فلسطنة سايس بيكو ومناطق النفوذ في سلطة الحكم بقلم:سميح خلف
تاريخ النشر : 2006-06-13
فلسطنة سايس بيكو ومناطق النفوذ في سلطة الحكم بقلم:سميح خلف


فلسطنة سايس بيكو.... ومناطق النفوذ في سلطة الحكم

الذاتي(الكنتنة)

في نهاية الحرب العالمية تقاسمت الدول المنتصرة الوطن العربي كمناطق نفوذ لها وقامت بتقسيم العالم العربي إلى دويلات ووضعت لكل دولة سلطان أو أمير أو رئيس وكما تسموهم سموهم .والمنفذ الدول الاستعمارية اما في هذه الحالة المنفذ لهذا المفهم أيادي فلسطينية.

واليوم في الأراضي المحتلة التي تسمى سلطة الحكم الذاتي أو سلطة أوسلو وكما تسموها سموها لن يختلف الشيء كثيرا .

سيناريو بدأ تنفيذه بحلقات متتالية من الدمقرطة ونتائجها وتداعياتها على كل من حركة فتح وعلى حماس بشكل أساسي فتح التي سقط برنامجها التفاوضي ومازالت تتطلع لأن تحتل الكرسي الأول في سلطة الحكم الذاتي وحماس الذي أتى بها برنامجها النضالي إلى الوزارة تحت مبدأ الإصلاح والتغيير وقعت في فخ الدمقرطة وبذلك أتت الحلقة الأخرى ولكي يكون لإسرائيل شريك في السلام ......أقصد شريك ليتنازل وليقدم صك الغفران للممارسات الإسرائيلية والطموحات الإسرائيلية على الأرض الفلسطينية فكان الحصار للشعب الفلسطيني تحت قصة حكومة إرهابية وقبلها كانت قصة حكومة غير نزيهة وغير أمينة على أموال الرباعية وبذلك وقع أيضا الفصيلين تحت طائلة الفعل المعادي فعندما سقطت حركة فتح وبرنامجها أتى ذلك ببرنامج شامل للتخريب في داخلها وفي مؤسساتها أما على المستوى الخارجي فقد تم تدمير ورقتها السياسية التي لم تستجيب لها إسرائيل حماس التي أتت للوزارة مطالبة بعملية إجراء التغيير السياسي للورقة الفلسطينية واعتماد نهج المقاومة وعدم الاعتراف بإسرائيل هو السبيل الوحيد والطريق الصائد للوصول إلى الحقوق الفلسطينية ولذلك أتى الحصار لإسقاطها وأهم أذرع هذا الحصار قضية الرواتب التي ألقيت مشكلتها على حماس وحماس وحدها أما مؤسسة الرئاسة فليس لها دخل في ذلك وحركة فتح ليس لها داخل في ذلك أيضا ولكي يقصر الطريق على إسقاط حكومة حماس التي أجازتها الانتخابات الديمقراطية واعتبرت عمليا ونتائج هي حكومة الشعب الفلسطيني ولذلك أصبحت الرئاسة بتطلعاتها تمثل كينونة في الشعب الفلسطيني وعملت على إبرازها ومن خلال استقطاب عدد أكبر لرجال الأمن ومظاهر أخرى على المستوى التعبوي وزيادة في الحقن تجعل من سايس بيكو الفلسطينية ممكنا وتبقى قضية أطروحات الوحدة الوطنية مرهون بمشروع كل منهما أما حماس تواجه حالات الفلتان الأمني المنظم والعنتريات في الشوارع الفلسطينية وعدم تنفيذ الأجهزة الأمنية لأوامر وزير الداخلية ولإثبات وجودها المؤسساتي في السلطة الوطنية اضطرت أن تنشر كتائب الوحدات الخاصة في شوارع غزة مما أغضب عصابات الموت التي لبست ثوب فتح وتسلقت على جداره لتبرر مشروعيتها في عمليات منظمة لها سقف سياسي في داخل غزة .

هذه الأوضاع السابقة قادت إلى وثيقة الأسرى واستخدام مفاهيمها واستخدام سيئ لمضمونها بحيث أصبح كل طرف يريد أن يجير تلك الوثيقة لما يهوى ولكن ( الحلال بين والحرام بين) والحقوق الفلسطينية واضحة وأخر وضوح لها الغارة الإسرائيلية على شمال غزة وصرخة الطفلة هدى ولذلك أعبرت تلك العملية هي حلقة من حلقات الضغط على الواقع الفلسطيني لإعطاء أكثر من مبرر :-

1- الإخوة الذين ينادون بالاعتراف بالمبادرة العربية وإسرائيل والمعاهدات والاتفاقيات والتفاهمات مع الجانب الإسرائيلي اعتبرت لهم هذه الغارة ورقة ضغط أخرى مضافة للحصار المادي والسياسي على الشعب الفلسطيني لكي يأخذوا تنازلات من الطرق الأخر تحت مفهوم وذريعة الجوع والضحايا وعدم جدوى الصواريخ .

2- الإخوة الذين ينادون بالتمسك بالثوابت الفلسطينية التاريخية ارتاؤا أن كل هذا السيناريو ليس لإسقاط حماس وحدها بل إسقاط البندقية برمتها وإذا أسقطت حماس ومشروعها فإن التيارات المقاتلة في داخل حركة فتح والقوة الوطنية الأخرى ستسقط أيضا ولذلك حاول الطرف الأخر أن يجير عدد من المسلحين تحت غزو لمفهوم وعمق كتائب شهداء الأقصى وتاريخها النضالي المشرف وليلبسوا كما قلت ثوب حركة فتح والعواطف الجياشة نحو تاريخها لجر حركة فتح برمتها في دائرة الصراع والتجاوب مع السيناريو المعد ولذلك إرتئت القوى المقاومة من أن تلك العملية هي حافز على التصعيد بغية إجهاظ تحرك السيناريو المعد من الطرف الأخر والخروج من حلقة الحصار المفروضة .

ما حدث اليوم في رفح يعطي علامات هامة على سير البانوراما الدموية لكلا البرنامجين.

وأذكر قبل عدة أيام سمعت أن قوة قد شكلت في مدينة الشهداء جنين وقالوا أنها قوة ستحافظ على الأمن وقيل أن قوة في طول كرم شكلت لتحافظ على الأمن وقيل أيضا أن هناك إستنفار أمني في رام الله هذه مظاهر حشود لموازين قوى على الأرض تستعد للحظة تنفيذ المحطة الرابعة من السيناريو بالمقابل غزة ووجود حماس وقوات الطوارئ ووجود كتائب الموت التي يقال أنها فتحاوية وموازين القوى فيها بين المادي والجزر وكلا الطرفين يحاول أن يحسم غزة لصالحه .

كنت ومنذ أسبوع مضى قد توقعت إعلان حالة الطوارئ وكنت أتمنى أن يكون هذا الإعلان ناتج عن خطة لمواجهة الفوات الإسرائيلية وهي تجتاح جنين وطول كرم ونابلس وغيره من المدن الفلسطينية وغزة ولكن هذه المرة حالة الطوارئ كان يجب أن يكون لها سبب وهدف ومبرر .

ما حدث في رفح بين مجموعات حماس ومجموعات الأمن الوقائي هو في مفهوم دائرة الصراع حسم قطاع غزة بمقابل أن إسرائيل استطاعت أن تصل إلى البنية التحتية المقاومة في الضفة الغربية وإنهاكها من خلال العمليات المتكررة والاغتيالات وموازين القوى في الضفة الغربية لصالح الرئاسة والتي يسموها عناصر فتح أما غزة فالحماس موازين القوى فيها وبالتالي ردا على تلك الأحداث في رفح قامت مجموعات ما يسمى من حركة فتح لاقتحام التشريعي ومبنى مجلس الوزراء وحجز أعضاء مجلس تشريعي من حماس لخلق توازن من القوى والرعب والسيطرة بين الطرفين في حين أن كان هناك اجتماع بين قيادتي الفلصيلين في غزة وبالتالي أصبحت الخطوة التي حدثت اليوم من الطرفين وردات الفعل بين الفصيلين على طاولة المفاوضات وأعتقد أن لكلا من الموقفين خطوات مرحلية لذلك وليس على قاعدة إستراتيجية .

منذ أيام أيضا سمعت أن هناك مباحثات أمريكية إقليمية عربية لإقامة إتحاد كنفدرالي بين الضفة والأردن وبحيث أصبحت خارطة الطريق عقيمة وعلى حسب وجهة النظر الإسرائيلية أنها لا تجد شريك لتنفيذها وبالتالي أصبحت خطة أولمرت في الضفة ستحقق من خلال هذا المفهوم وانسحابات من المدن الرئيسية ولماذا في هذا الوقت لأن الجميع يعتقد أن مدن الضفة مسيطر عليها نسبيا من خلال المجموعات الأمنية التي شكلتها الرئاسة ويختلف الوضع في غزة عن ذلك إذا حالة الطوارئ أشك أن المقصود بها هي حماية نواب حماس بقدر ما هي حلقة من حلقات السيناريو المعد القادم وأعتقد أنه من خلال الدراسات الأمنية على الضفة آن شوكة المقاومة فيها كما قلت أجهظت أما الكم البشري من المسلحين فيها فهو واقع تحت دائرة التأثير التعبوي والحقن تجاه تنفيذ أي أوامر تجاه الطرف الأخر وليس إسرائيل من هنا الخاتمة :-

في اعتقادي أن الأيام القادمة أو الأسابيع ستكشف المستور والذي سيقوم بتنفيذ منظومة الكنتونات على الحالة الفلسطينية ليست إسرائيل بل الفلسطينيون أنفسهم فسيفتح معبر الأردن للضفة الغربية ليكرسوا الفصل والقيمة المعنوية بين غزة والضفة أما غزة فسيكون فيها الصراع صعبا بين عصابات الموت المغذية إقليميا وبين قوى حماس والقوى المقاتلة والمحافظة على الثوابت الفلسطينية وسيشهد قطاع غزة ايضا تصعيد هجومي إسرائيلي مركز نحو نشطاء المقاومة .



( وفي الواقع ليست هناك قوى فلسطينية منتصرة )

ِ

بقلم / سميح خلف