اخطار يمكن تفاديها بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-11-08
اخطار يمكن تفاديها  بقلم:خالد صادق


أخـطـار يـمـكـن تـفـاديـهـا
خالد صادق

الفشل الذي يلاحق الجيش النازي الصهيوني وأجهزة امن الاحتلال في الوصول إلى الفلسطيني البطل اشرف نعالوه منفذ عملية بركان البطولية التي أدت لمقتل مستوطنين وإصابة آخر بجراح خطيرة في السابع من تشرين أول أكتوبر الماضي, هذا الفشل الذريع أحرج الاحتلال أمام الإسرائيليين وجعله يتخبط ويظهر بمظهر العاجز والضعيف قليل الحيلة, وكلما أعلن الاحتلال عن الوصول إلى المكان الذي يتحصن فيه اشرف يصاب بخيبة أمل, ويعود خالي الوفاض, ولا يجد أمامه إلا أسرة أشرف لينتقم منها, ويمارس أساليبه القمعية النازية ضدها, فيقوم باقتحام منزلها والاعتداء على أسرة اشرف واستهداف حتى شقيقاته اللواتي لم يسلمن من الاعتقال.

بالأمس تحدثت مصادر في عائلة نعالوه ان محكمة الاحتلال العسكرية مددت اعتقال امجد نعالوه شقيق اشرف, وقررت نقل محاكمة وليد نعالوه والد اشرف, ووفاء مهداوي والدته, وشقيقته فيروز ومحمد خرسه ابن خالة اشرف إلى المحكمة العسكرية في الجلمة بدلا من محكمة سالم العسكرية والتي كانت مقررة اليوم الخميس, وبالأمس قام الاحتلال باعتلاء سطح منزل أشرف وإلقاء قنابل الغاز المسيل للدموع داخله, واتخذ قرارا بهدم المنزل فقام بمحاصرة ضاحية شويكة بطولكرم ومنع المواطنين من الوصول إلى المنزل والتضامن مع الأسرة وحمايتها من بطش الاحتلال, ويبدو ان إخفاق الاحتلال المستمر في اعتقال اشرف يزيد من شراسته وقمعه لأسرته, فجيش الاحتلال الذي يصف نفسه زورا وبهتانا بالأكثر أخلاقية على مستوى العالم, يمارس أبشع صور الإجرام ضد مدنيين فلسطينيين لا حول لهم ولا قوة ويمارس سياسة العقاب الجماعي بأبشع صورها.

حالة القلق والخوف التي تنتاب الاحتلال لا تتوقف عند الإخفاق المستمر في الوصول إلى البطل اشرف نعالوه واعتقاله, إنما يعتبره الاحتلال قنبلة موقوتة حسب ما وصفوه, حيث انه يحمل سلاحا اوتوماتيكيا ولا يعرف مكان وجوده, وهذا يسبب قلقا كبيرا لهذا الجيش, والأجهزة الأمنية الصهيونية حتى يتم اعتقال البطل اشرف لا سمح الله, ويدفع الإسرائيليين للخوف والرعب من ان يباغتهم في أي لحظة, لذلك سيبقى جيشهم وأجهزتهم الأمنية عرضة للانتقاد وتحت مقصلة الإسرائيليين, وسيحاسبونهم على هذا الإخفاق في كل لحظة, فالإسرائيلي لا يستطيع ان يتعايش تحت أي تهديد, وهو اجبن من ان يتحمل ذلك, والجبهة الداخلية الإسرائيلية متصدعة أصلا, وغير قابلة لأي مبررات تحاول الحكومة الصهيونية تسويقها عليهم, وهذه الضغوطات دائما ما تنعكس على تعامل الجيش الصهيوني المجرم مع الفلسطينيين, حيث تمارس كل أشكال القمع والقتل لإرضاء الجمهور الإسرائيلي, واستعادة ثقتهم بجيشهم, فالإسرائيلي دائما يبحث عن الصورة واللقطة التي يحاول ان يسوقها على جمهوره ليستعيد الثقة المفقودة.

تجربة البطل اشرف نعالوة وهى بالتأكيد ليست التجربة الأولى تثبت ان الفلسطيني قادر على مواجهة الاحتلال ومقاومته وإيقاع الخسائر في صفوفه والاختفاء عن الأنظار, فالاحتلال يعتمد في ملاحقته للفلسطينيين المطلوبين له على أمرين رئيسيين التنسيق الأمني, والعملاء الذين يزرعهم بين بني شعبنا, وهو أيضا يستخدم أساليب تكنولوجية حديثة في تعقب «المطلوبين», وأجهزته الأمنية تستنفر عناصرها للوصول إليهم, إلا أن العاملان الخطران دائما في ملاحقة «المطلوبين» هما التنسيق الأمني والعملاء, وهذا يتطلب قدرا عاليا من الحيطة الحذر ومسؤولية عالية من السلطة لوقف شامل للتنسيق الأمني, وملاحقة العملاء ومعاقبتهم على جرائم التعقب للمقاومين الفلسطينيين وتقديم معلومات عنهم لصالح الاحتلال, ويتطلب حماية المدن والمخيمات التي تخضع للسيطرة الأمنية الفلسطينية من عمليات التوغل والتسلل الصهيونية لداخلها, أو اقتحام قوات المستعربين التي تتنكر بالزى العربي للمدن والمخيمات الفلسطينية, وهذا ليس صعبا أو مستحيلا لو بذلت السلطة والأجهزة الأمنية جهدا لمنع ذلك, فحماية أبناء شعبنا من الاحتلال واجب وطني يجب ان يقوم به الجميع والسلطة عليها الواجب الأكبر لأنها مكلفة بحماية أهلنا في الضفة المحتلة من بطش الاحتلال.