قتل بحجة الطعن بقلم:خالد صادق
تاريخ النشر : 2018-11-08
قتل بحجة الطعن بقلم:خالد صادق


قتل بحجة الطعن
خالد صادق

لا يكاد يمر يوم دون ان نسمع عن إطلاق نار على مواطن فلسطيني بحجة محاولته تنفيذ عملية طعن ضد جندي أو مستوطن صهيوني, فهذه أسهل وسيلة للاحتلال الصهيوني لتبرير جرائمه بحق الفلسطينيين, فقبل أيام قليلة قتل الجيش الصهيوني ثلاثة أطفال في المنطقة الحدودية شرق غزة بحجة محاولتهم زرع عبوات ناسفة, واتضح فيما بعد أنهم كانوا ينصبون الشباك لاصطياد العصافير, وبالأمس فقط أعلن الجيش الصهيوني انه استهدف فتاة فلسطينية قرب العيزرية بزعم محاولتها تنفيذ عملية طعن ضد الجنود الصهاينة أو قطعان المستوطنين, وأنها كانت تحمل سكينا في حقيبتها وأطلقوا عليها النيران وهى داخل مطعم, أي أنها لم تكن في حالة هجوم واستعداد لطعن أحد, لكنه الاشتباه الذي يؤدي إلى القتل وفق المنطق النازي الصهيوني, وأول أمس أطلق الاحتلال النار على فلسطيني في الخليل بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن بالقرب من مستوطنة «كريات أربع»، اتضح فيما بعد انه يعاني «اضطرابات نفسية», كما اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي الخميس الماضي فتى فلسطينيًا يبلغ من العمر (14 عاماً)، بزعم محاولة تنفيذه عملية طعن عند أحد مداخل الحرم الإبراهيمي في مدينة الخليل، وأمس الأول أعلن الاحتلال حالة الاستنفار القصوى في مستوطنة «أفرات» جنوب بيت لحم للاشتباه بتسلل فلسطينيين داخل المستوطنة .
الرعب الذي يعيشه الاحتلال الصهيوني يجعله يعيش حالة فزع وخوف شديدين, ولا يحتمل ان يرى فلسطيني دون ان يشك انه يحمل سكينا أو جاء لقتله, لذلك يسارع إلى إطلاق النار لمجرد الشبهة بأوامر من قادته وحكومته النازية, حتى أصبحنا نستقبل كل يوم شهيداً جديداً بحجة أنه كان ينوي تنفيذ عملية طعن, وهذه الحالة تثبت مدى ضعف ووهن وارتباك هذا الجيش النازي, وتؤكد ان اللص السارق يعيش دائما حالة قلق وخوف طالما ان صاحب الحق يناضل من اجل استرداد حقه, وفي النهاية لن يصمد ذاك السارق اللص طويلا أمام قوة الحق وصلابة المدافعين عنه, ونحن على يقين ان «إسرائيل» بكل جبروتها وقوتها إلى زوال, وان النصر آت لا محالة, لأن هذا قدر الله عز وجل ومشيئته, ومهما أفرط الاحتلال في استخدام القوة, وقتل الفلسطينيين لمجرد الشبهة, وتجبر في الأرض, واستجلب الحماية الأمريكية والغربية والدولية, وتقارب مع الدول العربية وأقام معها العلاقات المتينة والقوية, فإن كل هذا لن يغير الحقيقة في شيء, فإسرائيل إلى زوال لا محالة, والشعب الفلسطيني صاحب الحق سيبقى يقاوم إلى أن ينتصر.
أمام مسلسل القتل والاستهداف الذي لا ينتهي, يجب ان يكون للفلسطينيين موقف على المستوى الرسمي, والفصائلي, والشعبي, حتى يتوقف مسلسل القتل الصهيوني للمدنيين الفلسطينيين العزل, فعلى المستوى الرسمي لا نجد من السلطة إلا صمتاً مريباً يبعث القلق في النفوس, فهي أذن من طين وأذن من عجين, وكأن الأمر لا يعنيها من قريب أو بعيد, حتى أنها لا تواجه هذه السياسية الإجرامية الصهيونية المبرمجة إعلاميا, وتتعامل مع أخبار الشهداء كأرقام فقط دون ان تحتج على سياسة القتل الصهيونية في المحافل الدولية, أو على الأقل تترك الشعب الفلسطيني يدافع عن نفسه, أما الفصائل الفلسطينية فيجب ان تحذر الاحتلال من الاستمرار في سياسة القتل الممنهج ضد الفلسطينيين بداعي الشبهة, وان تقوم بدورها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني, وان تفعل من دورها النضالي في الضفة المحتلة للرد على جرائم الاحتلال, وبخصوص أهلنا في الضفة والقدس الذين يتعرضون للقتل الممنهج كل يوم بداعي الشبهة, فعليهم ألا يقفوا صامتين أمام جرائم الاحتلال, عليهم ان يخرجوا إلى مناطق التماس للاشتباك مع العدو المجرم الذي يقتل أبناءنا ونساءنا على هذه الحواجز عليه ان يفجر انتفاضة عارمة في وجه الكيان, فأشد ما يخشاه الاحتلال ويعمل له ألف حساب هو انفجار الشارع الفلسطيني في الضفة والقدس, وأنتم يا أهلنا وشعبنا عليكم واجب الدفاع عن أنفسكم وأبنائكم وردع هذا الكيان المجرم, وأنتم قادرون على ذلك ولن تعدموا الوسيلة أبدا, فلا تستسلموا للواقع المر الذي تعيشونه ولعنة التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال الصهيوني, تمردوا على كل شيء وفجروا انتفاضتكم في وجه الاحتلال, فما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا.