كلام في سرك! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-11-14
كلام في سرك! - ميسون كحيل


كلام في سرك!

جرائم إسرائيل مستمرة فهي دولة خارجة عن القانون و تواصل همجيتها المعهودة والمعروفة باستخدام متقن لآلة الحرب خاصتها من عدوان وعمليات قتل و تدمير دون حسيب أو قريب.

 والعدوان الأخير لا أجده مشابهاً لأي عدوان سبقه من التنسيق الميداني دون اتفاق، ورسائل من طرف لآخر دون اجتماع، وحالة من الضبط العسكري للطرفين من إعلان إسرائيلي لعملية القصف، وتحذير الساكنين والعاملين في المباني المستهدفة للخروج منها قبل قصفها! وتكتيك هجومي من الطرف الآخر وأسلوب الاستهداف حيث كان واضحاً بأن استهداف الحافلة الإسرائيلية اختار توقيتاً محدداً، وبعد نزول أفراد الجيش الإسرائيلي منها! والإشارة هنا واضحة سواء من الطرف الإسرائيلي أو الطرف الفصائلي، وحسابات كل طرف من عدم التصعيد ومنح الطاولة فرصة قوية إذ أن الأمر والظروف والمعطيات في هذا العدوان مختلفة تماماً عما سبقه من حروب. وبالنظر إلى النشاط السياسي لمصر الذي سبق هذا العدوان والدعم المالي أيضاً الذي قامت به قطر، والحراك الدبلوماسي العربي والدولي المعلن وغير المعلن إضافة للنية المبيتة للولايات المتحدة الأمريكية في مشروعها التصفوي وتسويق ما تسمى صفقة القرن؛ فإن ما جري ما قبل العدوان له أحداث وتطورات ما بعده، وفي حسابات متقنة واستغلال لتمرير وتنفيذ أكبر قدر ممكن من بنود صفقة القرن على مستوى الجغرافيا السياسية التي تشمل تثبيتاً للانقسام وتمهيداً للانفصال!

وكنت قد حذرت في المقال السابق من خلال كلام في سرك، وفي عبارة مفادها "إن أشهر عمليات السلام تلك التي تأتي بعد الحروب أو التصعيد العسكري" لإدراك معين بأن هذا العدوان الأخير مدته قصيرة جداً، وسيمنح قوة سياسية فقط لكافة الأطراف المعنية، ومصلحة في تمرير بعض السياسات و الاتفاقات مع زيادة في بعض البنود المختلف عليها سابقاً. ومع اعتزازنا كفلسطينيين بأي صمود، و مواجهة وتحدي لأي عدوان إسرائيلي غاشم، و فخرنا بتضحيات شهدائنا وصبر شعبنا علينا أيضاً أن ندرك بأن عدونا لا يريد أن نكون موحدين، وأن نتصدى سوياً للمؤامرة الكبرى التي اسمها صفقة القرن المشبوهة والمرفوضة والتي تستهدف قضيتنا الفلسطينية، وحقوقنا المشروعة من عاصمة وحدود ولاجئين، ومن خلال الاستفراد البشري والجغرافي والسياسي الفلسطيني وقطع الطريق على الطموح الفلسطيني وتمزيق شامل لعملية التواصل. 
علينا الحذر مما يحاك من تعظيم للمقاومة، والرغبة في عقد الاتفاقيات المجزئة والمفردة وتقسيم لأدوات العمل السياسي الفلسطيني، واستغلال الخلاف الفلسطيني الفلسطيني، وإغراء بعض الأطراف بمكتسبات ليست سوى مدخل لعزل الشعب عن بعضه، وعزل رأس القضية عن جسدها، فنحن بحاجة الآن وأكثر من أي وقت مضى للتكاتف والوحدة والشراكة قبل أن ندرك ونستوعب بأن هذا العدوان الأخير له أسبابه التي كنت قد أشرت إليها في أيام سابقة من خلال "كلام في سرك".

كاتم الصوت : " قد " يظهر اتفاقات على بنود جديدة !
كلام في سرك : " كلام في سرك السابق "...نفس الكلام !