انتهت الحكاية... إلا إذا! - ميسون كحيل
تاريخ النشر : 2018-10-24
انتهت الحكاية... إلا إذا! - ميسون كحيل


انتهت الحكاية... إلا إذا!

اتجهت الأنظار إلى تركيا بشكل لم يسبق له مثيل منذ أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي في حينها ألقت بظلالها على كل الأحداث في العالم! وانتظر المشاهد والمستمع في كل بقاع الأرض لكلمة الرئيس التركي لا بل حجز البعض مقاعدهم أمام الشاشات والفضائيات لكي يشاهدوا ويستمعوا لكلمته منتظرين منه أن يقدم الحقيقة كاملة دون نقصان! ولم يخطر على بال أحد أن لديه حساباته ومصالحه ومصالح بلده؛ إذ انخدع قوم من الناس من مشاهدين ومستمعين بالمعلومات التي انتشرت قبل حديث أردوغان بساعتين من أن الأمير خالد الفيصل كان أن التقى بالرئيس التركي وقدم له شيك سياسي واقتصادي على بياض، وإجراءات رفع الحصار المفروضة على تركيا، والدعم السعودي والعربي الكامل للمشاكل التركية الداخلية ومع محيطها في سبيل الاتفاق على السيناريو الأخير الذي سيعلن عنه! وتقول المعلومات أنه رفض العرض، والشيك على اعتبار انه رشوة سياسية!! وقد ذهب المشاهد والمستمع بعيداً فيما سيقوله معلقاً كل منهم طموحاته ورغباته وآماله التي تجتمع في ضرورة إظهار القاتل الحقيقي، وإعلان اسمه دون الإدراك بأن هذا الإعلان لا يمكن لأردوغان أن يعلنه من خلال كشفه للحقيقة!
 واعتقد الجميع أن الرئيس التركي لن يستطيع أن يخفي الحقيقة وكل الأحداث التي جرت، وسيكشف عن كل خيوط عملية الاغتيال بالتفاصيل والمشاركون فيها، وطريقة تنفيذها و تقديم رأس القاتل الحقيقي الذي قرر تنفيذ هذه العملية، واختار منفذيها عبر مستشاريه ومرافقيه الأمنيين والعسكريين دون إدراك منهم أن الزمن الحاضر زمن المصالح لا زمن القيم!

لقد قدم أردوغان أجزاء من السيناريو الأخير للجريمة، ولم يلتزم بما صرح به قبل يومين من موعد كلمته بعرض التفاصيل الدقيقة؛ فغضب منه مَن فاقت توقعاتهم الحدود المسموح بها، ووجد البعض الآخر أنه قال نسخة عن الرواية السعودية للجريمة! بينما الحقيقة؛ تقول إنه مسك العصا من المنتصف، إذ لا بد من الإشارة إلى ما ذهب إليه، وبما اختصر قوله من خلال الإشارة، وأهم تلك الإشارات تقديره للملك سليمان ورؤيته ونيته وتجاهله لولي العهد تماماً، في إشارة لها مغزى كبير في قوله يجب كشف المتورطين جميعاً "من أسفل السلم إلى أعلاه" على الرغم بأن جميع مَن قاموا بهذه الجريمة أصبحوا معروفين اسماً وصورة في دلالة أن هناك مَن تخفيه الظروف! والأهم من ذلك قصد تكذيب الرواية السعودية من خلال التأكيد على أن كافة الدلائل تشير إلى أن عملية القتل كانت معدة ومخطط لها قبل أيام من تنفيذها! وحتى يخرج من الحرج السياسي والدبلوماسي ألمح إلى ضرورة إيجاد لجنة محايدة لإجراء التحقيق لافتاً النظر إلى مجموعة من النقاط عن الكيفية التي تعامل معها القتلة والأسلوب الذي قاموا به لإتمام عمليتهم، أما الاقتراح الذي قدمه حول ضرورة أن تقوم تركيا باستجواب المتورطين فهو مجرد اقتراح يعلم أنه مرفوض من قبل السلطات السعودية سلفاً؛ ولا يمكن المخاطرة به. ورغم ذلك فقد ترك الباب موارب نوعاً ما في تهديد واضح في كفة، وانتظار الفوائد والإيجابيات التي سينالها وستنال دولته في كفة أخرى! وقد يقول قائل إن الرئيس التركي قدم الحقيقة، وأوضح طريقة الجريمة، وعملية الاغتيال، وانتقد التجاهل السعودي للموقف والطلب التركي في البداية من خلال رفض التعاون وتأخير الإجراءات! نعم صحيح لكنه تناسى أن كل ما جرى وحدث ممن حددت الجريمة أسمائهم سواء ممن حضروا من السعودية إلى تركيا وغادروا في نفس اليوم إلى المتعاونين القاطنين في تركيا مروراً بأشخاص توزعت مهامهم بين البقاء في السعودية والتوجيه والدور الخاص للملحق العسكري في القنصلية! حيث لا يمكن لأحداً منهم مغادرة منزله دون إذن من سيده، والذي منحه الآن فرصة للملمة الأوراق من أجل الخروج من المأزق! وفي الحقيقة لم يحسم أردوغان الأمر واكتفى بعرض الحقيقة دون عدل! وانتهت الحكاية ...إلا إذا!

كاتم الصوت : اقتربت ساعة إزاحة ملك واستلام آخر !

كلام في سرك : صفقة كبيرة في الطريق تشمل جميع الأطراف من اليمن إلى قطر مرورا بمصر !! الأحداث والحروب والعلاقات .

نظرة : مَن قرأ نظرات أحد أبناء جمال خاشقجي أثناء استقبال الملك و ولي العهد له يُدرك ماذا تقول عينيه!

لغز : سؤال وجواب.. أين الجثة؟.. ألم تسمعون بثلاجات الموتى ؟