بطولتنا في الميزان بقلم : حمدي فراج
تاريخ النشر : 2018-11-12
بطولتنا في الميزان بقلم : حمدي فراج


بطولتنا في الميزان 12-11-2018
بقلم : حمدي فراج
ما الذي يحدث عند الهامش المباشر للجريمة الصهيونية التي ارتكبت في مدينة خانيونس وفي القلب منها وحدة لكتائب عز الدين القسام ، على يد "وحدة خاصة" في سيارة مدنية ، فتخلف وراءها ستة شهداء بينهم قائد قسامي ، تتالى التصريحات ان الوحدة جاءت لاختطافه او تصفيته .
جميع القيادات الفلسطينية ، وبالتحديد الناطقين باسم الفصائل ، أشادوا ببطولة المقاومين ، وبالتحديد تيقظهم وحرصهم وتصديهم للوحدة المغيرة ، وافشال مهمتها ، التي لم تنجح فقط في الوصول الى هدفها المنشود "نور الدين بركة" – الاكرم منا جميعا - ، بل في اغتياله ومعه خمسة من رفاقه .
صحيح انه تم قتل احد افراد الوحدة التي لم نعرف بعد عددهم ، ولكن اذا ما جاءوا في سيارة محلية واحدة ، فإن العدد لن يتجاوز الخمسة او السبعة في أكثر الحالات ، فكيف نجح البقية في أخذه من ميدان المعركة ، الا اذا كانت عملية الاشتباك قد تمت وهم في داخل السيارة ، فقتل في مقعده ، لماذا اذن لم يتم عطب السيارة في عجلاتها مثلا لمنع هروبها على طول ثلاث كيلومترات في شارع يتيم .
جميع المحللين الفلسطينيين بمن فيهم "خبراء" الشأن الاسرائيلي ، اعادوا ما ذكر على لسان اول محلل او معلق ، من انها وحدة خاصة ، اي بملابس مدنية تمويهية ، لاختطاف او اغتيال القائد بركة ، معظمهم غرد كالببغاء ، لم يذهب اي واحد منهم الى سيناريو آخر ، كما ذهب محللون اسرائيليون يحللون من خلال الفهم الاعمق المستند الى التجربة الطويلة في مثل هذه العمليات ، قول أحدهم ان مهمة الوحدة مهمة استخبارية ليست للخطف ولا للاغتيال ، وذهب آخر ابعد قليلا حين توقع ان تكون المهمة زرع اجهزة تنصت او ما يشابهها ، تسليم اشياء مثلا ، او تسلم اشياء من اشخاص او من خلال نقاط ميتة ، وتستطيع تسمية عشرات الاحتمالات التي تخطر ولا تخطر على بال أحد .
إن هذا يجب ان يدفع المسؤولين السياسيين والعسكريين ، في كتائب القسام وغيرها من الذين يعملون في الشأن النضالي تغيير الكثير مما هم عليه اليوم ومما افرزته وستفرزه هذه العملية النوعية ، وحدة متنكرة في سيارة محلية ، تم كشفها ، فقتلت ستة من الاهالي او المقاتلين ، فإذا لم يقم بقية المقاتلين وهم بالمئات او أكثر في خانيونس ، قسام وسرايا وابو مصطفى والاحرار ... الخ ، بقتلهم ، سيقوم الاهالي وهم بعشرات الالاف بمحاصرتهم واعتقالهم ، وقد يكون اعتقالهم أفضل من قتلهم للزوم عمليات التبادل . أما وأن هذا لم يحصل ، حتى قتيلهم الوحيد نجحوا في إخلائه من حارتنا ، فهناك مبالغة في بطولتنا ، أما وان بطولتنا الميدانية في الميزان ، فلا يجب ان تنتقل الى بطولتنا في التحليل فتنطلي علينا قصة انهم جاءوا للخطف او للقتل او اي شيء آخر يتقولونه .