ماذا بوسع الأشواق أن تفعل ؟؟ بقلم : ابراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2018-11-13
ماذا بوسع الأشواق أن تفعل ؟؟ بقلم : ابراهيم شواهنة


لعبت بعقلي وأنا أقطع الشارع ، بين بيتي ومكان عملي : لمن هذا القلب الدافىء في صدري ؟ أليس هو لي ، كما لكل حي قلب يتصرف به على هواه؟ ألست حرا في أن أسخط هذا القلب الذي يلفت القلوب حتى أمسى وجودي سببا في وجوده ؟ ألست بكامل حريتي في أن أمنحه لمن أحب ؟؟
في المساء وبعد أن أرجع من عملي ، أحب كعادتي أن أقرع هذا القلب باللوم ، حين لا يسمع أوامري ويسير على هواه ...فلا يرحمني من عذابه لي ..كلكم لكم قلوب مثلي ، وإلا كيف أنتم أحياء ترزقون ؟؟.
تمنيت أن أبعثره تحت أقدامي وأدوسه وألقيه في تنكة صدئة..ليبقى يتكتك حتى ينتهي .أتمنى لو كان الحب شيئا ملموسا محسوسا ،لأعميت هذا القلب من الضرب ، سيرتجف حتما حتى ركبتاه وينكمش مختبئا في زاوية .ثم ألفظه على الأرض لينزوي بين قدماي خائفا صاغرا .أن قلت له قف ..جمد من الخوف وأن أمرته بالتحليق ، غاب عن الحياة وأنا ممسكا زمامه
مستلقيا بين جناحيه .. أنا أنتظر... وأسألكم من رأي قلبي اللعين ، حين غادرني وغدرني ، وأنا لا أتحمل الأنتظار ....
ذهب إليها ولم يعد بعد .. (خرج ولم يعد )..سألبس طاقية الخفاء ..وأتبع أخباره ، ...سأركب أفخم السيارات وأطوف مدن الدنيا ...سأمسك بأطراف أصابعي ...عشرة دنانير وألقيها للسائق دون أن ألتفت له ..مستخفا بقلبي
الذي سأريه هذا الأستخاف كل مرة يحب بها .سأختار بدلة .. وردية اللون ، ربما حمراء ، ربما سوداء ، خضراء.
لا يهم ، بدلة تنسجم مع معطفي الشتائي...الله كم تضايقني رائحة النقود
تنهش يدي وذاكرتي ..ويسعدني منظرها ، ومن منكم لا تسعده النقود ..؟؟
سيضحك من بلاهتي السائق ، حين يسألني إلى أين أنتَ ذاهب يا أستاذ؟؟
وأرد عليه وأن أسند رأسي إلى مقعد السيارة ..وأضع رجل على رجل ..في رحلة .. البحث عن قلبي ...!
يصفر وجه السائق .. ويضحك في سره .. ويعتقد جازما أنك مجنون قد خرج من مشفى الأمراض العقلية ..
عاد يسألني : أسم الكريم ؟؟
أعجبتني صفة الكريم لأسمي :
إبراهيم الكريم ..كما أعجبني ضحكته المتوارية تحت شواربه الكثة ..حين سمع إسمي ...نظر بذعر ..تهيب خوف استغراب ثم خضوع ..وبحركة لا شعوريه مددت يدي وصافحته .
تخرج في جولة للبحث عن قلبك .الهارب ؟؟..
وخطرت لي فكرة العودة .. من حيث أتيت ، حين وجدت السائق يستهزأ بي
وأترك قلبي المعتوه .. يتضور من الجوع في الشوارع ، فيما لا يجد من يأويه ، سيعود مرغما وصاغرا .. وكسيرا وذليلا ..إنه كائن ..حي ملفوظ
إحذروه ..أحيانا .. يكون جبانا وأحيانا متهورا ..فهو لا يجرؤ على الوقوف في طريق غاياتي ..نعم أغضبته قسوت عليه .. ففر من صدري ينشد حريته ..تدخل في أموري فخاصمته ...نعم أنا خاصمت قلبي لآنه أحبك
ولم يهتم بشؤوني ..فمن ينجو يا ترى من رذيلة البكاء ؟؟ ..لم ينجو أحدا من الحب من قبل ..إن الأصل في الأشياء موجع، مؤلم ..
أيتها الملتفة حول دوائر الأمس وماض الذكريات..متطلعة إلى الآتي
من حبر أشواقي ولكنة الحنين. أبشرك اليوم أنني تخليت عن قلبي
أما أزحت القناع عن وجهك السرمدي ؟ ..أصلك ها هنا باق وفرعك
كما جريدة قشرتها نار المساء .
أراكِ ولا أراكِ ...وترفضني كل الحكايات ، أما آن الآوان كي تغفرك كل الخطايا ..ولماذا يعبر وجهك في سرابي يأتيني موتي جميلا..كما جرحك ..
حربين خاسرتين وثالثة..لم تنطفأ بعد ..تشعلينها بنار الغياب وحطب العناد ، تأتين أو لا تأتين .. صرت بلا قلب حين هجرني ذاك اللعين
حربين لا أحب أوسمتها ..ولا نياشينها المزركشة ، كل شيىئ بيننا ذهب أدراج الرياح ، وأنا أهتز كنخلة في مهبا ..فحبي لك كان أعرج ..كسير الجناح ..لا يقدر على التحليق والطيران ..بينما نبقى أنا وأنتِ نبحث عن بدائل ليستقيم هذا الحب ، غارقون في وهم الكمال .نفترش الحيرة ونقتات على الضياع.
ماذا بوسع الأشواق وهي المعدة سلفا في أحشاء الروح لغاية الفتك ..أن تفعل ..أن تقول لشاعر ..إكمل القصيدة ولكاتب أكمل الحكاية ..
ماذا بوسع البحر ، حين يبتلع امواجه على مضض ؟ ..أين نموقع هذا الحب المعقد ، من دون أن ينقرض ؟؟ ..ماذا تريدين مني أن أفعل ، وأنا المدان سلفا ..؟؟.
أن نصر على إجابة لكل هذه ا؟لأسئلة ..فهذا عنوان الخراب ...!!