العالم الرقمي المتسارع نعمة.. أم نقمة ؟!بقلم: د. سلوى يحيى الحداد
تاريخ النشر : 2018-11-14
العالم الرقمي المتسارع نعمة.. أم نقمة ؟!بقلم: د. سلوى يحيى الحداد


العالم الرقمي المتسارع نعمة..... أم نقمة ؟!
      د. سلوى يحيى الحداد       
 
أصبحت الساحة التكنولوجية في عالمنا المعاصر تحتل أهمية كبيرة فيما يتعلق بتسهيل التواصل والاتصال بين الناس , حيث  جعلت عالمنا الكبير الواسع يبدو كأنه قريةُ صغيرةُ , وساهمت  بشكل كبير في الوصول الى المعلومات واكتسابها , وتطويرها ، و ترتب عليها تسهيل حياة البشر من خلال زيادة الاكتشافات والتقنيات الرقمية  في المجالات العلمية والعملية المختلفة .
وقد غزا العالم الرقمي بكافة أشكاله ووسائله مُجتمعات العصرَ الحالي كافّة وتسرّب إلى كافّة مناحي الحياة فيها بشكل يصُعب الاستغناءُ عنها فتعلق بها  الصغير قبل الكبير وأصبحت جزءا لا يتجزأ من أسلوب حياتنا ؛ حتى بتنا نشاهد الشباب ملتصقًا بالأجهزة الرقمية من هواتف ذكية وأجهزة الكمبيوتر في مختلفِ الأماكن كالبيوت، والمكاتب، والمؤسسات، والمدارس، والجامعات ،وباتَ من الطبيعيّ تعاملُ الأفراد معها مهما أرتقى مستواهم الحضاريّ أو هبط، ومهما كانت فئتهم العمريّة. ولقد غيرت التكنولوجيا الحديثة حياتنا اليومية، وهذا التأثير بات جليا في حياة الشباب الذين هم دائما متطلعون لأي جديد , واستطاعت التّكنولوجيا بفضل انتشارها أن تُغيّر في مظاهر الحياة اليومية للشّعوب، سواءً في الجانب الاقتصادي والثّقافي والاجتماعي.
وإذا أتينا إلى  جانب التعليم والتعلم ، فإن استخدام التعليم الواقعي المزود بالتقانة الرقمية  لم يترجم إلى تعليم أفضل ، وهذا بات ملموسًا في عدد من الدول التي حاولت توظيف بعض الأجهزة الالكترونية مثل "الأيباد الرقمي" في التعليم ، فلم يزد عن كونه كتاب الكترونياً بديلاً للكتاب الورقي، بل وبرزت عيوبه بشكل أوضح؛ فمعظم الطلاب أخذوا يحمّلون عليه ألعابًا الكترونية يسلون بها أوقاتهم خلال اليوم الدراسي!، مما أدى إلى تدني تحصيلهم العلمي ، وعدم تحقق الأهداف المرجوة من استخدامه. وعلى الرغم من توافر الأجهزة الالكترونية وتطبيقاتها وبرامجها المتنوعة التي يمكنها إحداث نقلة نوعية في العملية التعليمية ومن أمثلتها: السبورة الذكية  Smart  boardالتي هي عبارة عن جهاز كمبيوتر بكل خصائصه، والتي تتيح للمتعلمين التفاعلية أثنا عملية التعليم والتعلم ، وتراعي اختلاف القدرات لديهم؛ إلا أنه لم تستثمر الاستثمار الأمثل داخل غرفة الدراسة ، ولم تزد عن كونها كمبيوتر مكبر فقط ، وذلك لقلة توافر المعلم المؤمن بجدواها ،أو لضعف في قدرته على التعامل معها أو الاستفادة منها.
إن استخدام الانترنت وتطبيقاته العامة والتخصصية يمكنه صناعة تعليم متميز في مدراسنا ومحيطنا المجتمعي ، كما يمكنه أحداث نقلة نوعية في تعلم الاطفال، والمراهقين ، وفئة الشباب؛ إذا ما تم تأهيل وتدريب الكوادر المرتبطة بعملية التعليم ابتداءً بالمعلمين، يليهم الإدارة المدرسية ومروراً بالأسرة، وانتهاءً بالمجتمع، ولتعجيل عملية التعلم ينبغي دعم تقنية المعلومات في التعليم من خلال تدريب المعلمين، وتقوية النهج التربوي المعاصر. كما ينبغي للاستفادة العملية من تطور التكنولوجيا ، والعمل على توظيف تطبيقاته الرقمية التي من شأنها النهوض بعملية التعليم والتعلم، وكذا رفع الوعي المجتمعي بأهميتها ودورها في تحفيز المتعلم واشراكه في عملية التعلم والخروج بحصيلة معرفية، ومهارية ، ووجدانية كبيرة.