على بساط الريح نُحَلِق بقلم:رغد داود
تاريخ النشر : 2018-11-14
على بساط الريح نُحَلِق بقلم:رغد داود


رغد داود

تهيمن المسؤوليات والالتزامات المتراكمة على الآملين خيراً فتجعل صباحهم مثقل الخطوات متحشرج الأنفاس، أسطر جديدة توثق في دفاتر الديون وفي كل مرة يرددون عسى الله أن يفرجها وتسدد كلها ويحل عصر الرفاهية ليغمرهم بالراحة والهدوء فيهدأ هذا البال المشغول الذي يثرثر طيلة الوقت في رأسه صاحبه منغصاً عليه حياته.

كل الآمال تتلاشى في لحظة تذكر لغزة ، هي سجن كبير للأحلام والطموحات ينتهي بمجرد الخروج من المنفذ الوحيد لسكانها (معبر رفح البري)، حينها فقط لن تجد نظرة البائس ولا أسراب من الأوجاع والمجاديف المحطمة تتدفق في أفق تنمو وتتزايد متفشية تسيطر على صاحبها، ولن تجدها في كل مكان، لا في الهاربين بأذهانهم و لا العابرين بعيونهم أمد الحياة.

تتلاحق الساعات واحدة تلو الأخرى وتبدأ معركة بقاء من نوع آخر في ذهن كل بائس، تترادف فيها الأفكار والأسئلة.

هل هو البائس الوحيد الذي تلاحقه أوجاعه في كل مرة يفكر فيها بالابتسامة؟ هل للمكان لعنة كلعنة الفراعنة المشهورة تبطل أي نشاط جديد؟ لماذا لم يجد وظيفة؟ وتتكدس لديه الآمال بلا جدوى؟ كم مرة كان سيحالفه الحظ وبسبب واسطة تعسفية نفي من الذهاب إلى بوابة الخروج من الهاوية؟ أقبل المساء والبائس مازال يفكر في عمق لماذا كل هذا... فليخبره أحدهم بأن ما يحدث معه لم يكن له وحده بل لأشخاص كثر مثله تنقصهم واسطة تطلق لهم العنان وتكسر جميع القيود، أخبروه أيضاً أنه
على هامش الحياة، يستحقها فقط ملك الغابة وحاشيته و الحيوانات المفترسة التي تفترس بعضها من أجل أن تكبر و تتأصل. أخبروه مؤكدين أن الله خبير بصير سميع عليم ذو انتقام ولو طال الظلم في الأرض فالعدل آتٍ ومن الله السلام