تحالفات ضد الشرعيات! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-11-19
تحالفات ضد الشرعيات! - ميسون كحيل


تحالفات ضد الشرعيات!

عادة يقال وجهان لعملة واحدة! في حالتنا الفلسطينية تعددت الأوجه داخلياً وخارجياً، والهدف ذاته الذي يحمل صبغة المؤامرة الكبرى! وحتى الآن وبعد أن أصبح الأمر غير مستوعب، ولا هو مفهوم؛ إذ كيف يستوعب المواطن معادلة الأوجه المتعددة والعملة الواحدة، وكيف يمكن أن يقبل بها، أو التزام الصمت في اللحظة التي يشعر بها بأن الولايات المتحدة الترامبية، ودولة الاحتلال الصهيونية، ودول الرجعية العربية، وفصائل الهروب والخضوع جميعها تكاتفت وتوالفت واتفقت على أن الشرعية الفلسطينية هي التي تقف ضد أي حلول سياسية ووطنية، وهي التي تعطل اتفاقات السلام، واستمرار الحصار، والرغبة في بقاء الانقسام! إنه لأمر مخز حقاً عندما نشاهد توافق بين هذه الأوجه تجاه منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية والشرعية الفلسطينية خاصة مع وجود أوجه عربية، وفلسطينية متحالفة بشكل أو آخر مع أعداء المشروع الوطني الفلسطيني والقضية الفلسطينية! وإذ على المتابع أن يدرك حقيقة ما يجري من أحداث وتطورات، ومن التركيز في الفترة الأخيرة على قطاع غزة فقط والذي تم اختزال القضية الفلسطينية فيه؛ وأصبح لدى الأوجه وفجأة أحاسيس ومشاعر إنسانية تجاهه! وحسب المعطيات السابقة والمواقف الفلسطينية الرسمية تجاه سياسة الولايات المتحدة الأمريكية، والرفض الفلسطيني الشرعي المطلق بالتعامل مع رؤية ترامب وما تسمى صفقة القرن، وفشله في محاولات تغيير الموقف الفلسطيني كان لا بد من التوجه إلى الخطة "ب"! مصحوبة بحرص كاذب على قطاع غزة و مَن فيه بعد سنوات من الحروب المتعددة، والحصار والضيق "الشعبي" الفلسطيني فقط من الأوضاع السائدة، و تنسيق كامل ما بين الأوجه لتجزئة القضية، والانقضاض على المشروع الوطني الفلسطيني، وتمرير بعض الصفقات السياسية والمالية لأجل صفقات مغرية أكبر وأشمل تضمن "استقلال القطاع" عن فلسطين، وانضمامه لحزب الأوجه! إن الأرض الخصبة التي توفرت للمؤامرة الكبرى هي قصة البديل القديمة الجديدة، واستمرار الدعم المالي من جهة والدعم الآخر لزيادة شعبية البديل، ومحاولات إعطاءه طريق عبور لمحطة القبول من خلال المواقف المتناسقة والمتآلفة مع رؤية كافة الأوجه التي قررت ورأت واستنتجت أن نجاح المؤامرة يكمن فقط في وضع حد للشرعية الفلسطينية وكل طرف يمكن أن يعطل تمرير مؤامرة البديل! هذا أولاً.
وفي سياق موضوع الشرعيات؛ كان ملفتاً للنظر انعقاد مؤتمر اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات الفلسطينية في أوروبا قبل أيام، وفي خطوة استباقية مقصودة قبل انعقاد مؤتمر الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية في أوروبا المزمع عقده في الأول من الشهر القادم في روما "وهذا الأخير عمل منذ تأسيسه على تجميع الجاليات الفلسطينية في أوروبا تحت سقف واحد، وأخذ على عاتقه وحدة الجاليات في أوروبا، وتذليل كافة العقبات والصعوبات من أجل تجميع الجاليات الفلسطينية في أوروبا، خاصة وأنه يمثل فصائل منظمة التحرير الفلسطينية باستثناء الجبهة الديمقراطية التي تشرف على اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات، والجبهة الشعبية التي خرجت عنه وأسست وحدها اتحاد آخر حمل نفس الاسم تقريباً مع تلوين بسيط! ويبقى السؤال متى يتم وضع حد لإشكاليات التمثيل طالما المصلحة العليا تكمن في وحدة هذه الجاليات وليست في إلغاء الآخر والبحث عن بديل! وهذا ثانياً.
وعلى نفس النهج والأسلوب وفي موضوع آخر، اختلف الأخوة السابقين! حيث نفت اللجنة المركزية لحركة فتح علاقتها بالدعوات المشبوهة لتنظيم مهرجان في غزة لإحياء ذكرى استشهاد ياسر عرفات، وقد أكدت حركة فتح أن مَن يقف خلف هذه الدعوات هم "أطراف العقل الانقلابي". واستغربت الحركة وتساءلت عن مغزى موافقة حركة حماس ودعمها لهذا المهرجان المشرف عليه "مَن هربوا منها" وكانوا أحد الأسباب القوية والرئيسية لما قامت به حركة حماس في صيف 2007 !؟ في حين مارست القوة لمنع إحياء هذه الذكرى من قبل حركة فتح! إذ تحمل الأسباب نفس العنوان ألا وهو البديل! وهذا ثالثاً.
إن كل ما سبق يجعل المرء في صراع مع نفسه أولاً قبل أن يكون مع الآخرين؛ لأن كل ما يجري من مواقف تحمل دلالات ليست إلا تحالفات ضد الشرعيات؟

كاتم الصوت: في مؤتمر اتحاد الجاليات والمؤسسات والفعاليات وممثلا عن د. نبيل شعث ألقى د. على معروف كلمة. فمن الذي سيمثل د. نبيل شعث في مؤتمر الاتحاد العام للجاليات الفلسطينية الشهر القادم؟!

كلام في سرك: ليبرمان ... "لن يستطيع أحد إسقاط نظام حماس بالقوة العسكرية "لقد أسقط من تصريحه هذا عبارة "لا يريد" ووضع "لن يستطيع" عن قصد! فالتضخيم له أهدافه.

مرتجع : الرد على حركة فتح بما يخص مهرجان إحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات دليل على الإصرار على الفراق! وانتصار الرابح الأكبر!