البلاد، فكان فيلم "حكم قراقوش" موسم 1953 وكان من اخراج شقيقه فطين عبد الوهاب وكانت البطوله للمطربه نور الهدى وزكى رستم واستيفان روسيتى وعمر الحريرى وميمى شكيب وشقيقتها زوزو وكان العرض 30 ابريل بدار سينما راديو بالاسكندريه ورقم الفيلم 616 فى تاريخ السينما المصريه وكان الفيلم تكلف إنتاجه أربعين ألفاً من الجنيهات، بينما إيراداته لم تتجاوز العشرة آلاف، مما اضطر سراج منير أن يرهن الفيلا التي بناها لتكون عش الزوجية مع زوجته الفنانة ميمي شكيب (التي عاش معها حياة زوجية استمرت 17 عاماً) وقد كانت هذه الخسارة أو الصدمة عنيفة أصابته بالذبحة الصدرية وهو في تمام عافيته .وكان الفيلم الثانى فى حياة الفنان سراج منير هو ( اولاد الذوات ) وايضا من اخراج صديقه فى رحلة المانيا محمد كريم وكانت البطوله والقصه والحوار والسيناريو ليوسف وهبى وشارك التمثيل دولت ابيض وامينه رزق وحسن فايق وبعض الممثلين والممثلات الاجانب وكان العرض بسينما رويال بالاسكندريه فى 14 مارس 1932 ورقم 18 فى تاريخ السينما المصريه 1934 ـ وكان العمل الثالث فى موسم 1934 ابن الشعب إخراج: موريس أبتكمان وشارك التمثيل بشاره واكيم وعمر وصفى وامينه شكيب وكان العرض 1 مايو بدار سينما تريامف بالقاهره ورقم 36 فى تاريخ السينما المصريه والفيلم الرابع الحل الاخير اخراج عبد الفتاح حسن وكانت البطوله سليمان نجيب وميمى شكيب وراقيه ابراهيم وعباس فارس وحسن البارودى وابراهيم عماره وانور وجدى ورقصت بديعه مصابنى وقام بعمل المونتاج نيازى مصطفى وكان العرض بدار سينما رويال فى 19 ابريل 1937 ورقم 70 فى تاريخ السينما المصريه وكان العمل رقم 5 للفنان سراج منير ( ساعة التنفيذ ) من اخراج يوسف وهبى ورقم 6 وموسم 1941 فيلم سى عمر من اخراج نيازى مصطفى ورقم 7 وموسم 1943 افلام وادى النجوم من اخراج نيازى مصطفى ورقم 8 فيلم رابحه من اخراج نيازى مصطفى ورقم 9 البؤساء من اخراج كمال سليم ورقم 10 وموسم 1944 فيلم حبابه اخراج نيازى مصطفى - فيلم حنان اخراج كمال سليم – رصاصه فى القلب اخراج محمد كريم وموسم 1945 شارك الفنان سراج منير فى افلام كثيره ومنهم الفنان العظيم اخراج وتمثيل يوسف وهبى قلوب داميه اخراج حسن عبد الوهاب – عنتر وعبله من اخراج نيازى مصطفى – بنات الريف من اخراج يوسف وهبى وموسم 1946 سر ابى من اخراج ولى الدين سامح – يد الله - شمعه تحترق – الملاك الابيض – ملاك الرحمه وموسم 1947 كانت افلام ابو زيد الهلالى – التضحيه الكبرى - - جحا والسبع بنات – اسير الظلام – ملائكة فى جهنم – الشاطر حسن – البوسطجى – ضربة القدر – احكام العرب – ابن عنتر – المتشرده من اخراج محمد عبد الجواد – ثمرة الجريمه من اخراج السيد زياده – شبح نص الليل اخراج عبد الفتاح حسن – هارب من السجن وموسم 1948 كانت افلام مغامرات عنتر وعبله – ليت الشباب – شمشون الجبار – الواجب وموسم 1949 قدم الفنان العظيم سراج منير افلام بيومى افندى – كرسى الاعتراف ليوسف وهبى – امينه اخراج جيفريدو وموسم 1950 كان فيلم البطوله ايضا المظلومه من اخراج محمد عبد الجواد – ماكانش ع البال – دماء فى الصحراء – امير الانتقام – المليونير – معلش يا زهر – السبع افندى وكان موسم 1951 وشارك الفنان الكبير سراج منير فى افلام ليلة الحنه – جزيرة الاحلام – اولاد الشوارع – انتقام الحبيب - الدنيا حلوه – البنات شربات – ورد الغرام – قطر الندى – ظهور الاسلام – نهاية قصه – الشرف غالى – بيت الاشباح وكان موسم 1952 وافلام من القلب للقلب – لحن الخلود – عنتر و لبلب – الايمان – المنزل رقم 13 – المهرج الكبير – بنت الشاطئ – سيدة القطار وكان موسم 1953 حكم قراقوش – وفاء – مؤامره – كلمة حق – حكم الزمان – نشاله هانم – قطار الليل – السيد البدوى وموسم 1954 كانت مشاركة الفنان الكبير سراج منير فى افلام جعلونى مجرما – انتصار الحب – ارحم دموعى – الملاك الظالم – ليلة من عمرى – عفريتة اسماعيل يس وموسم 1955 وكانت افلام الحبيب المجهول – انى راحله – قصة حبى – سيجاره وكاس – عهد الهوى – سيجاره وكاس – عهد الهوى – نهارك سعيد – دموع فى الليل – ليالى الحب – ايامنا الحلوه – مدرسة الرياضه والرقص اخراج كامل التلمسانى – القلب له احكام – الجسد – الله معنا وكان موسم 1956 وافلام شارك بها الفنان المحترم سراج منير ازاى انساك – سماره – وداع فى الفجر – العروسه الصغيره – شباب امراه وكان موسم 1957 وافلام المجد – بنات اليوم – ارض الاحلام – الحب العظيم – نهاية حب – علمونى الحب مع المطرب سعد عبد الوهاب – نساء فى حياتى – تمر حنه اول افلام فايزه احمد – الوساده الخاليه مع عبد الحليم حافظ وكان الموسم 1958 والاخير للفنان سراح منير لرحيله المفاجئ عن الحياه وفيلم انا الشرق من اخراج عبد الحميد زكى –حتى نلتقى من اخراج هنرى بركات وكان تلك العمل هو الاخير – وكان لاقتران الفنان الكبير سراج منير بالفنانه ميمى شكيب له مدلول الحب والاحترام وكان ذلك واضحا فى الاعمال والتى اشتركا فيها بين الابطال والمشاهير من ممثلين وممثلات وايضا مخرجين تم زفافهما عام 1942، واستمر زواجهما قائما حتى رحل الفنان سراج منير عن الحياة عام 1957. اعتبر هذا الزواج في وقته أحد أقوى الارتباطات الفنية حيث كان زواجا مبنيا على التفاهم والحب والاحترام بين النجمين الكبيرين في تلك الفترة وخاصة أنه استطاع التغلب على العديد من الصعاب التي واجهت الزوجين وأهم هذه الصعاب ماتردد بقوة عن المعاناة الكبيرة التي عاشها الفنان الكبير سراج منير لفترة طويلة محاولا اقناع أسرة ميمى شكيب التي كانت رافضة إتمام هذا الزواج بشده وإن كنا لاندرى السبب وراء ذلك حتى الآن. ولم ترد أية أخبار عن زواج الفنانة ميمى شكيب بعد وفاة الفنان الكبير سراج منير طوال حياتها وحتى وفاتها بعده بحوالى عشرين سنة عام 1982. ومن أشهر الأفلام التي جمعت بين النجمين الكبيرين وكانا في معظمها يجسدان دور الحبيبين أو الزوجين، نذكر "الحل الاخير" عام 1937 و"بيومى افندى" عام 1949 و"نشالة هانم" عام 1953 و"ابن ذوات" و"كلمة الحق" عام 1953.
وقد عرف عن سراج منير ثقافته العالية وإدمانه على القراءة، وكان من أكثر الفنانين إلماماً بقواعد اللغة وأصول النحو والصرف، وكان واحداً من إثنين أو ثلاثة من الممثلين ممن لايخطئون لفظ أدوارهم، خصوصاً في المسرحيات المكتوبة بالعربية الفصحى، وكان الممثلون والممثلات يلجئون إليه لضبط أواخر الكلمات في أدوارهم وحيث كان الجميع يكن له الاحترام وأكثر من ثلاثون عاماً، أعطى فيها سراج منير للسينما والمسرح الكثير من إبداعه، وكان حضوره فيهما مميزاً وبارزاً مليء بالمودة والتعاون لكل من شاركوه رحلته الفنية الطويلة، إلى أن حانت لحظة الوداع، وذلك بعد عودته من الإسكندرية في رحلة فنية ، وفى ١٣ سبتمبر ١٩٥٧ودع دنيانا رحمه الله واسكنه فسيح جناته بحار كل الفنون وجيـــه نــــدى –..