وأسأل روحي : كيف يعيش الإنسان بلا حب ؟ بقلم : إبراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2018-11-15
وأسأل روحي : كيف يعيش الإنسان بلا حب ؟ بقلم : إبراهيم شواهنة


ما جدوى أن نبقى معا..أن نسير معا ..متقاربين متباعدين ..ما جدوى أن أسير تحت رحمة الحب ، وأرضى بأقداره ..ما جدوى أن نركض معا ، نلهث خلف سراب معا ، ونهرول معا ونخاف معا، روح تحتمي بروح
وكأننا تحت مظلة واحدة ، نحن وما نحن ؟ ..-أنا وأنتِ- هزمنا قبل أن نبدأ
نحيا ، والحب وحده يموت ..!!.
نخضع ونشقى ، حين تكون الكتابة عن الحب وطن آخر،تأويني في تشردي الفادح ، وفي حياتي الجاحدة . الكتابة لك طقس روحي الباذخ ،رحلة غامضة وساحرة ، تمضي بي وأمضي بها .
فيا حبي الجميل ..وهاجسي المستحيل وقلقي الراعف ..حين يكون هذا الحب مغامرة ..غير محمودة العواقب ..غير أني أرى : أنه جدير أن يعاش بكل ما يحمله من هواجس ومخاوف ..
هذا الحب يستحق مني أن أكون حالما ومغامرا ..ومتهورا ..حين يمنحني حياة كاملة ..ملؤها السعادة ..حبك هذا ..حلمي الأبدي وخلاصي الأكيد ..
إعطيني سلاما من خضرة يديك ..كي أحيا ..كي أنتشي ..ورتلي إسمي
ترتيلة محبة نابعة من أعماق الروح ، حين تسرقني اللحظات المكتظة بلجة الشوق بين ثنايا الحلم .
ما زالت نوافذي مشرعة تشتهي وسائد الحنين بين سواقي الدمع ، تغوص نصال بلا...أراجيح.فوق أيك المساءات الماطرة أحتست أخر رشفة من مداها الفسيح ومضت كصفير ناي قبل الغروب .
يا كم أمهلت نفسي قبل أن أحكم على هذا الحب بالضجر والملل ، أمهلت نفسي كثيرا ، حينما لم ينجب ، حين يعقني ، وأنا البار به طيلة أيامي .
عظيم أمر هذا الحب ..يجيد إجتراح العجائب ، فدعي عنك وعني العناء ..
الصور ..مرايا خادعة جلعتني رهينة للخيال ، حين عدت ويا ليتني ما عدت ..!! ..كنت أعيش وكنت في أمس الحاجة لحضن يرمم كسور قلبي
وفراغي الداخلي ، وعدت كرجل مخدوع ، لأبقى هذه المرة إلى نهاية أنفاس
هذه المعركة المقيتة . إن كانت لها نهاية .
لست بحاجة لهذا الطوفان الجديد ليغرقني في الحماقات من جديد ، ولحظات العشق كالزلزال .. تكسرني نصفين .
في صباح هذا اليوم إستيقظت وأنا مذعور ، كمجرم تمت مهاجمته فجأة ..فأذهلتني ذاكرتي بك ..حين تلقيت إتصال من صديق قديم أمطرني بسيل من أسئلة العتاب ..لم أجبه ولم يكن هناك سببا ، سوى غيابي الغامض ..عنه
بسبب التجمعات والحفلات الأجتماعية وواجبات العمل .
رن هاتفي مجددا ..خفق قلبي ، حين توقعت أن يكون الآتصال منك ، سيما وأنا في حيرة من أمري ولم أكن قد أعددت نفسي للحديث معك .
قلت في نفسي إحزم متاعك من جديد حين تعم الفوضى بلاد الله وأنجو بنفسك، من هذا الخراب الذي يداهمك ...
أيتها الغيورة ، غيرة حد الموت ، البارعة في التشكل ، فما جدوى بقائك جاثمة على قلبي باكية ، قلبي الحطام .
وأسأل روحي : كيف يعيش الأنسان بلا حب ؟ كيف يأكل ؟ وكيف يتجول في بقاع الأرض ،وكيف يحيا وقلبه فارغا من الحب ، متجهما ، يندب حظه في الدنيا ، صيرني حبك من هؤلاء ..بعدما كنت أفيض حبا ورقة وعذوبة .
فالعشاق الأوفياء أفضل الخلق ، قلوبهم نقية ، وسرائرهم شفافة
ها أنا ألقي بذاتي في عالم الكلمات..فالسعادة لا تقال ..بل تعاش، ها أنا أخدع ذاتي حين ألبس ذاتي جلباب الكلمات ..فخارج منطق اللغة ستفقد الحياة كل معنى..فالحياة بحد ذاتها أسمى قيمة ،فاللغة منحتني الخيال والقدرة على الحب..جعلتني أتمثل ما يدور بداخلي ..فكل هندسة للغة تستلزم إدراج الصمت،كي تمنح للجسد..إمكانية الحضور، من الذي يجمعنا أنا وأنتِ اللغة أم الصمت لا .. أدري .. وليس عندي إجابة ..هأنذا حبيبك الأول و الأخير
لأن العشق يغزونا دوما ، حتى لو لم نفتح له الأبواب الموصدة من خيبات الأمل ..ها أنا بين يدي ربي أسعى إلى النفاذ ، أسكن خافقيك ، رغما عنك ويسكن غيري قلبك رغما عنك وعني فيا حبيبتي الأبدية إني إكتملت .
فلنئذن للحب بالرحيل....