العدوان على غزة وماذا بعد ؟ بقلم:مأمون هارون رشيد
تاريخ النشر : 2018-11-16
العدوان على غزة وماذا بعد ؟ بقلم:مأمون هارون رشيد


العدوان على غزة , وماذا بعد ؟

توقف العدوان على غزة بعد التوصل الى وقفة برعاية اطراف كثيرة , نقول رحم الله الشهداء , لقد اثبتت غزة بشعبها بطولة نادرة في الصمود والصبر والدفاع عن كرامتنا بل عن كرامة الامة كلها , فعلى مدار سنوات الاحتلال الصهيوني لفلسطين كانت غزة دوما في المقدمة في مواجهة هذا الاحتلال الغاشم , وكانت تدفع من دم ابنائها قرابينا للصمود والنصر والدفاع عن الحقوق الفلسطينية , ودوما كانت تبهر العالم , العدو قبل الصديق , بهذا الصمود الاسطوري , رغم الجراحات وغدر القريب قبل البعيد , كانت دوما تتسامى على جراحاتها حفاظا على الحق والهوية والمشروع الوطني , وليست الحروب التي ذاقت مرارتها خلال السنوات الاخيرة الا دليلا على هذا الصمود الذي عمد بالدم فأضحى نموذجا يسجل بكل عزة وفخر في سجلات البطولة والتضحية وعنوانا للكرامة الوطنية .

أمام هذة الحالة , وبعد وقف العدوان الاخير على غزة , ننظر الى الحالة الفلسطينية بشكلها العام فلا نرى الا التردي والانقسام والبؤس والصراعات الفصائلية التافة , والمواقف الباهتة والضعيفة التي لاترقي الى مستوى هذا الدم الذي ينزف كل يوم , ونرى صراعا على مصالح ضيقة هنا وهناك , وسجالات واتهامات لم تأتي الا بتكريس الخلافات والانقسامات , لم نرتقي ابدا الى مستوى ما يقدمة شعبنا من صمود وابداع في النضال بكل الطرق والوسائل , بل اعتقد اننا بهذا الاسلوب قد ساهمنا للوصول الى ما نحن فية من تراجع على كل المستويات , نعم الاحتلال سبب في هذة الحالة التي وصلنا لها , لكن نحن ايضا كنا سببا في ذلك .

اليوم وبعد الوصول لوقف للعدوان على غزة , والذي اعتقد انة وقف استعدادا للجولة القادمة , اليس لنا ان نقف ونتفكر , هل ستبقي حالتنا الفلسطينية بهذا التردي ؟ هل الكراسي والمناصب والمصالح اهم من وطننا ومشروعنا وحقوقنا ؟ اليس الدم الفلسطيني الذي يسيل كل يوم اكثر طهرا من كل الكراسي والمناصب والمصالح ؟, الم يحن الوقت كي نفيق وندرك ان الاحتلال لم يستبقي لنا شيء نصارع علية ؟ الا نستشعر بخطر ما يحك , وما يقال ويسرب عن ما يسمى بصفقة القرن والتي ستذهب بما تبقى من الحقوق الفلسطينية ؟ الا يدفعنا ذلك لصحوة نعيد معها حساباتنا لنحدد معالم طريقنا ؟

اليوم وفي الذكرى المجيدة لاعلان الاستقلال , يجب علينا ان ندرك ان لاخيار امامنا الا الوحدة , وانهاء هذا الانقسام البغيض, وطي هذة الصفحة الاشد سوادا في تاريخنا الفلسطيني , والذهاب جميعنا لرؤية واحدة لاستعادة حقوقنا وصياغة مستقبلنا , لم يبقى امامنا الكثير , ولم يبقى لنا الكثير , ولم يبقى معنا الكثير , وعلينا ان ندرك ان التاريخ لن يرحم , وان الاجيال القادمة ستعرف الحقيقة , وان ارضنا مقدسة لا يستر فيها باطل .

مامون هارون رشيد
15112018