رسائل بقلم: ديما ناصر
تاريخ النشر : 2018-11-07
رسائل بقلم: ديما ناصر


رسائل

بقلم: ديما ناصر

الذكريات
أراها
في يديك
تقلّبان طقطقة الموقد
في
ندبة صوتك
تتّسع لكلّ من رحلوا
في
صمتك
هوّة تضيء المعنى
لا عين
لها رائحة قنديل
عداها
هي رغم سنيّ القهر
لمّا رأت
غمرت بالوجد
ساكنيها...
ومضيت
كندف ثلج عابر من شتاء ما قريب
كعطر امرأة، نسيت شكل ابتسامتها وبقيت الرائحة شرارة من ذكرى ما
كآخر الغروب يتمدد في سحابة، في ظلّك، في وجهك تمحوه العتمة..
ومضيت
لكأنّ الأمس يذوب في هشاشة صمتك
لكأن الصمت مسافة المنفى
تقطعها لتحيا
يا أيّها الشعر
صر له جناحاً
مرّة يحمل المدى
مرّة للزغب الطالع سقف
وتدور الأسئلة
في الحب
كما الشعر
من ذا يرفع سقفاً؟
والكلمات
أسراب يمام
يطلقها شاعر جعل من السماء
أوّل صفحات
القصيدة
العتمة منه
في أعماقه
تلال كروم تنعصر
العتمة
تتقطّر
خمرة محبرة
كلّما يبست شفاهه
مارست يداه
لغة نشوى
منها
تنسكب حياة
تراه من ذا
رفع سقف السجن؟

آخر الخريف
لكأنّ هسهسة ورقها
تداعب طعنة الحطّاب
لكأنّها جنّاز عمر:
"لي ظلّ يمتدّ كما الحياة
أينه ظلّك؟"
يا أيّها الجسد
لو فتّك رماد الزمن
لو علّقك مرآة
تسيل
من ندبة الصليب
من إكليل الشوك
عطش في ليلة العاشر
أو صيحة المنفيّ الزاهد
لي
يدي
تضمّ البياض
كضمّة الضفّة لنهر
كضمّة البتلة لعطر
وبرعشتها على مهل
تستوطن الأعماق
هناك
ما امتلأ دنّ الوقت
هو رشف الرّيح
يكنز من عروة الخصر
قمصاناً
عصفورٌ
مذ حفّ بخيط شالي
والمدى
تفتّح جناحين
نهرٌ
جعل من بوح النهدين
ضفافاً
ما امتلأ دنّ الوقت
لكن، لغة
كلّما نامت في محبرة
الشّهوة
خرجت عرجاء

* شاعرة من سوريا