هل يمكن فصل غزة عن مجريات الصراع في فلسطين ؟ بقلم:م. نهاد الخطيب
تاريخ النشر : 2018-11-14
هل يمكن فصل غزة عن مجريات الصراع في فلسطين ؟ بقلم:م. نهاد الخطيب


بسم الله الرحمن الرحيم

هل يمكن فصل غزة عن مجريات الصراع في فلسطين ؟
بقلم / المهندس نهاد الخطيب *                                          
                                يبدو السؤال صادماً ، ساذجاً وربما غبياً ، فصعوبة إجابته مثل صعوبة إجابة السؤال ، هل يمكن فصلنا عن  نحن ؟,
تفكير فريق السياسة الشرق أوسطية الأمريكي ليس بعيداُ عن هذه السذاجة ممزوجا معها  مقدار كبير جداُ من الخبث اليهودي المشهور ، فهم يعتقدون ويخططون ويعملون على ذلك ، أملين أن ينجح مخططهم بإخراج غزة أو على الأقل تحييدها مرحلياُ إزاء الصراع التاريخي  في فلسطين وعليها ، ولم لا فقد نجح مخططهم سابقاُ في الحالة المصرية  على يد اليهودي سيء الذكر هنري  كسينجر الذي ورغم  كونه تجاوز التسعين من عمره ، إلا أنه مازال ينفث سمومه في أذان  الفريق الحاكم في البيت الأبيض بما فيهم  الرئيس  ترمب.
                               إخراج غزة من حلبة الصراع ،كما يعتقدون ، سيقضى على فكرة الكيانية الفلسطينيية الى الأبد من حيث استفرادهم بالضفة والقدس وأما أمر فلسطينيي الشتات فهو سهل جداُ حيث يمكن الضغط على الدول  المضيفة لتوطينهم مقابل دفع تكاليف التوطين وحماية الأنظمة وهم على حق في ذلك  لو نجحوا في التفيذ ، ففلسطين  ككيان مستقل لن تقوم له قائمة بدون غزة بثقلها التاريخي والكفاحي  بمواطنيها ولاجئيها ،بعزيمة ووطنية أهلها.
                            ولكن هؤلاء الأعداء لا يفهمون حق الفهم تعقيدات الصراع في المنطقة وسياقاته الحضارية ولا يعرفون شيئاُ عن همة وعزيمة الشعب الفلسطيني وتشبثه  بأرضه ويعتقدون أن تحسين الظروف المعيشية في غزة كافي لأن يُنسي الفلسطينيون قراهم وبلداتهم التي يسكنها اليهود المحتلين الغزاة ، ولا يعرفون قداسة وخلود فلسطين في وجدان الفلسطينيين فهم أي الأمريكان تربو في مدرسة النخاسة الإنسانية باعتقادهم أن كل شيء  يُمكن شراؤه بالمال ،أوطان الشعوب وتاريخها وحضارتها ،وذكريات الناس وأحلامهم وكرامتهم ، فهم لم يجيؤوا الى العالم في  سياق حضاري رصين بل شعب من المهاجرين بلا اية قيم حضارية تاريخية معروفة ، ولا أريد الحديث عن أية قيم إنسانية أيضا فالتاريخ الأمريكي  يتحدث عن نفسه.
             ولكن على ماذا يتكئ الفلسطيني العادي  مطمئناً أنهم لن ينجحوا فيما يخططون له ؟.
الإجابة ببساطة هي  في الوطنية الفلسطينية الواعية و الراسخة والمتجذرة في كيان الفلسطينيين ووجدانهم وموضع إيمانهم   ، ومن خلفها  عروبة العرب وفلسطينيتهم ، وهم حتى الأن قد أدوا أدواراً عظيمة لصالح الفلسطينيين بأقصى حد تسمح به حالة الشرذمة القائمة حالياً في العالم العربي .
           ويستطيع القادة الفلسطينيون الإستثمار في رأس المال البشري الفلسطيني في غزة ، وهنا أقصد الحالة الوطنية في جميع مستوياتها ،جماهير ومؤسسات وأفراد ، وهنا مطلوب من القيادة الفلسطينية قليلاً من الجهد لتغيير استراتيجبة استعادة غزة الى الحظيرة الوطنية من خلال الإستهداف الإنتقائي  للعنصر المعادية للمشروع الوطني وهم أقلة ، وفي نفس الوقت تكريس كل الدعم الممكن للحالة الوطنية.
        وعلى صعيد الحاضنة الإقليمية ، يجب بذل الجهد الممكن للجم الأجزاء من الحاضنة الإقليمية التي لم تكتفي بالمتاجرة بأوطانها بل انتقلت للمتاجرة بأوطان الغير ، وذلك من مخاطبة شعوب الأنظمة المعادية وبشكل علني بخطورة ممارساتهم وتنفيذهم لأدوار مرسومة لهم من قِبل السيد الأمريكي والمعادية لنا .
                  
    يرحمكم الله                          
*ماجستير في الدبلوماسية والعلاقات الدولية
البريد الإلكتروني  [email protected]  .