المسلسل التركي الجديد بقلم : ابراهيم شواهنة
تاريخ النشر : 2018-10-23
المسلسل التركي الجديد بقلم : ابراهيم شواهنة


المسلسل التركي الجديد
بقلم : ابراهيم شواهنة

حتى تستطيع أن تكتب تحتاج شمسا عرضها الف ذراع ونهارا يبتسم بملىء شدقيه ، وبشر من حولك يصفقون .وينثرون على رأسك الورود .
وشوارع تفوح عطرا وانهارا من عسل مصفى ، لكي تنفتح شهيتك على الكتابة . تحتاج جوقة كالجوقة التي عزفت للمونليزا حتى تعود لها ابتسامتها من بعد حزن على فقيدها

تبا لهذه الحياة الرتيبة ، المملة ، المقيتة ، بدأ من نهارات الربيع العربي المنتهي وأنتهاءا بغيلة جمال خاشقجي ، وصفقة القرن المنتظره ...وضغوط تنال على رؤوسنا ...
أي شهية لديك للكتابة وأنت أصلا مللت حروف الهجاء والخليل بن أحمد ، وكل أدباء الماضي والحاضر ، حين يستحضرك سحر الفيس بوك وتويتر والانستقرام وغيرها من منصات الثرثرة التي لا تجدي نفعا ، وتثير الحروب وتعمق الخلافات والضغائن بين بنو البشر .
لا خلاف على أن حظك سيىء وأزفت من الزفت ، وأنت تطالع نهارك وتعرف نهايته قبل أن يبدأ ، جوقة من الغربان تعزف فوق رأسك وأنت تنهض من سريرك بتثاقل ،لا تحب أن تواجه نهارك المحدودب الظهر الكسير الخاطر النهار الذي تعرف نهايته قبل أن يبدأ ...
ما بالك ...؟ وأنت تلقي تحية الصباح على الحاج سليم ، والذي وصفك ذات يوم بدنجوان عصرك ، وبالانيق والعاطفي ، وفي كل مرة يقول لك : بتهون يا أستاذ ، كانت أصعب ... وهانت .
وأنت بكل حنق وضجر ، تركل قمامة الشارع وتقول :
متى تهون يا حج ، والله ما بالها تزداد تعقيدا ولا يبان لها نهار نعم كيف تكتب ، وكل مصائب الدنيا تنهال على رأسك دفعة واحدة ، تحاول أن تهرب من وجه واقعك المأزوم فتلقاك المصيبة وبناتها وكل من يعز عليها تصطف كطابورا واحدا مشكلة جدار يسد كل منافذ الحياة عليك ...مزغردة وهي تهزأ منك ومن أحلامك الحمقاء .ماذا فعلت ، يا أستاذ في دنياك و أنت ...الوحيد في هذه الدنيا ، لا يعجبك العجب ولا الصيام في رجب ، تحمل السلم بالعرض ، وتقاتل ذباب وجهك.
كيف تكتب ، ومن أين تأتي لك... قريحة الكتابة ، وأنت لا تجد لحظة سكون ، ففي الليل ، تندلع الآشتباكات بالرصاص بين أزعر وأرعن ، وفي النهار، تشتبك بنات أفكارك مع واقعها ، فتزداد الامور تعقيدا ، وتتكالب عليك الهموم بشراستها .تقابل وجوه عكرة ، متقطبة الجبين ، عابسة عبوس الموت حين يغتال الحياة .
المهم تجد نفسك مرغما على أن تمسك القلم اللعين الذي أسرك بحبره منذ نعومة أظفارك ، وتبدأ في الكتابة ، وتجد نفسك لا تشبع من نهمها وحبك لها .
سرعان ما ترمي القلم اللعين ، وتهرع للتلفاز ، لتسمع ضجيج العالم ، أنت مسكون بلأحبار والأخبار تقضي جل يومك في التنقل من فضائية إلى أخرى ، تحشو عقلك بالأكاذيب التي تسمعها من أفواه مذيعي ومحللي الأخبار .
أخبار تسم البدن وتخرج القلعاط على جلدك الرقيق ، تخدش كل أحاسيسك ، وتتركك جثة محقونة بالسموم
.
مسلسل تركي ...بل وبازار مفتوح أستخدم السيد أردوغان حرف السين ، الذي يحمل ألف معنى ، من سوف وأخواتها التي لم تأت بجديد ، فبقي باب رواية جمال خاشوقجي موارب وكنا والجميع كان يظن أن سيفتح على مصراعيه ، ونرى حقيقة ما جرى له
سمعنا الخطاب حتى النهاية ...وكأننا نتظر رؤية هلال رمضان يهل علينا ... وإذا بنا نشتم أنفسنا بأننا أضعنا وقتنا في سماع هراء قد قاله غيره ....
لم يعطي الحقيقة ولا نصف الحقيقة ولا ربع الحقيقة ، حيت نرك الأمور غامضة غموض السحر .
تركها بذكاء السياسي المحنك ، ليبتز العالم الآسلامي أولا ومن ثم العالم ، فتراه يفلت عقدة عقدة ، كأسلوب الأتراك في شمولية عنصر التشويق في مسلسلاتهم ، ليثبت للعالم بأن تركيا هي سيدة وزعيمة العالم الأسلامي من عهد جده أتاتورك .
متناسيا أنه خضع في الليلة الماضية لضغوط أمريكية من رئيسة المخابرات الآمريكية سي أي أيه . والتي بإمكانها الضغظ عليه وعلى أجداده في قبورهم
فلماذا لم يقل للعالم بأنه يخضع لضغوط من كل الجهات ..وإن ما يقوم به ليس إلا مسرحية يرغب من ورائها الربح المادي ..
فصار قراره بعيدا عن الآستقلال والحرية ، ومن يظن أن امريكا تحاول إسترضاء أردوغان فهو واهم . أردوغان يأتمر
بأمر أسياده . حين يخرج السيد الامريكي (ملفه ) أو يهدده بتحريك ورقة الكرد في الداخل .
أردوغان له فرصة ، يمكنه أستخدامها حتى أخر لحظة ، فهل يلعب على تناقضات القضية ، ويخرج الرابح ؟؟
لم يعطي شيئا ، فقد فسر بعد الجهد ، الماء بالماء ، وجل خطابه كان (طحن ماء) .
ستمر القضية مرور الكرام ، كما مر قبلها قضايا ، فالعدالة لا تجتمع مع السياسة ، فقضية المغدور شأن سياسي ، ولا علاقة لها بالقانون ، فعندما يرمي أرودغان الكرة في الملعب السعودي ، فالسعودية جديرة بإدارة أزماتها ، ولا تحتاج للمفسريين والقانونيين .
الرجل مات وشبع موتا ، وفرق على جيرانه ، والمتهمين في القضية في يد القضاء السعودي ، والآمر متروك لهم .
والشأن شأنهم ، في ادانة من اقترف الجرم ، والعدالة ستأخذ مجراها ، فلا داع للابتزاز الرخيص