کدأب الانظمة الديکتاتورية بقلم:محمد رحيم
تاريخ النشر : 2018-11-08
محمد رحيم
مع دخول الحزمة الثانية من العقوبات الامريکية المفروضة على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية حيز التنفيذ، لجأ هذا النظام کدأب أي نظام ديکتاتوري إستبدادي قمعي آخر، الى اللجوء للمسرحيات الاستعراضية من أجل الإيحاء بوقوف الشعب الى جانب النظام وإستعداده للدفاع عنه حتى آخر قطرة دم کما تزعم هذه الانظمة، ولکن وفي أحايين کثيرة ينقلب السحر على الساحر وتجري الرياح بما لاتشتهي السفن تماما کما حدث يوم الرابع من نوفمبر/تشرين الثاني الجاري في إيران عندما قام النظام بإخراج طلاب المدارس الشوارع للإيحاء بأن الشعب يقف الى جانبهم.
حشود الطلاب التي أخرجها النظام تحت الضغط والاکراه، أکدوا في مقامطع فيديو أرسلوها بأنه قد تم جلبهم قسرا لهذه المراسيم الصورية الشکلية وهم كانوا يطلقون شعار الموت لخامنئي والموت للبسيجي. وکما هو معروف ومتوقع، فقد دب الذعر في اوساط النظام ولذلك فقد قاموا بإرسال القناصين الى فوق البنايات والعمارات وقوات قمعية لحرس مکافحة الشغب للإنتشار في الشوارع تحسبا من أية تداعيات غير منتظرة کما حدث في شوارع فرديس بمدينة كرج خوفا من اندلاع أي انتفاضة واحتجاج وسط إجبار طلاب المدارس على الخروج في الشوارع.
الحقيقة التي يسعى النظام الايراني الى إخفائها والتستر عليها هي إن الشعب لايعتبر مايجري من مواجهة بين النظام والولايات المتحدة الامريکية على إنه أمر يعنيه، ذلك إنه يقع ضمن نتائج وتداعيات السياسات غير الحکيمة للنظام والتي طالما تعرضت للإنتقاد من جانب دول المنطقة والعالم خصوصا من حيث المراهنة على الحصول على أسلحة الدمار الشامل وقمع الشعب والتدخل في بلدان المنطقة، وإن النظام يدفع اليوم ثمن هذا النهج.
عدم وقوف الشعب الى جانب النظام ورفضه لنهجه من مختلف النواحي، أکده خلال ويٶکده على الدوام خلال نشاطاته وتحرکاته الاحتجاجية، وقد عبرت السيدة مريم رجوي من خلال تغريدة لها عبر تويتر عن هذه القضية عندما قالت:" إن عهد المساومة والمماشاة الأمريكية مع نظام الملالي على حساب الشعب والمقاومة الإيرانية قد ولى، وبأنه على الملالي أن يتوقعوا المزيد من الأزمات في نظامهم وانتفاضات الشعب الإيراني، وأضافت الكلام الأخير للشعب الإيراني والشباب المنتفضين وهم يقولون إن عدونا هنا."، فعدو الشعب هو النظام الذي أوصله الى هذه الاوضاع البائسة حيث الفقر والبطالة والجوع والادمان والظروف الاخرى السيئة، وإن الشعب يريد إسقاط النظام وهذا هو مطلبه الذي لايمکن أبدا أن يحيد عنه.