الدور القطري والغطاء الانساني المُعلن والمخفي اعظم!!بقلم : تمارا حداد
تاريخ النشر : 2018-11-14
الدور القطري والغطاء الانساني المُعلن والمخفي اعظم!!بقلم : تمارا حداد


الدور القطري والغطاء الانساني المُعلن والمخفي اعظم!!!

بقلم : تمارا حداد.

لعبت قطر دورا اساسيا على مدار سنوات عديدة في اللعب على وتر القضية الفلسطينية واتخذت الناحية الانسانية غطاءا من اجل الاختفاء وراء الهدف الاساسي والسياسي والتي تهدف به من وراء تلك المساعدات.

لو استذكرنا الخطة الامريكية التي بشَرت بها علنا كونداليزا رايس بتنفيذ مشروع " الشرق الاوسط الكبير" وتسارعت التغيرات في منطقة الشرق الاوسط بشكل دراماتيكي واعادة تموضع بعض الحدود في المنطقة، من اجل تقسيم بعض البلاد العربية، وان كان الامر على مراحل، والتقسيم قائم على وجود سني وشيعي ودولة يهودية.

سنرى ان الخطة الامريكية نجحت بتنفيذ اول تقسيم ومن خلال دعم الاسلام السياسي وهو تقسيم الضفة الغربية وقطاع غزة، ليسهل السيطرة على المنطقتين و الهدف الاساسي الحفاظ على امن اسرائيل.

نجحت اسرائيل بتحقيق الامن لها مع منع حدوث ازمة انسانية في القطاع وذلك عن طريق تقديم قطر الاموال والمساعدات للقطاع والتخفيف من وطأة الفقر من خلال البوابة الاسرائيلية، نتيناهو عقَب على ادخال الاموال القطرية لحماس بانها خطوة قيادية ولها ثمن، فهو يفعل ما بوسعه بالتنسيق مع المسؤوليين الامنيين لاعادة الهدوء للجنوب، وايضا لمنع حدوث ازمة انسانية، وهذه الخطوة بنظره صحيحة.

اذا نظرنا الى الحالة الانسانية للقطاع نرى ان الاموال القطرية تُخفف من وطأة صعوبة العيش في القطاع لكن هذا الغطاء الانساني قد يستمر لاشهر والهدف استعادة الهدوء، ولكن ماذا بعد تلك الاشهر وبعد انتهاء المال المرصود للقطاع؟

المساعدات القطرية لم يقبل بها اغلب الفصائل ليقينهم ان وراء مساعدات قطر للفلسطينيين سوى غطاء يختبئ خلفه تدخّل في شؤونهم ويُبعثر وحدتهم، الأمر الذي تجلّى في الانقسام التاريخي بين حركتي فتح وحماس.

لماذا تم القاء الحجارة على سيارة العمادي القطري من قبل بعض الافراد اثناء زيارة مسيرات العودة؟

تلك الحادثة تؤكد ان المساعدات الانسانية لم تصل الى الجميع فالاسماء التي تم قبولها حسب المسح الامني التي قامت بها اسرائيل الامر الذي يضرب الوحدة بين ابناء الشعب الواحد.

لو كان الهدف انساني بحت لما اصبحت المساعدات المقدمة مسيسة وامنية، والتي من المفروض توزيعها لجميع المحتاجين بغض النظر عن انتمائهم، لكان الامر اخف وطأة على الشعب وان كان المال قطريا، ولو تم تقديم المال للجنة محايدة لكان الامر اخف وطأة ايضا.

ما يحدث الان من تغيرات سريعة في القطاع يتزامن مع الموقف الامريكي، حيث صرح مبعوث البيت الابيض لعملية السلام جيسون جرينبلانت في مؤتمر مغلق ان الادارة الامريكية ستطرح قريبا خطة الرئيس ترامب للسلام في الشرق الاوسط وقال ان نشرها لن يحبه الطرفين والذي سيتعين على الطرفين تقديم تنازلات، والخطة من اجل الوصول لاتفاق دائم بين اسرائيل وفلسطين بدل الاتفاقيات المؤقتة.

من المؤكد ستكون الخطة لصالح اسرائيل ولكن هل ستكون لصالح احد التنظيمات الفلسطينية؟؟