" نبي هدوء" ولم يكمل العبارة!- ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-11-10
" نبي هدوء" ولم يكمل العبارة!- ميسون كحيل


" نبي هدوء" ولم يكمل العبارة!

لم اتوقع يوماً أن تقوم بعض الشخصيات العربية للعمل مع الصهاينة وتنفيذ رغباتهم وأجنداتهم؛ ولولا الخجل لعملت بطريقة أكثر وحشية، ومارست نفس الممارسات التي مارستها في سوريا والعراق واليمن وليبيا وغيرهم من الدول العربية! وهذه الشخصيات تتسابق بشراسة فيما بينها للوصول إلى خط الرضى الأمريكي الصهيوني، وتحقيق مجمل المطالب الإسرائيلية بما فيها الهدوء المزعوم! فلا أحد يريد الحرب أو الدمار، ولا أحد يتمنى استمرار الحصار، وفي نفس الوقت لا أحد يريد أن يدفع ثمناً باهظاً يتعلق بالكرامة الفلسطينية والحق الفلسطيني من أجل حفنة دولارات! خاصة وأن الكل الفلسطيني يعلم أن الهدوء مطلب إسرائيلي ليس خوفاً أو رعباً إنما لتوفير أرض خصبة لاستمرار الانقسام، وإيجاد السبل المساعدة للانفصال، ومنح قوة لتنفيذ ما تسمى صفقة القرن! إذن نحن في ورطة ما بين الشرعية الفلسطينية وانعدامها، ومنظمة التحرير الفلسطينية وبدائلها، والمشروع الوطني الفلسطيني وإذابته وتحويل الانقسام إلى انفصال في قالب يحمل ادعاءات إنسانية وإنهاء الحصار. وقد أصاب العديد من الناس حالة من الاستغراب بسبب الموقف الرسمي الفلسطيني من المندوب الإسرائيلي الذي يحمل صفة سفير عربي يعمل على تمرير بعض بنود صفقة القرن أو ما يساعد على تنفيذها، وبتعجب آخر أن الدول المختلفة مع بعضها اتفقت على الفلسطينيين تحت حجج الرغبة في إنهاء الحصار ونشر الهدوء على الحدود ما بين الفلسطينيين والإسرائيليين؛ رغم التأكيد من قبلهم على دعم توجهات الولايات المتحدة الأمريكية فيما أعلنت عنه من صفقة القرن! ففي تصريح صريح لرئيس عربي في لقاءه مع ترامب أعلن الدعم الكامل لحل قضية القرن ويقصد القضية الفلسطينية في صفقة القرن!

أما يطلق عليه اسم العمادي فهو يريد هدوء هذا ما قاله لأحد قياديي حركة حماس ثمناً لما حملته حقائب الدعم والمساندة واستمرار الانقسام كخطوة أولى للدعم المقبل من أجل الانفصال! وفي تكتيك تنفيذي على الأرض للخطوات المقبلة التي ستساهم في إفراغ القضية الفلسطينية من محتواها! لا أدري إن استطعنا انتقاد "الأشقاء العرب" مما يفعلون إذا كان هناك ومَن هم من جلدتنا الفلسطينية موافقون! فهذه هي أكبر المبررات التي يستخدمونها؛ في عبارة ما يقبله الفلسطينيون نقبل به، وفي حجة أكبر من ذنب وهدف لا يقبله كلب! لذا على الفلسطينيين أن يدركوا ما يخطط لهم، وأن ما يحدث من دعم أو تمرير للأموال أو تحقيق للمطالب الإسرائيلية بصبغة الهدوء، وإنهاء الحصار ما هو إلا إنهاء كامل للقضية الفلسطينية، وتحويلها إلى قضية إنسانية، وكأن الصهاينة ومَن يتبعهم ويعمل عندهم يهتمون للشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة!

يا ناس يا شعب ..إن الهدوء المزعوم مطلب إسرائيلي، و دخول الأموال ما كان له أن يمر إلا بموافقة إسرائيلية، وتنفيذ الخطوات القادمة لا يتم إلا بالتنسيق مع الإسرائيليين، و تمرير الجهد القطري يتناغم مع نتنياهو وفريقه؛ فلا تأخذكم العزة بالإثم، ولا تضعوا أقنعة على وجوهكم، فإن وراء الأكمة ما وراءها، فاحذروا، ولا نملك إلا قلم يحذر وينبه وإن كنتم صامتين! وغيركم ليس من الصادقين؛ فلهم مصالحهم وأهدافهم وأجنداتهم لا يهمهم ذمة ولا ضمير، ولا حق رغم أنكم أنتم فقط على الدين ظاهرين لعدوهم قاهرين، لا يضرهم من خالفهم. أما هم فثوب الدين والإنسانية ما هو إلا ثوب تمويه، فلم يكمل القائل المدعو العمادي العبارة بأن إسرائيل ومن أجل الانقسام والانفصال والتمهيد لصفقة القرن مررت فكرة الهدوء بحرص إنساني لا تعرفه الصهيونية وتوسل قطري للوصول لمبتغاها وأهدافها والدليل نبي هدوء!

كاتم الصوت: خطوات على شكل اختبار لتحقيق الانفصال!

كلام في سرك: الرئيس وافق على مضض لعلها فرصة يقتنصها الآخرون ! ولن يفعلوا! فمن امتلك بئراً من الذهب لا ينظر لأحد!

ملاحظة: هل عادوا إلى رشدهم ؟ رغم ذلك فالمقاطعة لا تكفي!