غزة تنتصر وليبرمان لا بواكي له
تاريخ النشر : 2018-11-18
غزة تنتصر وليبرمان لا بواكي له


غزة تنتصر وليبرمان لا بواكي له. 
حسن لافي

يتخوف البعض من  مآلات وتداعيات استقالة وزير الحرب ليبرمان, والخشية من ذهاب نتنياهو بعمل عسكري ضد غزة على إثر هذه الاستقالة.
قراءتنا للمشهد الصهيوني الداخلي ما بعد استقالة ليبرمان يعطي اشارات أن وضع غزة سيكون افضل لعدة أسباب:
الاول, ان الحكومة الاسرائيلية بعد الاستقالة اشكالياتها الداخلية كبيرة, وسيصبح قرار اي مسؤول في الكابينت بالتصعيد تجاه غزة من الممكن ان يهدد مستقبله السياسي,بمعنى استبعاد استخدام الدم الفلسطيني ورقة انتخابية على اجندات اليمين الحاكم.
ثانيا لن يقبل نتنياهو ان يذهب الى تصعيد مع غزة لان ذلك لن يخدمه انتخابيا بل سيحسب في رصيد ليبرمان خصمه الانتخابي,ومن الواضح ان نتنياهو اختار ورقة التطبيع العربي وتشكيل حلف اقليمي في المنطقة بقيادته لمواجهة ايران كاستراتيجية لحملته الانتخابية.
ثالثا, الجيش والمؤسسة العسكرية سيزدادون التصاقا بموقفهم ان الحرب لن تخدم المصلحة الصهيونية, خاصة ان الاتهامات والمزاودات السياسية طالت الجيش ,وبات الجيش الذي كان محل اجماع وطني صهيوني يهاجم من داخل الكابينت وليس فقط على مستوى جمهور اليمين الديموغوغي كما حصل في قضية الجندي القاتل أرون ازاريا.
رابعا, ما حدث خلق اولويات جديدة للساحة السياسية والجماهيرية الصهيونية وهي الانتخابات واستقرار الحكومة, بمعنى ان القضايا الداخلية الصهيونية هي التي باتت تتصدر اولويات الأجندة السياسية, وهكذا بالتأكيد سينعكس على اهتمامات الراي العام الصهيوني, خاصة ان سكاكين المتنافسين في حملة الانتخابات المقبلة التي اطلق صافرة بدايتها ليبرمان قد شرعت فعلا.
خامسا, في حالة انهيار الحكومة وعدم تمكن نتنياهو من ادارة الائتلاف الحكومي تحت وطئة تهديدات حزب البيت اليهودي باسقاط الحكومةفي حالة عدم تولي زعيمه نفتالي بينت منصب وزير الحرب, فإن غزة المحاصرة منذ ١٢ عاما ستسجل اسمها في التاريخ الصهيوني أنها المسؤولة عن اسقاط الحكومة الأكثر يمينية بتاريخ دولة الاحتلال.
سادسا, الصورة التي نقلتها وسائل الاعلام في التصعيد الأخير وأسباب اندلاعه, أوضحت للاقليم أن الحديث عن قوة الردع الصهيونية باتت تحتاج إلى الكثير من المراجعات, وعلى مستوى المطبعين العرب مع الاحتلال يجب أن يدركوا ان وهم القوة الاسرائيلي لن يحفظ مصالحهم.
سابعا, التصعيد الاخير أوضح أزمة دولة الاحتلال على مستوى السياسة الخارجية, فالموقف الروسي المستنكر ببيان رسمي من الخارجية الروسية اشارة مهمة أن دولة الاحتلال لا تملك شرعية دولية لشن حرب على غزة, وما يعزز هذا التوجه, دخول كل من سويسرا والنرويج كممثلين عن الموقف الاوروبي,بالاضافة لموقف الامم المتحدة الرافضين للحرب على غزة, ناهيك عن موقف الاقليم وخاصة الوسطاء الذين رعوا التفاهمات الأخيرة مع غزة.
بالخلاصة التصعيد الأخير من الممكن اعتباره انه تتويج لمسيرة مشروع المقاومة الذي قادته غزة ضد دولة الاحتلال والتي تكلل حتى الآن باسقاط وزير الحرب الأكثر فاشية في "اسرائيل".