فصائل بثوب روابط القرى! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-11-06
فصائل بثوب روابط القرى! - ميسون كحيل


فصائل بثوب روابط القرى!

عملت إسرائيل في فترة ماضية عفى عليها الزمن على خلق مجموعات فلسطينية تم تسميتها في ذلك الوقت بروابط القرى؛ و وضعت لها مقاسات ومعايير محددة للقيام بدور موازي لدور الاحتلال من خلال تمويه وتضليل يحمل عنوان "حكم الفلسطينيين لأنفسهم"، ورغم قيام الشعب الفلسطيني بإفشال هذا الإجراء الصهيوني إلا أن الفكرة لا زالت موجودة! فحين تم تأسيس نخبة من الخارجين عن الصف الوطني بمسمى روابط القرى لمواجهة الدور الوطني الكبير الذي كانت تقوم به بعض البلديات والشخصيات وكان للشعب دور قام به لحسم هذا التوجه الصهيوني، وتعود هذه الفكرة وهذا التوجه لما سيقوم به في حينه ما يسمى رئيس أكبر وأعظم وأهم دولة عربية من نزع ثوبه العربي والقومي عبر مؤامرة الخروج من الحرب منتصراً للتوقيع على سلام زائف قامت الحرب المقصودة من أجله! لقد كانت الأسباب والنيات والأهداف من تأسيس هذه الروابط تندرج ضمن مخطط إيجاد طرف بديل لمنظمة التحرير الفلسطينية يفتت الوحدة الوطنية التي كانت في تلك الفترة رغم كل السيئات نقطة مضيئة في تاريخ العمل الوطني الفلسطيني. وبقيت الفكرة في أذهان الصهاينة رغم الفشل وما لحق بروابط القرى؛ إذ أن الأمور كلها الآن تشير إلى أن توفير الفرص وممارسة الضغوطات لإجراء الانتخابات التشريعية الفلسطينية عام 2006 كان من ضمن هذا المخطط الذي يسمح بعودة نظام روابط القرى لكن بطريقة فصائلية حتى تنطلي على الشعب! بأمانة لقد حققت المؤامرة أهدافها بمساعدة من المتنفذين في ذلك الوقت؛ حيث استطاعوا الضحك على الشعب بأنهم وطنيون لتمرير وتسليم حالة جديدة وواقع جديد يبدأ من خلال ما تم تسميته بالحسم والانقسام، وتشكيل جديد لروابط قرى جديد ومن نوع آخر! فسلموا القطاع على طبق من ذهب وهربوا بأموالهم وعائلاتهم! وما من شك أن مَن يحاول فهم ما يحدث الآن فسيقتنع أن صفقة القرن التي بدأت مفاعيلها بالأصل من الانقسام الفلسطيني ما هي إلا صورة طبق الأصل عن روابط القرى التي ترغب في إنهاء واستهداف منظمة التحرير وإيجاد بديلاً للتمثيل، والإسهام وفرض الرعاية الإسرائيلية على اتفاقات وإجراءات تحت مسميات مختلفة كالتهدئة على سبيل المثال! والتي تعني إبقاء الحال على ما هو عليه في القطاع لا بل زيادة "التمكين" للحكم الموجود من خلال دولة تدعم مالياً، ودولة تدعم اقتصادياً، ودولة تدعم سياسياً، ودولة توفر الحماية! وكل ذلك بعيداً عن الشرعية الفلسطينية تماماً !! الشرعية التي تحاول الأغلبية محوها لتمرير المؤامرة.

صدق القول أن فصل القطاع مخطط له مسبقاً كما هو اغتيال خاشقجي! ويعتبره المتآمرون تجربة يجب الخوض فيها تدريجياً من خلال دعم الحكم الموجود في القطاع وفتح الأسواق وزيادة الدعم الاقتصادي رغبة في إبقاء الحالة الفلسطينية منقسمة وإيجاد روابط قرى من نوع خاص تعمل على تمرير المخطط الصهيوني والرؤية الأمريكية للحل النهائي. ويبقى النجاح من وجهة نظر المخططين في هذه الخطة مرهون بحالات من التطبيع العربي مع إسرائيل التي باتت تأخذ منحنيات عميقة تدل أن العرب و من البداية لديهم رأي لم يتم الإعلان عنه بخصوص الدولة الفلسطينية، وإيمانهم المطلق بأن إسرائيل دولة لها الحق في الأراضي الفلسطينية، و التوسع القائم والتأييد الكامل دون خجل ما يؤكد أن الشعب الفلسطيني بات ضعيفاً لا يقوى على المواجهة من هكذا انقسام أساء للتاريخ الفلسطيني، ومنح الأعداء ما لم يحلمون به بعد أن تزينت الفصائل بثوب روابط القرى!

كاتم الصوت: هدنة طويلة الأمد مع العدو خير من مصالحة مع الذات!؟

كلام في سرك: دول عربية تضغط في اتجاه عدم الذهاب إلى مصالحة!!

نكشة : من حولنا الكل يبحث عن مصالح دوله وشعوبه إلا نحن نبحث عن شيء آخر ! عسى أن يتغير الحال.