رسالة إلى من يهمه الأمر بقلم : ابراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2018-11-14
رسالة إلى من يهمه الأمر بقلم : ابراهيم شواهنة


ورد في مقالة للعالم اللغوي نعوم تشومسكي بعنوان استراتيجيات التحكم في الشعوب ، وسوف أناقش إستراتيجة واحدة لا أكثر ، كونها تنطبق على حالتنا الفلسطينية في قطاع غزة ومفادها (إخلق المشكلة ثم وفر الحل) وتفسيرها بطريقة أوضح (المشكلة بردة الفعل والحل ).
لم أجد كيانا كالكيان الأسرائيلي بارعا في تلك الآستراتيجية وهي إفتعال الآزمات ، وترك الحكومات والأنظمة ..والشعوب ليبحثوا عن الحلول بأنفسهم ، فيما هي تقف كالمتفرج على ما يدور .
فقد أقدمت إسرائيل على إفتعال هجمة دموية في خان يونس ، إستدعت ردة الفعل من قبل المقاومة هناك ، وسرعان ما إتسعت دائرة الفعل وردة الفعل
فقطاع غزة يعاني من أزمة أقتصادية خانقة ، نتيجة الحصار المفروض عليه منذ عشرات السنين ، أزمة..أكلت أخضر ويابس المواطنين هناك .
وجاءت قطر إلى القطاع بأموالها ودولاراتها ، -بحسن نية أو بسوء نية- لحل أزمة القطاع الخانقة...لتجد حكومة حماس تغض الطرف عما يحدث ، من محادثات للتهدئة وحللت القضية الشائكة ، فالأوضاع في غزة لا تطاق ، فتردي الخدمات الأجتماعية ، مع وصول الآموال جعلت الناس في غزة يغضون الطرف عن حقوقهم الآجتماعية باعتبار ذلك الحل شر لا بد منه ..

فحين جاءت حادثة التسلل الآسرائيلية إلى خان يونس ، هلل المطبلون لحماس واتهموها بأنها باعت ارواح البشر في غزة مقابل (حفنة من الدولارات) ..
لكن المقاومة ، غيرت كل المفاهيم ، وأخرست وقطعت كل الألسن المتشدقة
بردها على الجريمة التي إرتكبتها إسرائيل بحق المقاومين .
لتندلع الحرب وتنشأ أزمة ، تحدثنا عنها في أول المقال .والسؤال الذي يلقي بظلاله :
ماذا ستفعل إسرائيل بقطاع غزة..هل بمقدورها فعل أكثر ما فعلته في الحروب السابقة .
فلا معنى للتباكي ، على غزة من هنا وهناك ،فقد أثبت شعبنا بأنه الشعب الحر الوحيد ، والبقية أسرى وعبيد للاستعمار والكيان الصهيوني ، وما تقدمه اليوم بعض الدول العربية لآسرائيل ، لم يقدمه بلفور ولا هرتسل ..
نعم وحدنا نحن الأحرار والبقية أسير خيانته ، خيانة لدينه ولعروبته .
فالسفسطائيون من الأعراب ، عليهم لجم ألسنتهم ، والكف عن الثرثرة ، وفلسطين والفلسطينيين قادرين على مداوة جراحهم .
نعم بالفعل إندلعت الحرب وتبادلت الصواريخ والقصف بين إسرائيل والمقاومة ، والذي أثبتت بالفعل أنها تقدم نقلة نوعية في تعاملها مع المعتدين
حتى أنها بالفعل صارت رقما صعبا ،وبدل أن نقول أن الكف لا تلاطم المخرز ، جاز لنا اليوم ، أن نقول أن الكف التي كانت تدمى أصبحت تدمي
وعلى الرغم من إنحياز ونفاق العديد من دول العالم ، وعلى رأسها الولايات المتحدة ، وبعض العرب ، إلا أن هناك ما يدعو للتفاؤل ، وهو وقوف محور المقاومة بمفهومة الآوسع والاعم والاشمل مع المقاومة في غزة .
واللافت للنظر ، تصريحات قادة المقاومة في غزة ، بأنهم سيوسعون دائرة الرد ، كلما تمادت إسرائيل في ردها على عملية خان يونس وفشلها في تحيقيق أهدافها وفضح المقاومة لما كان مخفيا عن الرأي العام الآسرائيلي ، سواء كانت حادثة ما يسمى (بكمين العلم ) والباص المليىء بالجنود .
في نفس الوقت نجد المقاومة ، تحدد جدول وتضع جدول الآعمال في العدوان الآخير على القطاع . فيما يصرح قادة الجيش الأسرائيلي بأن الردع قد تآكل مع مرور السنين وتعاظم قوة المقاومة في غزة .ولم تعد إسرائيل تمتلك إستراتيجة الحروب الخاطفة ، والجراحات التجميلية ، في حروبها السابقة .
إسرائيل عاجزة عن اتخاذ القرار ، افتعلت الآزمة ولم تجد الحل ، لا في غزة ولا في عواصم أخرى ...اسرائيل عاجزة فقبلت بقرار وقف الحرب ووألقت بالكرة في ملعب جيشها الذي لا يقهر ، ليفعل ما تقتضيه المصلحة العليا الأسرائيلية ...
تلك رسالة لمن يهمه الآمر ليعي أن الفلسطينيين ، قادرون على مسك زمام الآمور ، والتصرف بحكمة وعقلانية إزاء كل أزمة تفتعلها إسرائيل .